دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أن النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لمستويات عالية من التلوث يواجهن خطراً متزايداً للمعاناة من "الإجهاض الصامت" في الثلث الأول من الحمل. ويحدث "الإجهاض الصامت" عندما لا يتشكل الجنين أو يموت، ولكن تبقى المشيمة والأنسجة الجنينية.
وقام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 250،000 امرأة حامل في بكين بين عامي 2009 و2017. ونشرت الدراسة في مجلة "Nature Sustainability".
علاقة بين التلوث والمشاكل الصحية للمراة الحامل
وأظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة بين التلوث والمشاكل الصحية للمرأة الحامل، مثل ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل. ويرتبط التلوث أيضاً بالوزن المنخفض عند الولادة، ولكن لم يكن هناك سوى القليل من الأبحاث لربط التلوث بالإجهاض.
ووجدت هذه الدراسة أن النساء اللواتي يعشن في أحياء في بكين ذات مستويات أعلى من التلوث المركز، بما في ذلك تلوث المواد الجزيئية، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون وأول أكسيد الكربون، قد يتعرضن لخطر الإجهاض بشكل أكبر. ويبدو أن تلوث المواد الجزيئية يعرض النساء لخطر أكبر بين حالات الإجهاض المرتبطة بالتلوث. واعتقد الباحثون أن السبب في ذلك هو أن هذه الجسيمات الصغيرة يمكنها عبور حاجز دم الأم والجنين، وتعطيل نمو الجنين وتطوره.
ويبدو أن هذه الدراسة تتفق مع العمل السابق. ووجدت دراسة نُشرت في الولايات المتحدة في فبراير/شباط أن النساء في ولاية يوتا الأمريكية اللواتي تعرضن حتى للتلوث على المدى القصير، واجهن مخاطر متزايدة للإجهاض.
ووجدت دراسة أجريت عام 2017 وشملت النساء في لندن أن التعرض للتلوث الناجم عن حركة المرور أدى إلى ولادة أطفال منخفضي الوزن عند الولادة. فالأطفال المولودون بوزن منخفض يتعرضون لخطر الموت أكثر من الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة، ويواجهون مخاطر أكبر بكثير للإصابة بأمراض مزمنة في وقت لاحق من الحياة، مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية.
وعندما تدخل جزيئات التلوث الصغيرة هذه إلى مجرى دم الجنين، فإنها قد تتفاعل مع الأنسجة مما يؤدي إلى تلف الخلايا المنقسمة.
جودة الهواء
ويبدو أن النساء اللواتي تجاوزن التاسعة والثلاثين من العمر عند الحمل والنساء اللواتي عملن كمزارعات هم الأكثر عرضة للخطر.
وأظهرت دراسات سابقة أنه حتى عندما يكون تلوث الهواء بمستويات أقل من الإرشادات الخاصة بجودة الهواء والحدود التنظيمية، فإنه يمكن أن يشكل خطراً حقيقياً على الصحة العامة. وأدى التعرض لمستويات عالية من التلوث إلى زيادة عدد الوفيات في جميع أنحاء العالم.
ووجدت دراسة في يوليو/تموز أن التعرض الطويل الأجل لتلوث الهواء، وخاصة الأوزون على مستوى الأرض، يشبه تدخين علبة سجائر في اليوم لعدة سنوات، وقد يسبب مشاكل مثل انتفاخ الرئة. ووجدت دراسة أخرى أنه يمكن أن يسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن ويؤثر على عمر الرئة. ويزيد تلوث الهواء أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وسرطان الرئة.