دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الخرف متلازمة تبدأ بالظهور تدريجياً، وتتسم بحدوث تدهور في التفكير والذاكرة والسلوك.
ويقدّر عدد المصابين بهذا المرض بحوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد علاج فعال له، ولكن منظمة الصحة العالمية تقول إنه يمكن القيام بالكثير لتأخير أو إبطاء ظهور وتطور المرض.
وفي هذا السياق، أصدرت منظمة الصحة مؤخراً توصياتها الأولى للحد من خطر الخرف على مستوى العالم. وهي تشمل ممارسة الرياضة البدنية بانتظام، وعدم استخدام التبغ، وشرب كميات أقل من الكحول، والحفاظ على ضغط دم صحي، وتناول نظام غذائي صحي، وخاصة نظام البحر الأبيض المتوسط.
وحذرت المنظمة أيضاً من تناول المكملات الغذائية، مثل الفيتامينات B و E، في محاولة لمكافحة التدهور المعرفي والخرف.
وتشير منظمة الصحة إلى إن هناك حوالي 10 ملايين حالة جديدة من الخرف سنوياً، وهذا الرقم قد يتضاعف 3 مرات بحلول العام 2050. وهذا المرض هو سبب رئيسي للإعاقة، والاعتماد على الغير عند كبار السن، و"يمكن أن يدمر حياة الأفراد المتضررين ومقدمي الرعاية لهم، وعائلاتهم."
ووفقاً للمنظمة، يؤدي هذا المرض إلى خسائر اقتصادية فادحة، فمن المقدّر أن تصل تكلفة رعاية الأشخاص المصابين به إلى حوالي 2 تريليون دولار سنوياً، بحلول عام 2030.
العوامل الوقائية من الخرف
وأظهر تقرير منظمة الصحة العالمية بعض التوصيات التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف، الذي وُصف من قبل البعض بأنه أكبر تحدٍ صحي يواجه جيلنا.
وينصح التقرير بممارسة النشاط البدني، والتوقف عن التدخين، واستهلاك كميات أقل من الكحول، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. وعلى وجه الخصوص، يوضح بأن الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالمرض.
بالإضافة لما سبق، يوصى التقرير بالإدارة السليمة للوزن الصحي، ومستوى ضغط الدم، ومرض السكري، والكوليسترول غير الصحي، كإجراءات يمكن أن تقلل من خطر الخرف، والتدهور المعرفي.
ورغم أن التقرير شدّد على أن الصحة الجيدة والرفاه الفردي، يرتبطان بقوة بتواجد العلاقات الاجتماعية، إلا أنه ليس هناك من دليل كاف يربط النشاط الاجتماعي بتقليل خطر الإصابة بالخرف.
وبالمثل، فإن التدريب المعرفي يمكن تقديمه لكبار السن، لكن الأدلة التي تربطه بانخفاض خطر الإصابة بالخرف منخفضة.
ويقول الخبراء إن النصائح التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية كانت شاملة ومعقولة، لكن البعض حذّر من أن الدليل على أن هذه الخطوات قد تقلل من خطر الخرف، لم يكن دائماً قوياً.
من جهته، قال روبرت هوارد، أستاذ الطب النفسي لمرحلة الشيخوخة في كلية لندن الجامعية: "استمر في القيام بالأشياء التي نعرف أنها تفيد الصحة الجسدية والعقلية بشكل عام، لكن يجب أن تفهم أن الدليل على أن هذه الخطوات ستقلل من خطر الخرف، ليس قوياً." وأضاف: "مثل العديد من الزملاء، دائما ما أخبر المرضى أن ما هو جيد لقلوبهم، ربما يكون مفيداً لأدمغتهم."