كل ما تحتاج لمعرفته عن ترامب وسفارة أمريكا بإسرائيل وتاريخ القدس

الشرق الأوسط
نشر
6 دقائق قراءة
كل ما تحتاج لمعرفته عن ترامب وسفارة أمريكا بإسرائيل وتاريخ القدس
Credit: afp/getty images

القدس (CNN) -- يبدو أن الولايات المتحدة قررت السير بحذر في ملف نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وقد قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس دونالد ترامب أن نقل السفارة مازال "على قائمة الأولويات" بالنسبة للبيت الأبيض، ولكنه لفت إلى أن ذلك لن يحصل بسرعة. وفي هذا الإطار يعرض مراسل CNN أورين ليبرمان، الموجود في القدس، نبذة عن تاريخ القدس والإطار الدبلوماسي والسياسي للأحداث.

ما أهمية قضية نقل السفارة؟

إذا نقلت الولايات المتحدة سفارتها في إسرائيل إلى القدس فستكون قد اعترفت عمليا بأن القدس هي عاصمة دولية إسرائيل، وهذا سيمثل تبدلا كبيرا في التوافق الدولي المستمر منذ 70 عاما، ويرى البعض أن ذلك سيعني الإشارة إلى انتهاء جهود التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ما هي الخلفية التاريخية؟

خطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1947 تعتبر القدس "مدينة دولية" منفصلة، ولكن الحرب التي أعقبت إعلان استقلال دولة إسرائيل بعد ذلك بعام واحد أدت إلى انقسام المدينة، وعندما انتهت الحرب عام 1949 جرى وضع ما يعرف بـ"الخضر الأخضر" الذي رُسم بالفعل بالحبر الأخضر على الخريطة، ليُخضع القسم الشرقي من المدينة لسيطرة الأردن، لما في ذلك الأحياء القديمة الشهيرة، في حين خضع القسم الغربي لسيطرة إسرائيل.

متى تبدل الوضع؟

خلال حرب الأيام الستة عام 1967، تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلال القدس الشرقية، ومنذ ذلك الحين باتت المدينة برمتها تحت السلطة الإسرائيلية ولكن الفلسطينيين، ومعهم الكثير من الجهات في المجتمع الدولي، يرون أن القسم الشرقي من المدينة هو عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

هل نقلت أي دولة أخرى سفارتها إلى القدس وماذا حصل لاحقا؟

أجل. قبل عام 1980 نقلت بعض الدول سفارتها إلى القدس، وبينها كوستاريكا وهولندا. في يوليو/تموز 1980 أصدرت إسرائيل قانونا يعتبر القدس عاصمتها الموحّدة، ورد مجلس الأمن الدولي بقرار يدين ضم إسرائيل للقدس الشرقية معتبرا أن الخطوة تمثّل انتهاكا للقانون الدولي.

هل دفع ذلك تلك الدول لنقل سفاراتها من القدس؟

أجل. وكانت كوستاريكا ومعها السلفادور آخر الدول التي قامت بنقل سفاراتها من القدس وذلك عام 2006، وانضمتا بذلك إلى سائر دول العالم التي تجعل من مدينة تل أبيب مقرا لسفاراتها.

ماذا عن القنصليات؟

تحتفظ بعض الدول بقنصليات في القدس، وبينها الولايات المتحدة التي تقع قنصليتها في الجزء الغربي من المدينة. وهناك دول أخرى مثل فرنسا وبريطانيا، لديها قنصليات في الجزء الشرقي من المدينة وتقوم تلك القنصليات في الوقت نفسه بأداء دور تمثيلي لبلادها في الأراضي الفلسطينية.

ما هو الموقف الأمريكي؟

لم يسبق للولايات المتحدة على الإطلاق وضع سفارتها في القدس بل اختارت تل أبيب على الدوام مقرا لها. عام 1989 بدأت إسرائيل بتأجير قطعة أرض في القدس للحكومة الأمريكية من أجل بناء مقر جديد للسفارة وذلك بكلفة دولار واحد سنويا فقط على مدار 99 سنة، ومع ذلك لم تجر عمليات تطوير على قطعة الأرض ومازالت فارغة تماما.

لم يسبق لأي رئيس أمريكي منذ عام 1995، ويشمل ذلك الرؤساء بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما، اتخاذ قرار بنقل السفارة إلى القدس، وذلك بسبب "المصالح القومية" الأمريكية. ويستخدم الرؤساء في أمريكا عادة سلطتهم القانونية كل ستة أشهر لتأجيل نقل السفارة، ويحل الموعد المقبل لاستحقاق استخدام تلك السلطة في مايو/أيار 2017.

ما هي خيارات ترامب بحال قرر نقل السفارة؟

الخيار الأول هو الاستفادة من قطعة الأرض المخصصة لبناء السفارة في القدس من أجل إقامة مقر جديد. أما الخيار الثاني فهو تحويل القنصلية القائمة في المدينة حاليا إلى سفارة. وهناك خيار ثالث يتمثل في ترك مقر السفارة في تل أبيب على أن يمارس السفير مهامه اليومية من القدس.

كيف ستتجاوب إسرائيل مع هذا؟

رحبت إسرائيل بشدة بالحديث عن إمكانية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وكان عمدة مدينة القدس، نير بركات، على رأس المرحبين مطلقا حملة إعلامية قبل موعد أداء ترامب لليمين الدستورية تهدف إلى الطلب منه الوفاء بوعوده.

كيف سيكون الموقف الفلسطيني؟

موقف القيادات الفلسطينية حيال الخطوة حازم، فهم يرون فيها انتهاكا للقانون الدولي وخطوة إلى الوراء بالنسبة لآمال حصول سلام. الرئيس محمود عباس تحرك باتجاه عدد آخر من قادة العالم، منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وملك الأردن عبدالله الثاني، طالبا منهم الضغط على ترامب لتغيير موقفه.

منظمة التحرير الفلسطينية قالت إن الخطوة بحال حصولها قد تدفعها إلى إعادة النظر بقرارها الاعتراف بإسرائيل وقد تؤدي أيضا إلى إلغاء كافة الاتفاقيات السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبحال حصول هذا الأمر فقد يتبعه على الفور موجة من عدم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية وعبر العالم العربي وقد تتخللها ربما تحركات في الشارع وأعمال عنف.