أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- منذ فترة طويلة يدرس الأطباء استخدام جرعات منخفضة من هرمون التستستيرون كوسيلة لتحسين الوظيفة الجنسية لدى بعض النساء، لكن الأدلة على سلامته وفعاليته كانت قليلة إلى حد ما، حتى الآن.
ووجد تقرير نشر في مجلة The Lancet في يوليو/ تموز الماضي أن هرمون التستستيرون فعال بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث مع انخفاض الرغبة الجنسية، وكان العلاج أكثر أماناً عند تناوله كلاصق على الجلد أو كريم، بدلاً من الفم.
وقام الباحثون بمراجعة 46 تقريراً منشوراً سابقاً حول 36 تجربة حقيقية ذات شواهد شملت علاج التستستيرون اكتملت بين عامي 1990 و2018. وقد ألقى الباحثون نظرة فاحصة على كيفية تأثير هرمون التستستيرون على الوظيفة الجنسية والكوليسترول والنتائج الصحية الأخرى في التجارب، والتي شملت 8480 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و75 سنة.
وكتب الباحثون في التقرير الجديد أن مراجعتهم توفر "دعماً قوياً" لإجراء تجربة سريرية لعلاج التستستيرون لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
وأضاف الباحثون أنه "هناك حاجة لمزيد من البحث لتوضيح آثار علاج هرمون التستستيرون لدى النساء قبل انقطاع الطمث وآثاره على صحة العضلات والعظام والسلامة على المدى الطويل".
ووجد الباحثون أنه بالمقارنة مع أي علاج هرموني آخر مثل هرمون الاستروجين، فإن تناول التستستيرون لمدة 12 أسبوعاً على الأقل يزيد بشكل كبير من الرغبة الجنسية، والسرور، والإثارة، والنشوة الجنسية.
وأظهرت البيانات الواردة في التقارير السابقة أيضاً أن التستستيرون قلل بشكل كبير من المخاوف الجنسية والضغوط المُبلغ عنها بين النساء مقارنةً بأي شكل آخر من أشكال العلاج الهرموني. أما بالنسبة للنساء قبل انقطاع الطمث، فالفائدة الوحيدة الملحوظة في البيانات كانت انخفاضاً في الضائقة الشخصية المرتبطة بالجنس في دراسة صغيرة واحدة.
وعند دراسة الطرق المختلفة التي يمكن أن يوصف بها هرمون التستستيرون، وجد الباحثون أن هناك زيادة كبيرة في الكوليسترول الضار LDL، وانخفاض في الكوليسترول الكلي والكوليسترول الحميد والكوليسترول الدهني، لوحظت عند تناول التستستيرون عن طريق الفم ولكن ليس كلاصق للجلد أو كريم.
كما وجد الباحثون أن علاج التستستيرون أدى إلى زيادة في الوزن، إلى جانب نمو للشعر ووحبوب الشباب، ولكن "لم تسجل أي أحداث سلبية خطيرة."
"ليست الرصاصة السحرية للجميع"
كان للتقرير الجديد بعض القيود، بما في ذلك أن كثيراً من البيانات المتعلقة بالوظيفة الجنسية تم الإبلاغ عنها ذاتياً، وأن تعريف الخلل الوظيفي الجنسي لم يكن ثابتاً عبر الدراسات المنشورة مسبقاً.
وتقول الدكتورة لورين سترايشر، الأستاذة بكلية فاينبرغ للطب بجامعة "نورث وسترن" التي لم تشارك في التقرير: "من يستخدم منّا في عالم الطب الجنسي التستوستيرون للنساء بعد انقطاع الطمث، يقدرون أنه على الرغم من عدم اعتماد هرمون تستستيرون من قبل إدارة الأغذية والعقاقير للنساء، إلا أننا نمتلك بيانات جيدة لإظهار أنه فعال لدى بعض النساء"، إن التستستيرون مجرد "جزء من مجموعة أدواتنا" عندما يتعلق الأمر بمعالجة العجز الجنسي لدى النساء.
وأضافت "بالتأكيد ليس الرصاصة السحرية للجميع، وحتى عندما ينجح، يرتبط بشكل عام بأشياء أخرى مثل العلاج بالتحدث". بعد كل شيء، "الغريزة الجنسية معقدة للغاية لأنها متعددة العوامل. لذلك عندما ننظر إلى كل الأشياء التي تؤثر على الرغبة الجنسية، فلا نجد شيئاً واحداً فقط: هناك الهرمونات، الناقلات العصبية، العلاقة، المعايير الثقافية والتجارب السابقة. والقائمة طويلة للغاية".