دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الدنمارك ستصبح الدولة الأولى التي ستحظر استخدام المواد الكيميائية المشبعة بالفلور أوكتان في عبوات الطعام بدءاً من العام المقبل، والتي رُبطت بالسرطان، والكوليسترول المرتفع، وانخفاض الخصوبة.
وتُستخدم مواد السلفونات المشبعة بالفلور أوكتان، لصد الشحوم والماء في تغليف الأطعمة الدهنية والرطبة مثل شطائر البرغر والكعك.
وقال وزير الغذاء الدنماركي موغنس جينسن: "لا أريد أن أقبل خطر انتقال المواد التي تحتوي على الفلور الضار (PFAS) إلى طعامنا. هذه المواد تمثل مشكلة صحية، ولم يعد بإمكاننا انتظار تحرك الاتحاد الأوروبي."
والمواد الكيميائية PFAS هي عائلة من آلاف المواد الكيميائية الاصطناعية الموجودة في البيئة وفي أجسامنا. ووفقاً للقانون الدنماركي الجديد، سيُطلب تصنيع أكياس الخبز وأكياس الفشار لاستخدام الميكروويف، على سبيل المثال، دون أي مواد PFAS.
وقالت أرلين بلوم من معهد سياسة العلوم الخضراء وقسم الكيمياء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي: "نهنئ الدنمارك على ريادتها في توفير الغذاء الصحي، ونأمل أن يشجع ذلك على اتخاذ إجراءات مماثلة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وجميع أنحاء العالم."
وصُنعت المواد الكيميائية PFAS منذ أربعينيات القرن الماضي ويمكن العثور عليها في منتجات "التفلون" غير اللاصقة، والدهانات، ومنتجات التنظيف، وأغلفة المواد الغذائية، ورغوة مكافحة الحرائق.
ويمكن أن تنتقل هذه المواد الكيميائية بسهولة من خلال الهواء، والغبار، والغذاء، والتربة، والمياه. ويمكن أن يتعرض الناس لها أيضاً من خلال أغلفة المواد الغذائية، والتعرض الصناعي.
ووجدت مجموعة متزايد من العلوم أن هناك تأثيرات صحية ضارة محتملة مرتبطة بالتعرض لـ PFAS، بما في ذلك تلف الكبد، وأمراض الغدة الدرقية، وانخفاض الخصوبة، وارتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، وكبح الهرمونات، والسرطان.
من جهتها، قالت الإدارة البيطرية والغذائية الدانمركية، إنه يصعب تحلل المواد الكيميائية في البيئة، وبعضها يتراكم في البشر والحيوانات.
ويغطي الحظر استخدام مركبات PFAS في المواد الملامسة للأكل كالورق والكرتون. وأوضحت الحكومة الدنماركية أنها ستستمر في إمكانية استخدام الورق المعاد تدويره والورق المستخدم لتغليف المواد الغذائية، ولكن يجب فصل مركبات PFAS عن الطعام بحاجز يضمن عدم انتقالها إلى الطعام.
وتم التخلص التدريجي من إنتاج السلفونات المشبعة بالفلور أوكتان طوعاً في الولايات المتحدة بواسطة 3M الشركة الرئيسية المصنعة، التي بدأت في عام 2000. وفي عام 2006، بدأ التخلص منها، حيث لم تعد الولايات المتحدة تُصنع أو تستورد السلفونات المشبعة بالفلور أوكتان.