نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أفادت دراسة طبية بأن أكثر من 30 ألف حالة وفاة تحدث في الولايات المتحدة خلال العام الواحد بسبب تلوث الهواء.
وجاءت هذه الوفيات حتى مع تطبيق كل مقاطعة تقريباً في الولايات المتحدة لمعايير جودة الهواء الفدرالية. ويقول الباحثون إن ذلك يشير إلى الحاجة للمزيد من القوانين الصارمة لحماية صحة الإنسان.
يقول ماجد عزاتي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ الصحة البيئية العالمية في كلية إمبريال لندن: "أعتقد أن الاستنتاج الكبير هو أن خفض حدود تلوث الهواء قد يؤخر عشرات الآلاف من الوفيات كل عام في الولايات المتحدة".
حلل الباحثون اتجاهات نوعية الهواء في أكثر من 750 محطة مراقبة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقد نظروا بالتحديد في الجزيئات الصغيرة غير القابلة للاستنشاق في الهواء والتي يمكن أن تدخل مجرى الدم.
قارنت الدراسة بين البيانات حول نوعية الهواء والمعلومات المتاحة للعامة عن الوفيات، للبحث عن الروابط بين التلوث وأمراض القلب والجهاز التنفسي، والتي يعتقد أن سببها أو تفاقمها هو الجسيمات الكثيفة في الهواء.
في حين انخفضت نسبة التلوث على مدار العقدين الماضيين، لا يزال الباحثون يربطون بين التلوث الذي لا يزال قائماً والوفاة في جميع أنحاء البلاد. لقد نظر الفريق أيضاً في مجموعة متنوعة من العوامل، بما فيها العمر، التعليم، معدلات الفقر، والتدخين، وذلك قد يفسر السبب في أن المناطق التي تعاني من مزيد من التلوث تشهد صحة أسوأ.
بينما كان الباحثون واثقين من الصلة بين تلوث الهواء ومعدلات الوفيات، فقد وجدوا أن ذلك التأثير كان أكبر في المناطق ذات الدخل المنخفض، وفي الأماكن التي ترتفع فيها نسبة الأمريكيين السود، وفي المناطق التي ينهي المرحلة الثانوية فيها نسبة قليلة من الناس.
وقد كتب الباحثون أن "عدم المساواة في عبء الوفيات" يمكن تفسيره بالتحديات المنهجية التي تواجهها تلك المجموعات السكانية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الحالات الطبية الموجودة مسبقاً.
ولكن تشديد معايير جودة الهواء، والذي من شأنه تحسين صحة الجميع، قد يكون تحدياً.
وفقاً للدراسة، على الرغم من أن الفوائد الصحية لخفض التلوث في المناطق الحضرية الكبرى "معترف به على نطاق واسع، هناك سياسة مقاومة للأعمال التي من شأنها أن تقلل أكثر من تركيز الملوثات".
بالنسبة لعزاتي، العلم واضح، إذ قال: "إذا جعلنا المعايير الحالية أكثر صرامة، هناك احتمال كبير بأن نؤخر عشرات الآلاف من الوفيات كل عام وسيعيش الناس لفترة أطول نتيجة لذلك".