دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان ستيفان أولسين، العالم في المعهد الدنماركي للأرصاد الجوية، في طريقه لإرجاع معدات لمراقبة المحيطات والطقس، التي وضعها زملاء له على جليد البحر في شمال غربي غرينلاند، ولكنه واجه مشكلة على الطريق.
ولم يستطع العالم رؤية المعدات، إذ أصبح الجليد الأبيض الذي عادة ما كان يراه خلال مهمته الروتينية مغطى بالمياه.
وانتشرت الصورة التي التقطها لكلابه، الذي باتت مغطاة بالمياه حتى مستوى الكاحل، بشكل سريع وضُمت إلى صور الدبب القطبية الجائعة، وتقلص الأنهار الجليدية وغيرها، من الصور التي توثق آثار التغير المناخي.
وقال أولسين على حسابه الخاص على "تويتر"، إن السكان الأصليين لمنطقة غرينلاند، "يعتمدون على جليد البحر للتنقل والصيد"، مشيراً إلى أنهم سيكونون من ضمن أول الأشخاص الذين سيتأثرون بذوبان الجليد، إلا أن تأثير ذلك لن يبقى منصباً في غرينلاند، أو أمريكا الشمالية فحسب.
ويستمر موسم ذوبان الثلج من يونيو/ حزيران إلى أغسطس/ آب، حيث يذوب الثلج بكميات كبيرة في شهر يوليو/ تموز، لكونه الشهر الأعلى حرارة، ولكن هذه السنة قد شهدت لتوها كميات كبيرة من ذوبان الثلوج، إذ شهدت مساحات بنسبة 40% من غرينلاند ذوباناً للثلج منذ يونيو/ حزيران.
ولقد توقع العلماء سنة قاسية لذوبان الثلوج على الغطاء الجليدي في غرينلاند لعدة أشهر، وأثبتت الكميات الكبيرة لفقدان الجليد أنهم على حق.
وقال، توماس موتيه، باحث علمي في جامعة جورجيا، لـCNN، الأسبوع الماضي، إنه وبينما حدثت فترات ذوبان في أعوام 2007 و2010 و2012، لكنها لم تشهد أجواء كهذه قبل أواخر التسعينيات.
وقد يكون لهذه الظاهرة تأثير كبير على ارتفاع مستوى سطح البحر، وهي إحدى أكبر مخاطر التغيّر المناخي الذي سيجبر ملايين الناس الذين يعيشون في المناطق الساحلية إلى خارج بيوتهم.
وفي الوقت الذي تعاني غرينلاند فيه من ظاهرة ذوبان الثلوج المبكرة، يمكن أن يكون لفقدان الجليد تأثيراً متضخماً على درجات الحرارة العالمية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة البحر، وذوبان كميات أكبر من الجليد.