لدى كوكب المشتري 3 أقمار مع محيطات تحت أقشارها الجليدية، يطلق عليهم أسماء جانيميد وكاليستو ويوروبا، وكان سكان الأرض مهتمين لفترة طويلة بهذه الأقمار وقدرتها على احتضان حياة فيها.
أرسلت وكالة ناسا أول مجسات جزئية لإلقاء نظرة فاحصة عليها في عام 1977. المشتري كوكب غازي، وهذا يعني أنه ليس له سطح، وإنما دوامة من الغازات التي تتكثف في محيط محترق من الهيدروجين في مركزه، وهو مشابه جدًا لشمسنا في هذا الجانب، ولكن على عكس الشمس، فإنه لا يدمج ذرات الهيدروجين في الهيليوم لصنع الطاقة والحرارة.
الآن، بالعودة إلى أول مجسات ناسا، لاحظوا خطوطًا طويلة وبقعًا داكنة على القمر يوروبا، وعادةً ما يكون للأقمار أسطح مرقطة، لكن هؤلاء العلماء تصوروا أنه قد يكون هناك محيط تحت السطح الخارجي الجليدي ليوروبا.
في عام 1996، تم تأكيد هذه النظرية عندما وصلت مركبة الفضاء غاليليو إلى يوروبا، وكان هذا أول محيط يُكتشف على كوكب آخر.
ثم في عامي 2012 و 2016، أظهر تلسكوب هابل الفضائي أعمدة المياه تتصاعد من أكثر الأجزاء دفئًا في يوروبا.
لا يعرف الكثير عن هذه الأعمدة، ولكن إذا كان يوروبا يحتوي على الماء وعناصر مثل الكربون والهيدروجين، فقد يعني ذلك أن الحياة الميكروبية كانت موجودة أو حتى لا تزال موجودة.
مع وجود هذه الاحتمال ترسل وكالة الفضاء الأوروبية وناسا مجسات إلى أعماق نظامنا الشمسي لدراسة أقمار المشتري الثلجية تحديدًا.
أولها هو مكتشف أقمار المشتري الثلجي، أو "جوس"، من وكالة الفضاء الأوروبية. يتنقل "جوس" إلى نظام المشتري مزودًا بأحدث التقنيات لالتقاط الصور ومراقبة المجال المغناطيسي لكوكب المشتري وأخذ قراءات لما يقع تحت القشرة الجليدية لأقمار المشتري الكبيرة.
سترسل ناسا بعدها "يوروبا كليبر" للتحليق فوق قمر يوروبا أكثر من 40 مرة لاستنشاق غلافها الجوي وسيجمع المواد من الأعمدة للمرة الأولى، وهذا سيعطي العلماء فكرة أفضل عما إذا كان بإمكان محيطات يوروبا دعم الحياة.
وستجمع المهمات البيانات وستقوم أيضًا بجمع بيانات أساسية حول كوننا، هل توجد حياة خارج الأرض؟ كيف يمكن أن تبدو؟ وماذا يعني ذلك لمستقبل البشرية؟