دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال الإعلامي المصري، أحمد المسلماني، الأربعاء، إنه ينبغي ترك قضية تيران وصنافير لـ"الأجيال القادمة،" مذكراً بأن خلاف الرأي بين مصر والمملكة العربية السعودية لا يجب أن يؤثر على صداقتهما، ومستشهداً بعلاقة الكويت والرياض، وداعياً إلى التراجع عما وصفه بـ"الفتنة" التي أثارتها قضية الجزيرتين بين "صديقتين وحليفتين".
وعلق المسلماني في مقابلة مع الإعلامي تامر أمين ببرنامج "الحياة اليوم" على فضائية "الحياة:" "هل نحن (مصر والسعودية) في حالة صدام؟ لا أعتقد. هل في حالة خلاف؟ نعم. وهذا مقبول. السياسة لا تؤخذ بسيف الحياء.. مش عشان إحنا أصدقاء مع السعودية فده معناه يكون في حياء في التعامل. أصدقاء وحلفاء، لكن في أمور لا ينبغي فيها التفريط، أو التراجع عن مواقفنا نتيجة إن إحنا حلفاء وأصدقاء للسعودية."
وأضاف المسلماني: "في نموذج تاني موجود عنده مسافة مع السعودية ومع ذلك محدش يقدر يقول إن هذه الدولة الخليجية المهمة ذات المكانة على خلاف كبير أو صدام مع السعودية، دولة الكويت الشقيقة.. دولة الكويت يمكن البعض مش منتبه لسياستها الخارجية الاستقلالية في منطقة الخليج، أولاً، الكويت لم تشارك في التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن (عاصفة الحزم). ثانياً، الكويت لها سفارة في دمشق وتتعامل مع نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، ولم بقل أحد أن الكويت خارج السياق الخليجي. ثالثاً، (العاهل السعودي) الملك سلمان لما زار الكويت مؤخراً أتكلم معاهم في موضوع تعاون كونفدرالي، يعني تحالف أكبر، والكويت رفضت التحالف الكونفدرالي وهذه الصيغة، ومع ذلك ما حد قال إن الكويت في حالة عداء أو صدام مع السعودية، وهي دولة صديقة للسعودية."
ورأى المسلماني الذي خدم مستشاراً إعلامياً للرئيس المؤقت، عدلي منصور، أن على السعودية أن تقبل أن "إحنا ما بنكونش بنشارك في اليمن بالقدر الكافي، ولنا رأي آخر في سوريا، ومع ذلك ينبغي أن نظل حلفاء وأصدقاء، والدليل إن في دولة خليجية صديقة وغالية على قلوبنا جميعاً، هي دولة الكويت الشقيقة، لها هذا الموقف، دون أن تصل إلى صدام مع السعودية."
وأضاف المسلماني: "هل الملك سلمان يختلف عن الملك عبدالله (العاهل السعودي السابق)؟ قطعاً كل ملك له خلفيته الثقافية والفكرية وله قناعاته، إنما في ثوابت في السياسة السعودية أعتقد أنها ثابتة من الملك عبدالعزيز إلى الملك سلمان إلى المجموعة القائمة على الملك في المملكة. أنا قابلت الملك سلمان أكتر من مرة، (قابلته) وهو أمير الرياض مع الدكتور أحمد زويل، ومرة أخرى وهو ولي العهد، مع الرئيس عدلي منصور.. ملاحظتي هي أن الملك سلمان يريد مصلحة المملكة وده أمر لا خلاف عليه، هو لديه ضيق من النفوذ الإيراني في المنطقة، ونحن أيضاً لدينا ضيق من النفوذ الإيراني في المنطقة، ولديه تقدير مؤكد لمصر ولكن البعض طرح موضوع جزيرتي تيران وصنافير من أجل اعتقاده أنه تعزيز لمركز ما أو لمصلحة ما، وأنا أعتقد أن الطرح لم يكن مناسباً من جانبهم، وإحنا من جانبنا حُسم الأمر بهذا الحكم القضائي.
وعلق المسلماني: "أنا أرى أن الأنسب أن يترك هذا الأمر إلى أجيال قادمة وأن تكون تيران وصنافير جزء من السيادة المصرية ونعتبر أن حكم المحكمة هو ختام لهذه المساجلات.. وإذا كانت السعودية تعاملت مع ملوك مصر ثم رؤساء مصر عبر كل هذه السنين على فرض منطق أن الجزيرتين سعوديتين – وأنا ضد ذلك، أنا مع أن تيران وصنافير مصرية – تعاقبوا كلهم دون أن تثير هذا الأمر، فما الذي يثير هذا الأمر؟ طيب تمت إثارته، ولم يصل إلى مبتغاه، وأدى إلى أزمة كبيرة بين الشعبين مش فقط على المستوى الرسمي، يبقى الأنسب أن يتم التراجع عن هذا الملف الذي تحول إلى فتنة بدل أن يكون مجرد قضية خلافية."
واستطرد المسلماني بأن القضايا الحدودية تأخذ مئات السنين وأنه بإمكان إرجاء قضية تيران وصنافير إلى النقاش في عام 2050 و2060 و2080، وتركها للأجيال القادمة لدراستها، ومضيفاً: "إذا كانت السعودية صديقة لمصر فيما مضى من ملوك ورؤساء، فلماذا لا تبقى صديقة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي دون إثارة موضوع تيران وصنافير؟"
وتابع المسلماني: "إذا الملك سلمان أعتقد أنه حريص تماماً على العلاقة مع مصر والأسرة المالكة السعودية حريصة كمان على مصر، ولديه مخاوف لها مبرراتها تجاه النفوذ الإيراني في المنطقة، ونحن نتفهم هذه المخاوف."