القاهرة، مصر (CNN) -- استقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في القاهرة نظيره اللبناني، ميشال عون، الاثنين، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ وصول عون للرئاسة نهاية 2016، حيث جرى التأكيد على "العلاقات المتميزة" بين البلدين، في تطور يأتي بعد ساعات على مقابلة لعون مع قناة مصرية أطلق خلالها مواقف سببت جدلا داخليا في لبنان بدفاعه عن حزب الله وإشاراته نحو النظام السوري.
ومن المقرر أن تستمر زيارة عون إلى القاهرة ليومين يزور خلالهما – إلى جانب السيسي جامعة الدول العربية والكاتدرائية المرقسية ومشيخة الأزهر، علما أن الزيارة تأتي بدعوة من السيسي وتهدف إلى "تدعيم العلاقات الثنائية وإعادة تفعيل اللجنة العليا المشتركة.. وبحث التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وفلسطين والتعاون في مكافحة الإرهاب" وفقا لموقع التلفزيون الرسمي المصري.
السيسي قال في مؤتمر صحفي عقده مع عون إن مصر "سعت دوما على الحفاظ على الدولة اللبنانية، وتواصلت مع مختلف القوى اللبنانية من أجل الحوار" مضيفا أن بلاده "ستواصل دعم لبنان على كل الأصعدة" وأضاف أن ما وصفها بـ"العلاقات المتميزة بين القاهرة وبيروت" مرجعها الرئيسي "العلاقات المتواصلة ذات الجذور العميقة بين الشعبين المصري واللبناني."
وأشار السيسي إلى أنه بحث مع نظيره اللبناني ميشيل عون سبل دعم العلاقات بين الدولتين ولاسيما في المجال الاقتصادي وكذلك التواصل مع الدول الإفريقية، بينما دعا الرئيس اللبناني نظيره المصري، لزيارة لبنان، ورحب السيسي بالدعوة قائًلا: "قريبا سأكون في لبنان".
ومن المتوقع أن يلقى عون الثلاثاء، خطابًا أمام مجلس الجامعة العربية في اجتماعه على مستوى المندوبين الدائمين، يركز فيه على "عرض رؤيته لاستعادة فعالية الجامعة العربية في حل الأزمات العربية وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي بالدول العربية إلى جانب عرض تصوراته لعلاقات لبنان العربية والدولية ورفضها التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادتها بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب" وفقا لبوابة الأهرام الرسمية المصرية.
وكان عون قد استبق زيارته إلى مصر بمقابلة مع قناة CBC المصرية الأحد خرج فيها بمواقف صبت في صالح حزب الله وأثارت الكثير من الجدل الداخلي في لبنان إذ اعتبر أن الدول المشاركة في مؤتمر استانة "اعترفت ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم" كما استبعد عودة الأمن إلى سوريا دون "جيش سوري" متحدثا عن خلاف واقتتال بين المعارضة.
كما تحدث عون عن الوضع الداخلي في لبنان ومستقبل سلاح حزب الله قائلا إن ذلك السلاح ضروري "طالما هناك أرض تحتلها إسرائيل، وطالما ان الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهتها" مضيفا أن سلاح الحزب "لا يتناقض مع مشروع الدولة" ودافع عن مشاركة الحزب في القتال بسوريا إلى جانب النظام السوري مضيفا أنه لا يمانع بزيارة دمشق وطهران التي نفى أن تكون لمشاريعها أي خطر على المسيحيين.
وكان عون قد افتتح جولاته العربية بعد انتخابه نهاية العام الماضي بجولة خليجية بدأها من السعودية حيث قابل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، واعتبر البعض في قراره بدء الجولات العربية من المملكة إشارة إلى تبدلات في سياساته بعد سنوات ارتبط خلالها بحلف وثيق مع حزب الله.