دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما كانت مليكة في الحادية عشرة من عمرها، أخذتها والدتها إلى الطبيب في إحدى الليالي. لم تفهم السبب من وراء زيارة الطبيب، حتى رأت الدماء وسمعت صرخات الفتيات الأخريات، وعلمت حينها أنها ستخضع لعملية ختان.
ولأن العملية مكلفة، لم تتمكن عائلتها من تحمل دفع 100 دولار إضافية لتخديرها. لذا، خضعت مليكة للعملية بدون تخدير.
هذه القصة المرعبة ليست حدثاً نادراً، إذ أن 87 في المائة من النساء المصريات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً خضعن لعملية الختان، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). وتشير المنظمة إلى أن أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة قد خضعن في يومنا الحالي لأحد أنواع الختان، متوقعة أن تخضع 15 مليون فتاة للختان خلال العقد القادم.
قد يهمك أيضاً: من ينقذ القاصرات الهاربات من “الجنس مقابل الخرز” في كينيا؟
ورغم الحملة التي أطلقتها الحكومة المصرية لمكافحة تقليد الختان، إلا أن الأهالي يجدون طُرقاً لتفادي القانون والوصول إلى "قابلات" غير مرخصات طبيّاً يمارسن الختان بشكل غير قانوني.
وفي العام 2007 جُرّمت عملية الختان، ما أدى إلى تراجع عدد القابلات، خوفاً من عقوبة السجن. لكن في المقابل، زاد عدد الأطباء الذين يمارسون هذه العلمية سرّا مقابل مبالغ طائلة، في الساعات الأولى من النهار أو آخر ساعات الليل. وتعليقاً على ذلك، تقول ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر جيرمان حداد: "يتخذ الختان منحى طبي بشكل متزايد، ما يُعتبر تغيراً في عادات الختان في مصر."
وبحسب بحث أجرته وزارة الصحة المصرية في العام 2015، فإن نسبة 82 في المائة من عمليات ختان الفتيات حتى سن التاسعة عشر، قام بها أطباء أو أحد أفراد طاقم الطبي، مقارنة بـ 40 في المائة فقط من العمليات في الجيل السابق. ويتعلّم الأطباء كيفية الختان من القابلات، بدون أي تدريب رسمي.
قد يهمك أيضاً: بالفيديو.. ختان الإناث ينتقل إلى لندن
وتعمل حداد مع حملة باسم "أطباء ضد الختان،" بالتعاون مع وزارة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للسكان. وتسعى الحملة إلى تضمين التوعية عن الختان في مناهج طلاب الطب، حيث سيُعرّف عنه كممارسة ضارة. ويشير الطبيب أيان صادق ومدير برنامج "Upper Egypt" للتطوير المحلي إلى أنه ما من طريقة آمنة لهذه الممارسة، التي قد تسبب إصابات خطيرة للمريضة بغض النظر عن الشخص الذي يجري العملية، مثل النزيف الحاد، والالتهابات، ومضاعافات خلال الولادة، والتكيّسات، وأحياناً الموت.
فما هو سبب صعوبة مكافحة هذه الممارسة الخطيرة؟ يقول صادق: "يقوم الأهالي بإجراء عملية الختان للفتيات نظراً إلى الضغط الاجتماعي من العوائل الأخرى. تعلم الأم أنها ممارسة مُضرّة لأنها عانت منها أيضاً. لكنها تشعر أن عدم إجراء عملية الختان لابنتها سيجلب العار إلى العائلة." وفي نهاية المطاف، تبقى أسس هذه الممارسة مرتبطة بعدم المساواة بين الجنسين والرغبة بالسيطرة على المرأة جنسياً.
(أضغط على الصور أعلاه لقراءة المزيد)