موجة نزوح للمسيحيين من شمال سيناء بعد هجمات داعش.. كيف تعاملت معها الحكومة والكنيسة؟

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
موجة نزوح للمسيحيين من شمال سيناء بعد هجمات داعش.. كيف تعاملت معها الحكومة والكنيسة؟
Credit: GETTY IMAGES

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تصاعدت أزمة الاعتداءات الإرهابية على المسيحيين المصريين في شمال سيناء، لتتحول إلى موجة نزوح لعشرات الأسر خوفا من الهجمات، بينما تسعى السلطات المصرية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى التعامل مع تبعات موجة النزوح وتوفير ملاذ للنازحين في المحافظات التي انتقلوا إليها.  

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ادعى تنظيم "داعش" مسؤوليته عن قتل 7 مسيحيين في هجمات شمال سيناء. ونشر التنظيم، الأحد الماضي، تسجيلا مصورا حول الهجوم الذي استهدف الكنيسة البطرسية في القاهرة، في ديسمبر الماضي، وأسفر عن مقتل 30 شخصا أغلبهم نساء وأطفال. وقال شخص ظهر في الفيديو: "يا أيها الصليبيون في مصر فإن هذه العملية التي ضربتكم في معبدكم لهي الأولى فقط وبعدها عمليات إن شاء الله".

وأقرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، السبت، بنزوح عشرات الأسر المسيحية من شمال سيناء إلى محافظة الإسماعيلية، فيما أكدت الحكومة المصرية أن موجة النزوح من شمال سيناء وصلت إلى محافظات الإسماعيلية والقليوبية والقاهرة وأسيوط.

وقال المتحدث باسم الكنيسة إن "عدد النازحين إلى الإسماعيلية بلغ 202 شخص، حتى مساء السبت، وقد تم تسكين 105 أشخاص ببيوت الشباب بالإسماعيلية بالتنسيق مع وزارة الشباب، و60 شخصا بشقق سكنية أجرتها الكنيسة القبطية بعد تزويدها بالأثاث وتوفير كل ما يلزم للمعيشة بها. بينما استقبلت الكنيسة الإنجيلية 37 شخص.

وأضاف: "مطرانية الإسماعيلية شكلت منذ بداية عمليات النزوح فريق عمل بقيادة القمص يوسف شكري لاستقبال الأسر القبطية وتسكينها وتدبير احتياجاتها... ويستمر فريق العمل التابع للمطرانية في متابعة احتياجات الأسر المتضررة وكذلك في استقبال أية أسر جديدة تصل إلى مدينة الإسماعيلية".

وكانت الكنيسة أصدرت بيانا، الجمعة، اعتبرت فيه أن الهجمات التي استهدفت المسيحيين في شمال سيناء تهدف إلى "ضرب الوحدة الوطنية" و"تمزيق الاصطفاف في جبهة واحدة" في مواجهة الإرهاب.

في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتمع مع رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي، والخارجية، والداخلية، والعدل، والمالية، بالإضافة إلى رئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية ومحافظ البنك المركزي.

وأضاف يوسف، في بيان أن "الاجتماع ناقش آخر التطورات الخاصة باستهداف المواطنين الأبرياء في منطقة شمال سيناء من قبل التنظيمات الإرهابية مما أدى إلى انتقال عدد من أسر المواطنين الأقباط إلى محافظة الإسماعيلية، حيث تم استقبالهم وتسكينهم لحين الانتهاء من التعامل مع العناصر الإرهابية".

وتابع يوسف بالقول إن السيسي "وجه بأهمية التصدي لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، ووأد كافة مخططات هذه التنظيمات لترويع أبناء الوطن الآمنين وتهديد ممتلكاتهم. كما وجه الحكومة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسهيل إقامة المواطنين في المناطق التي انتقلوا إليها وتذليل أية عقبات قد تواجههم".

من جانبه، أجرى رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل اتصالا هاتفيا بالبابا تواضروس الثاني، إذ أكد على "اهتمام الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي بالأوضاع الجارية للمصريين المسيحيين بشمال سيناء"، بحسب بيان للمتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء كليف وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي بمتابعة أحوال الأسر الوافدة إلى الإسماعيلية وتلبية كافة احتياجاتها. وأضاف البيان أن غادة والي التقت محافظ الإسماعيلية اللواء ياسين طاهر والأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية لبحث احتياجات الأسر المصرية القبطية النازحة من شمال سيناء.

في غضون ذلك، أفاد بيان لرئاسة الوزراء أن إسماعيل أمر "بتشكيل غرفة عمليات في مجلس الوزراء تتولي متابعة تقديم الخدمات لتلك الأسر، وذلك بالتنسيق مع كل من محافظي الإسماعيلية والقليوبية والقاهرة وأسيوط التي استقبلت محافظاتهم الأسر المتضررة فضلاً عن التنسيق مع الكنيسة الإنجيلية والأرثوذكسية".

وأضاف البيان: "تم توفير أماكن الإقامة المناسبة لاستقبال الأسر في نزل وزارة الشباب والرياضة بالإسماعيلية ومساكن المستقبل التابعة للكنيسة الإنجيلية فضلاً عن متابعة الأسر التي انتقلت إلى محافظات أخرى، وكذلك تم توفير مختلف احتياجات الإعاشة من مواد غذائية وأغطية بشكل عاجل، كما يجرى توفير احتياجات تلك الأسر من الأدوية، والتنسيق مع محافظة الإسماعيلية بشأن توفير الرعاية الطبية لهم من خلال فريق طبي من جامعة قناة السويس فضلاً عن تجهيز عيادة متنقلة، وأي احتياجات أخرى".