هذا المقال يعبر عن رأي كاتبته ولا يعكس بالضرورة رأي CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من بين الكثبان الرملية، تشرق مدينة حضرية بقوة في الليل، مع ناطحات سحاب قد يطال ارتفاعها النجوم..هي أرض الفرص، ومركز ريادة الأعمال.. هنا تقع مدينتي دبي. لقد ولدت وترعرعت هنا، وتأثرت بثقافة غنية، وتمكنت من تلقي مستوى عال من التعليم، ما سمح لي بالتطور إلى الفتاة التي أنا عليها اليوم بعمر الـ16 عاماً.
ولاحظت خلال مراحل حياتي، أن المراهقين في الشرق الأوسط بشكل خاص يكافحون للعثور على المعنى الحقيقي للتوازن في الحياة، فيما إمبراطوريات وسائل التواصل الاجتماعي مثل "انستغرام،" و"سناب تشات،" و"فيسبوك" كلها عوامل أساسية تساهم في وجود إدراكات مقلقة.
كمراهقة تعيش في قلب كل ذلك، آمل أن تساهم مشاركة قصتي هذه في إعطاء الراحة لمن هم في جيلي.
منذ 3 سنوات، أي عندما كنت في 13، عانيت من سمنة عالية، إذ وصل وزني أكثر من 125 كيلوغراماً. وكنت دائما أحس باليأس، وبعدم وجود أي شخص في العالم يشعر او يهتم بما أمر به.
بعد العديد من المحاولات الفاشلة، قررت أنني لا أريد أن أكون الشخص الأكثر سمنة في المدرسة الثانوية، ولا بد من وجود طريقة ما.
وبدأت رحلة التصميم والسعي من أجل الوصول للهدف..
فتوجهت كغيري لخبراء التغذية، وسمعت العديد من النصائح، واخترت الأفضل..
وخلال رحلتي، كانت منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل "إنستغرام،" تنتشر بقوة، وتوصلت حينها إلى أن أفضل طريقة للتواصل مع الناس، هي بمشاركة تجربتي مع السمنة من خلالها.
والآن... وبعد مرور عامين، ازداد عدد المتابعين على صفحتي على الأنستغرام إلى الفي متابع، وأصبحت أخف وزنا بحوالي 45 كيلوغراما.
من خلال صفحتي على "انستغرام"، تمكنت ليس فقط من إلهام نفسي بل أيضاَ بعض المراهقين الآخرين، إذ شعروا فيها وكأنهم ليسوا بمفردهم في رحلتهم الصعبة.
ورغم دور التواصل الاجتماعي في إلهامي للحفاظ على لياقتي، إلا أنها كانت أيضًا إحدى الأسباب لشعوري بالقلق بسبب طريقة تعاملي اليومي لها.
فقد كنت دائمة التحقق مما يفعله غيري من الأشخاص، والأماكن التي يذهبون إليها، والشكل الذي يبدون عليه، كل ذلك أدى إلى اعتقادي أن هذه هي القاعدة، ولم أتمكن من إدراك أن غالبية ما أراه على الإنترنت لم يكن حقيقياً.
ولم نته القصة هنا، فنظرا لمعركتي الطويلة من الوزن الزائد، وما وصلت اليه، شعرت بحاجتي المستمرة لنشر الصور والمشاركات.. فبدأت أواجه معركة جديدة من القلق، تتمثل في النظر باستمرار إلى صوري لمعرفة ما إذا كنت قد اكتسبت وزناً، وتصفح ما يضعه الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، لأعرف إذا كان هناك غيري من الأشخاص الذين يبتكرون محتوى أفضل من النصائح للآخرين، ومن ثم بدأت أشعر بالهوس بكمية ونوعية الطعام الذي أتناوله.
ولكن.. ولحسن الحظ، وبعد إحباطات كثيرة بسبب وسائل التواصل الإجتماعي والتحدث إلى أحد المختصين، بدأت ببطء في الابتعاد عن هذه التأثيرات السلبية المرعبة.
ويمكنني القول الآن، إن وسائل التواصل الاجتماعي هي أداة إذا اُستخدمت بشكل صحيح يمكن أن تقدم كمية هائلة من الخير الإيجابي للعالم. ولكن من خلال إساءة استخدامها في يومنا الحالي، فإنها تُلحق الضرر بنجاحاتنا حتى لو كنا غير مدركين لذلك.
أعرف الكثير من المراهقين الذين عليهم خوض المعركة ذاتها التي أخوضها يومياً، وبكل صراحة، يجب معالجة هذا الأمر، لأننا إذا واصلنا السير في طريق الصمت نفسه..فمن يعرف ما ستُصبح عليه الأجيال في المستقبل؟