دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من الصعب القول إن السكر يجعل الأطفال أكثر حركة، ولكن لا يمكن الحسم أيضاَ، أنه يتمتع بتأثير طفيف على السلوك.
وفي منتصف التسعينيات، استعرض تحليل تضمن 16دراسة، تأثيرات السكر على الأطفال. وخلص البحث الذي نُشر في المجلة الطبية "JAMA" إلى أن السكر لا يؤثر على السلوك أو الأداء المعرفي للأطفال، ولكن لا يمكن استبعاد أن يكون هناك القليل من التأثير على بعض الأطفال.
ويعاني بعض الأطفال من حساسية أكبر لطفرات السكر في الدم مقارنة بغيرهم من الأطفال، مما قد يعني أنهم قد يكونوا أكثر عرضة للإثارة لدى تناول السكر.
ومن الجدير بالذكر، أن نسبة صغيرة من الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم حساسية أكثر للسكر، وفقاً لجيل كاسل، أخصائية تغذية للأطفال.
ووفقاً لكاسل، الكثير من الأطعمة السكرية تعادل كميات كبيرة من أصباغ الطعام أو النكهات الاصطناعية أو المضافات الأخرى التي قد تسبب مشكلة لطفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان السكر هو السبب وراء ذلك.
السكر وفرط النشاط: ارتباط إيجابي أو اعتقاد لدى الوالدين
وتعود فكرة الارتباط بين السكر وفرط النشاط لدى الأطفال إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث قام طبيب للأطفال بتوصيف حمية "فينجولد" بما يشبه خطة أكل، للتخفيف من أعراض اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه.
وهذا النظام الغذائي ربما دفع بالأهل إلى إدراك أن السكر هو السبب وراء ذلك عندما يتعلق الأمر بسلوك الأطفال المثير، حتى لو لم يكن السبب الحقيقي لفرط النشاط لديهم.
ولمحاولة تحديد ما إذا كان طفلك حساسًا للسكر بالفعل أو متحمساً للعب، توصي كاسل بالتخلص من الأطعمة السكرية من النظام الغذائي لبضعة أسابيع ثم اختبار الطفل عند تناول الأطعمة السكرية، ومشاهدة استجابة الطفل لذلك.
نصائح للأهل
رغم أن غالبية الأطفال ليس لديهم أي حساسية تجاه السكر، فإن هذا لا يعني أن السكر مفيد لصحتهم. الأطعمة والمشروبات السكرية توفر السعرات الحرارية دون أي عناصر غذائية. علاوة على ذلك، يرتبط تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المضافة خلال فترة الطفولة بتطور عوامل الخطر لأمراض القلب، مثل زيادة خطر السمنة، وارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والشباب.
وتوصي جمعية القلب الأمريكية باستهلاك الأطفال بين عمر 2-18 سنة أقل من 6 ملاعق صغيرة أو 24 غرام من السكريات المضافة يوميًا وذلك للحفاظ على صحتهم، وهو ما يعادل مقدار السكر في قطعة واحدة من الشوكولاتة فقط.
وإذا كنت تبحث عن طرق لتقليص كمية الحلويات لأطفالك، إليك بعض النصائح:
- قلل تدريجياً من كمية الحلويات في نظام طفلك الغذائي: هذه نصيحة جيدة لجميع الأطفال، مع وبدون إضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- ضع وجبات الطعام الروتينية والوجبات الخفيفة في جدول زمني يمكن التنبؤ به: هناك عدة فوائد لتغذية الدماغ والجسم على فترات متناسقة يمكن التنبؤ بها من ثلاث إلى أربع ساعات.
- عند تقديم أطعمة تحتوي على سكريات مضافة، قم بمزجها بالبروتين أو الدهون الصحية أو الألياف: هذا يساعد على تخفيف آثار ارتفاع السكر في الدم وانخفاضه، ويحسن الشبع لدى الطفل.
- عدم تناول السكر على معدة فارغة: القيام بذلك يمكن أن يؤدي إلى زيادة في نسبة السكر في الدم، وهذا في حد ذاته قد يغير سلوك الطفل، وفقا لكاسيل.
- تأكد من أن طفلك يشرب الكثير من الماء: إضافة إلى ذلك، يجب تجنب المشروبات المحلاة بالسكر مع الأطعمة السكرية.
- لا تروّج كثيراً للسكر: إذا أحس الطفل بحماسة الأهل تجاه السكر، فقد يُصبح أيضاَ متحمساً لهذه المادة.