دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تكون لديك القدرة يوماً ما على تناول شطيرة برغر صُنعت في الفضاء.
وأعلنت "Aleph Farms"، وهي شركة أغذية إسرائيلية يقوم مهندسوها بصنع لحوم شرائح اللحم من خلايا البقر، أنها نجحت في انتاج اللحوم في محطة الفضاء الدولية لأول مرة - وهي خطوة إلى الأمام في هدف الشركة المتمثل في إنتاج لحوم صديقة للبيئة.
خلايا من البقر
ويأخذ الباحثون خلايا من البقر، ويعطونها مغذيات، ويضعونها في بيئة شبيهة بجسم البقرة. ثم تتكاثر الخلايا وتنمو أنسجة العضلات، وفي نهاية المطاف تصبح شريحة لحم كاملة الحجم.
وتعاونت شركة "Aleph Farms" مع شركة روسية في مجال الطباعة الحيوية لتنفيذ العملية بنجاح في 26 سبتمبر/أيلول. وقامت الشركة بجمع أنسجة عضلية صغيرة الحجم في جهاز بيولوجي ثلاثي الأبعاد، طورته شركة "3D Bioprinting Solutions"، في ظل بيئة الجاذبية الصغرى.
وقالت الشركة في بيان إن "هذا البحث المتطور في بعض أكثر البيئات تطرفاً التي يمكن تخيلها، يُعد بمثابة مؤشر نمو أساسي لأساليب الإنتاج الغذائي المستدامة التي لا تؤدي إلى تفاقم هدر الأراضي، والمياه، والتلوث".
ويمكن للحوم التي تُنتج في الفضاء، وفقاً لبيان صادر عن شركة "3D Bioprinting Solution"، أن تساعد في إطعام رواد الفضاء خلال الرحلات الفضائية المأهولة على المدى الطويل، بالإضافة إلى معالجة انعدام الأمن الغذائي بين السكان على الأرض.
أما منتجات "Aleph Farms" فهي غير متوفرة تجارياً بعد، لكن من المحتمل أن تكون جاهزة للسوق في غضون ثلاث أو أربع سنوات، وفقًا للشركة.
ضمان الأمن الغذائي
ويستخدم إنتاج لحم البقر الكثير من الأراضي والموارد. وتُعتبر لحوم البقر وحدها مسؤولة عن 41٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة للمواشي، والتي تمثل 14.5٪ من إجمالي الانبعاثات العالمية، وفقا للأمم المتحدة. وهذا أكثر من الانبعاثات المباشرة من قطاع النقل.
وقال ديدييه طوبيا، الرئيس التنفيذي لشركة "Aleph Farms" إنه "في الفضاء، ليس لدينا 10000 أو 15000 لتر من المياه المتاحة لإنتاج كيلوغراماً واحداً من اللحم البقري"، مضيفاً أن هذه التجربة المشتركة تمثل خطوة أولى مهمة نحو تحقيق "رؤيتنا لضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة، مع الحفاظ على مواردنا الطبيعية".
وتأتي هذه الجهود في ظل أزمة المناخ العالمية واستمرار النمو السكاني. ووجد تقرير صادر عن معهد الموارد العالمية في تموز/يوليو أن الأمريكيين سيحتاجون إلى خفض متوسط استهلاكهم للحوم بنسبة 40٪ والأوروبيين بنسبة 22٪، حتى يواصل العالم إطعام 10 مليارات شخص من المتوقع أن يعيشوا على هذا الكوكب في عام 2050.
وفي مواجهة هذه المخاطر البيئية التي تلوح في الأفق وارتفاع الطلب على المواد الغذائية، تحاول العديد من الشركات إيجاد حلول، مثل "اللحم النظيف" ولحوم البرغر النباتي وغير ذلك.