دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يقول خبراء الصحة إن الآباء، في كثير من الأحيان، لا يعرفون ماذا يفعلون أو إلى أين يذهبون للحصول على المساعدة، عندما يعلمون أن أولادهم يدخنون السجائر الالكترونية.
وبينما تصارع السلطات الفيدرالية لتنظيم السجائر الإلكترونية، وتستثمر شركات التبغ المليارات في صناعة السجائر الإلكترونية، يسارع الآباء في المنزل للتعامل مع إدمان النيكوتين، أو منع أطفالهم من التعلق به لأنه موجود في كل مكان، وفي العديد من المدارس. وحتى أن البعض يقترب من برامج إعادة التأهيل الخاصة بالإدمان على أمل فصل أطفالهم عن هذه المنتجات.
وقالت صونيا كينيدي، بعد أن علمت أن ابنها رايدر، البالغ من العمر 12 عاماً، حاول تدخين السجائر الالكترونية: "إنها منتشرة بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي." كما أنها شعبية بين النجوم الرياضيين في مجتمعها.
ولأنها والدة رياضي، حيث أن رايدر لاعب كرة قدم وكرة سلة، رأت أنه يتعين عليها القيام بشيء ما. لذا، طلبت من شركة محلية أن تطبع بعض القمصان التي تحمل رسالة مباشرة: "الرياضيون لا يدخنون السجائر الإلكترونية."
واتصل رايدر بأمه في اليوم الأول الذي ارتدى فيه القميص إلى المدرسة، قائلاً إن بعض أصدقائه أرادوا الحصول على ملابسهم. وقامت كينيدي، التي تملك استوديو للرقص في شمال كاليفورنيا، أيضاً بمشاركة صور القميص على "فيسبوك"، وتلقت طلبات من أشخاص في لوس أنجلوس، وساكرامنتو، وكندا، ممن أرادوا إرسال الرسالة الإيجابية. حتى أنها دعت الرياضيين المحليين إلى التقاط الصور، ونشرت النتائج على وسائل التواصل الاجتماعي.
محادثة مهمة
قد يكون من الصعب تمييز السجائر الإلكترونية، لأن الكثير منها يشبه محركات أقراص "USB"، والأقلام العادية، وهي تعمل عن طريق تسخين السائل حتى تبخرّه. ويحتوي السائل عادة على تركيزات متفاوتة من النيكوتين، بينما أن بعض الأشخاص يستخدمونها للماريجوانا.
ويشعر الخبراء بالقلق من أن السجائر الإلكترونية يمكن أن تعرض أدمغة الأطفال للخطر، وتجعلهم مدمنين على مادة النيكوتين في وقت مبكر من حياتهم، وعرضة للتدخين وغيره، كالمخدرات على المدى البعيد، ولكن الآثار طويلة الأجل غير واضحة.
ويوصي الخبراء بأن يكون الآباء على دراية بالعلامات التي قد تدل على أن أولادهم يدخنون السجائر الإلكترونية، ويمكن للأهل أيضاً أن يقدموا نموذج سلوك جيد من خلال عدم التدخين. كما أنه من المهم إجراء المحادثات مع الأطفال، والاستماع إليهم، كما يقول الخبراء. وقد يكون من المفيد أيضاً للآباء، فهم الأسباب التي قد تجعل أطفالهم يدخنون هذه السجائر، من أجل تشجيع الطرق الأكثر صحية لتلبية احتياجاتهم.
ما الذي يجب مراقبته؟
عندما بدأت الطبيبة شارون ليفي، مديرة برنامج تعاطي وإدمان المراهقين في مستشفى بوسطن للأطفال، في تلقي مكالمات من أولياء الأمور في جميع أنحاء البلاد يصفون فيها كيفية تأثير السجائر الإلكترونية على أطفالهم، قالت إنها كانت مشككة للغاية بأن المشكلة كانت بسبب استخدام النيكوتين، وأضافت: "كنت أتساءل، هل يستخدمون مواد أخرى؟ هل يستخدمون الماريجوانا أو أي شيء آخر؟ أم لديهم اضطرابات نفسية؟"
ويعاني بعض هؤلاء المراهقين من القلق، والتشتت، والصداع، وآلام في المعدة، والأعراض التي قالت ليفي إنها نادراً ما لوحظت مع السجائر التقليدية. وأضافت أن إدمان النيكوتين عند الأطفال، قد يبدو مختلفاً تماماً عن البالغين.
وقد تشمل الأعراض الأخرى زيادة العطش، بالإضافة إلى نزيف في الأنف، وتغيير في الحالة المزاجية.
وقالت ليفي إن "جميع المراهقين تقريباً" في برنامجها جرّبوا السجائر الإلكترونية، ولكن "الجديد الآن هو أننا نرى مرضى في برنامج تعاطي المخدرات، المادة الوحيدة التي أدمنوا عليها هي النيكوتين."
وأضافت ليفي أن العديد من برامج الإدمان قد لا تكون مجهزة للتعامل مع بعض الأطفال الصغار المدمنين على النيكوتين. ومن الأفضل بكثير ضمان أن يكون أطباء الرعاية الأولية، لديهم الجهوزية للعمل مع الأطفال في مجتمعاتهم.
واتبع بعض الآباء لصقات النيكوتين وأدوات الإقلاع الأخرى لأطفالهم تحت إشراف الأطباء. وأوضحت ليفي أن ذلك قد يكون خادعاً لأن بعض الأطفال قد يستخدمون هذه المنتجات "كجسر" بين السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ.
ولا توجد منتجات إقلاع عن التدخين معتمدة من إدارة الأغذية لمستخدمي السجائر الإلكترونية دون سن 18 عاماً، لكن الوكالة تخطط لعقد جلسة استماع عامة لمناقشة ما إذا كانت ستوافق على أدوية الإقلاع عن التدخين للأطفال.
وقالت ليفي إن "الأدوية يمكن أن تكون مهمة في بعض الحالات المتقدمة، لكنها ليست كافية. فالأطفال بحاجة أيضاً إلى توفير المساعدة والتوجيه لهم في حل المشكلات والصعوبات التي تواجههم."