رأي: العبادي يستعيد الموصل وقلوب العراقيين من داعش

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
رأي: العبادي يستعيد الموصل وقلوب العراقيين من داعش
Credit: BULENT KILIC/AFP/Getty Images)

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاحد الموافق 19 فبراير عن بدء عملية استعادة غرب الموصل من الإرهاب.

وقال العبادي في كلمة على التلفزيون العراقي "نحن نبدأ مرحلة جديدة في العملية، نحن قادمون الى نينوى لتحرير الجانب الغربي من مدينة الموصل ".

لقد بدأ الإرهاب الذي يمثله تنظيم داعش يأخذ مساره المنفصل في يونيو 2014. وحتى لو كان وقت زواله سيأتي في 2017 كما يعتقد البعض، لا يمكن التغاضي بسهولة عن قدرة هذا التنظيم على صهر القوميين العرب والمتطرفين الإسلاميين في بوتقة واحدة.

قام صدام حسين في تسعينيات القرن العشرين بإطلاق حملة إسلامية. حزب البعث العربي الاشتراكي استغل الإسلام بشكل واضح. ومن خلال ذلك قام البعثيون بإنشاء واستخدام المؤسسات الإسلامية لتعزيز قوة حزب البعث. تشكلت خلال هذه الفترة العلاقة البعثية السلفية والتي تشكل اليوم أساس القيادة في تنظيم داعش الإرهابي.

إن تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق بعد عام 2003 اثار تمرد مجاهدي الفلوجة الذين قاموا بالدعوة لإقامة دولة إسلامية في الفلوجة. مجاهدو الفلوجة لم يكونوا فقط من صفوف النظام الفاشل، بل كانوا أيضا من السكان المحليين. وقام المقاتلون الأجانب الذين أتوا الى العراق للانضمام إلى صفوف الجهاديين السنة باستهداف بيوت ومساكن الشيعة.

كان ضباط حزب البعث لا يزالوا هناك وكانوا لا يزالون على تواصل مع السلفيين السنة. الذي تغير هو مكونات السلفية المتطرفة والتي أصبحت أكثر طائفية وأكثر عدائية ضد الشيعة. ولكن كان لا يزال لديهم عامل القومية العربية السني.

لقد رأى كثير من العراقيين أن هذا يشكل استهدافاً للسنة، وأنه سيؤثر سلبا على اقتصاد البلد بعد عام 2003. السنة خسروا الموارد والأراضي المتنازع عليها في العراق، ومعركة كركوك مع الاكراد هي أيضا جزء من هذه الحكاية.

حكومة العراق الفيدرالية الضعيفة خلقت مشكلة انتشرت في مناطق السنة، وكان تنظيم داعش يطالب بحقوقه من الاكراد من موارد وسياسة وأيديولوجية.

إن المناطق المتنازع عليها في العراق أصبحت الان ساحة معركة. عندما تقدم تنظيم الدولة الاسلامية شمالا نحو الموصل، فإنه بذلك تقدم نحو مناطق الاكراد وأراد استرجاع الأراضي التي استولت عليها البشمرغة والتي كانت منطقة كردية.

إذا نظرنا الى الموصل وسألنا أنفسنا لماذا حصلت القاعدة على دعم في الانبار ومن ثم كان لداعش قاعدة عبة، فالإجابة هي خيبة أمل سكان الموصل في الدولة العراقية.

تدعى الموصل "مدينة المليون ضابط" وهي مدينة ضباط صدام حسين البعثيين ومكان تشكيل الحزب الإسلامي العراقي. لقد بدت هذه التأثيرات واضحة عندما استولت داعش على المدينة في يونيو 2014، فلم يرى معظم السكان أن هذه خطوة جيدة لبناء خلافة. بل قالوا إن هذا "انقلاب عسكري خاص" او ثورة كادحين.

سيهزم قريبا تنظيم داعش في جميع انحاء المنطقة بمساعد قوات التحالف الدولية. سيرحب أهالي الموصل بهذا التحرير من اجل إيقاف كارثة إنسانية أخرى، ومن اجل تحقيق السلام والوحدة. هناك حاجة لوضع استراتيجية ضرورية تمنع عودة ظهور التطرف وتحقيق السلام والوحدة الوطنية. هناك حاجة لاستراتيجية تتجاوز الطائفية والاثنية، لكن مثل هذه الاستراتيجية من الصعب تطبيقها على المدى المنظور.