لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- وجد فريق من الباحثين في جامعة "هايدلبرغ" في ألمانيا، أن الآباء يميلون لأن يكونوا أكثر سعادة من الذين ليس لديهم أولاد عند بلوغهم الشيخوخة، ولكن هذا لا ينطبق عليهم إلا إذا كان أولادهم قد غادروا البيت.
أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الأبوة والروابط الاجتماعية والحالة الزوجية تؤثر على رفاهية كبار السن وصحتهم العقلية، وتبحث هذه الدراسة الأخيرة في آثار الحالة الأسرية.
قام العلماء بسؤال 55 ألف شخص في سن الـ 50 وما فوق من 16 دولة أوروبية عن صحتهم العقلية، وأظهرت النتائج إلى أن "الجوانب الإيجابية للأسرة تهيمن عند التقدم في السن".
أحد أهم العوامل هو أن الأولاد يصبحون شكلاً من أشكال الدعم الاجتماعي، ويشير الباحثون إلى أن شبكات الدعم الاجتماعي ترتبط بسعادة أكبر ووحدة أقل ويمكن أن تعمل كحاجز ضد الأحداث المجهدة.
وأشارت النتائج إلى أن العثور على صلة سلبية بين الأولاد والرفاهية والصحة العقلية "لا يمكن تعميمها على كبار السن الذين غادر أطفالهم المنزل بالفعل".
فبمجرد أن يكبر الآباء ويغادر أولادهم المنزل ينخفض التوتر المرتبط بمتطلبات رعاية الأولاد والعمل والحياة الشخصية، وقد تسود أهمية أولادهم هنا كمقدمي الرعاية والاتصالات الاجتماعية.
ومع ذلك، يظهر أنه للأولاد الذين ما زالوا يعيشون في المنزل تأثير سلبي على رفاهية والديهم.
كريستوف بيكر، والذي شكل جزءاً من فريق البحث، قال لـCNN، إن وجود الروابط الاجتماعية يتوافق مع قدر أكبر من الرضا عن الحياة، لكن هذا لا يجب أن يأتي من الأولاد.
وأضاف أن كبار السن الذين ليس لديهم أولاد يمكن أن يحصلوا على مزايا مماثلة من العلاقات الاجتماعية مع المقربين منهم والتي تمكنهم من تبادل المشكلات معهم.
وأضاف: "هناك خطط لتتبع السعادة لدى نفس الأشخاص على مدار عدة سنوات من الدراسة مع تقدم العمر، مشيرًا إلى أنه قد يكون هناك ارتباط على شكل حرف U بين العمر والسعادة: "يصبح الناس أقل سعادة في منتصف العمر، ولكن أكثر سعادة عند الكبر".
وقال آرثر ستون، أحد المشاركين في الدراسة، إن تقريرا صدر عن جامعة "برينستون" وجامعة "ستوني بروك"، نُشر في محاضر الأكاديمية الوطنية للعلوم، خلص إلى وجود "اختلاف ضئيل للغاية" في الرضا عن الحياة لدى الوالدين والأشخاص الذين ليس لديهم أولاد، بغض النظر عن العوامل الأخرى، مثل الدخل والتعليم والدين والصحة.
ووجدت دراسة أخرى، أجرتها الجامعة المفتوحة في إنجلترا، أن الأزواج الذين ليس لديهم أولاد هم أكثر سعادة في علاقاتهم وشركائهم مقارنة بالوالدين.