هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقاضي بمنع مواطني سبع دول من السفر إلى الولايات المتحدة صدم المسلمين في شتى أنحاء العالم. المواطنون الإيرانيون والعراقيون والسوريون واليمنيون والسودانيون والليبيون والصوماليون جميعهم تأثروا بهذا الأمر الرئاسي التنفيذي لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وحسب المصادر الأمريكية، فإن تحديد الدول التي شملها الأمر جاء استناداً إلى النشاطات الإرهابية التي يقوم بها بعض مواطني هذه الدول، أو بسبب رعاية وتمويل الإرهاب كما هو الحال بالنسبة لإيران على سبيل المثال.
وقد شمل الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب يوم السبت 28 يناير، 2017 جميع الذين يحملون تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة، وحتى بعض من يحملون "البطاقة الخضراء" من الذين يحملون جوازات سفر الدول التي شملها الأمر.
هذا الأمر الذي حطم الكثير من الناس يمكن أن يغير مستقبل الكثير من الناس، مثل العائلات المنقسمة داخل الولايات المتحدة وخارجها، والمرضى، والطلاب.
لكنني لست أكتب هذا المقال للتعبير عن وجهة نظري السياسية وموقفي من الأمر التنفيذي للرئيس ترامب، ولست أنوي هنا تحدي الأمر الذي أصدره الرئيس الجديد للولايات المتحدة والذي ناقشه الكثيرون بشكل كاف منذ اللحظات الأولى لصدوره. أنا أكتب هذا المقال لألقي الضوء على علاقات الدول الإسلامية ببعضها البعض.
خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد الكشف عن إعداد الأمر التنفيذي حتى توقيعه من قبل الرئيس الأمريكي، اثار الأمر الكثير من الجدل على صفحات الإعلام الاجتماعي. المسلمون الأمريكيون، وبصرف النظر عن مواطنهم الأصلية، أدانوا القرار وهناك حالياً محامون بارزون يعملون على رفع قضية قانونية في المحكمة لتحدي الأمر بشكل قانوني واعتباره غير دستوري، بصرف النظر عن الدول التي تأثرت به.
لكن ما أثار انتباهي هو ردود الفعل التي صدرت عن مواطني الدول المتأثرة بالقرار الرئاسي الأمريكي. بسبب غضبهم واستيائهم من الأمر التنفيذي الذي يتهم دولهم بالإرهاب، بدأ هؤلاء يشيرون إلى دول أخرى ويتساءلون عن سبب عدم وضعها على القائمة الأمريكية التي شملها الأمر التنفيذي الرئاسي رغم أن مواطنيها شاركوا في الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، 2001. موقف الكثير من مواطني الدول المشمولة بالقرار الأمريكي يتلخص بسؤال بسيط: لماذا نحن، وليس هم؟
شعرت بالدهشة والصدمة وأنا أقرأ هذه الرسائل التي كانت تأتي من زملائي المسلمين. بدلاً من إدانة الأمر التنفيذي الأمريكي من حيث المبدأ، بدأوا يتقاتلون فيما بينهم لإثبات هوية الإرهابي الحقيقي.
أنا أتحدث عن الانعدام التام للثقة بين الدول الإسلامية وانتشار الكراهية بشكل كبير بين مواطنيها مع الأسف. فبدلاً من اتخاذ موقف موحد ضد الأمر التنفيذي، أعرب البعض عن فرحهم بأنه شمل "آخرين" فيما لم يشملهم هم، فيما تساءل "الآخرون" عن سبب استثناء مواطني بعض الدول الأخرى من القرار!
إذا كانت العنصرية والعرقية سائدة بين مواطني العالم الإسلامي ضد بعضهم البعض، فماذا يمكن أن نتوقع من الآخرين؟
كما سبق وقلت، أنا لست هنا لأدافع عن أو أهاجم القرار الأمريكي، لكنني أحاول عرض سلوك بعض المسلمين من دول مختلفة تجاه بعضهم البعض في هذه الحالة بشكل خاص. ليس هناك أي تعبير عن التعاطف بين مواطني الدول الإسلامية المختلفة، ولكن مجرد شماتة وتبادل اتهامات وفرصة للتعبير عن غضبهم واستيائهم من بعضهم البعض.
لدينا قول مأثور شهير في إيران يمكن ترجمته كالتالي "الموت جيد، ولكن لجيراني!"
الدول السبعة التي تأثرت بالأمر التنفيذي الرئاسي الأمريكي تتذمر بسبب عدم وضع دول أخرى في قائمة الدول المشمولة به. بينما يشعر مواطنو الدول غير المشمولة بالقرار بالسعادة ويشكرون الله لأنهم نجوا من دائرة الخطر.
أين كرامتنا وأخلاقنا نحن المسلمون؟