دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ربط العلم بين قلة النوم وارتفاع ضغط الدم، وضعف الجهاز المناعي، وزيادة الوزن، وتقلب المزاج، والاكتئاب، وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والخرف وبعض أنواع السرطان.
وقالت لور مينتز، مؤلفة كتاب يحمل عنوان "دليل المرأة المتعبة لممارسة الجنس العاطفي" إن الأمر بسيط للغاية: "إذا كنت مرهقاً ولا تحصل على قسط كافٍ من النوم، فإن النشاط الجنسي سيكون منخفضاً للغاية".
وقامت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الطب الجنسي بمتابعة حوالي 4000 رجل وامرأة أعمارهم تتراوح بين بداية ومنتصف الستينيات لمدة عام، ووجدت أن قلة النوم قد ارتبطت بضعف الانتصاب لدى الرجال، ومشاكل الإثارة وصعوبة النشوة الجنسية لدى النساء. ويعاني هؤلاء الأشخاص الأكبر سناً من توقف التنفس أثناء النوم (سبب معروف لحياة جنسية غير صحية)، والمشاكل الصحية العامة التي قد تؤثر على نومهم.
لكن توقف التنفس أثناء النوم في ازدياد لدى الأجيال الشابة أيضاَ، وخاصة لدى الرجال، بغض النظر عن العمر. وتؤثر قلة النوم على مستويات هرمون تستوستيرون، ما قد يؤدي إلى نقص الرغبة الجنسية والضعف الجنسي لدى الرجال.
إليكم طريقة ارتباط تلك الأشياء: اتضح أن المستويات العالية من ذلك الهرمون المهم تحدث أثناء مرحلة النوم العميق، والذي يحدث في وقت متأخر من دورة النوم. وإذا كنت لا تنام لفترة كافية لدخول النوم العميق، فلن تحصل على تلك المستويات المتجددة من هرمون التستوستيرون.
وتحتاج النساء تماماً كالرجال لهرمون تستوستيرون طبيعي للحفاظ على صحة العظام، وتعزيز الإدراك، وتحسين كتلة العضلات، وتكوين خلايا دم حمراء جديدة. ويُعتقد أن انقطاع التنفس أثناء النوم غير مشخص بشكل كبير لدى النساء. لذا، قلة النوم الجيد قد تؤثر على النشاط الجنسي لديهن أيضاً.
وأوضح مايكل بريوس، عالم النفس السريري وخبير النوم أن "النساء يتعرضن تحديداً لمشاكل النوم غير المشخصة، لذا يجب تقييم النوم لدى النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الوظيفة الجنسية".
وأضاف بريوس أنه إذا كانت المرأة أو الرجل يخضعان للعلاج بسبب اضطراب النوم، فيجب عليهما الاستفسار من الطبيب عن التأثير المحتمل للاضطراب على نشاطهم الجنسي.
وقامت إحدى الدراسات بمتابعة 171 طالبة جامعية، ووجدت أن ساعة واحدة فقط من النوم الإضافي في الليلة لم تزد فقط من رغبتهن في ممارسة الجنس في اليوم التالي، ولكن من احتمال حدوث ذلك. وتؤدي ساعة واحدة إلى زيادة بنسبة 14٪ لاحتمالات ممارسة الجنس مع شريك في الليلة التالية.
ما الذي يجب فعله؟
ووفقاً لمؤسسة النوم الوطنية، يجب أن يحصل معظم البالغين على فترة تتراوح بين 7 و9 ساعات في الليلة.
بالطبع، كلنا نعرف ذلك بالفعل. ومع ذلك، فإن 1 من كل 3 أشخاص بالغين في أمريكا لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، كما أن الحرمان من النوم يؤثر على صحة ما يصل إلى 45٪ من سكان العالم، وفقاً لإحصاءات يوم النوم العالمي.
ولكن إذا كنت مستعداً لتحسين نومك وبالتالي حياتك الجنسية، إليك بعض النصائح:
مارس النوم الجيد
وفقاً لجمعية النوم الأمريكية هناك عدد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للتمتع بليلة نوم ناجحة. اذهب إلى الفراش واستيقظ في نفس الوقت تقريباً، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. تجنب المشروبات الكحولية، في حين أن تناول كأس مشروب قد يبدو فكرة جيدة ليجعلك تشعر بالنعاس، إلا أنك قد تستيقظ في منتصف الليل.
الالتزام بروتين محدد قبل النوم
وقالت لورا بيرمان، طبيبة ومعلمة جنس إن جزءاً من الممارسات والعادات المختلفة الضرورية للحصول على نوعية جيدة من النوم تعتمد على خلق روتين ما قبل النوم. خذ حماماً دافئاً، تأمل أو اقرأ كتاباً في السرير.
ويُشبه الأمر إلى حد بعيد وضع الطفل في السرير، موضحة أن "الغرفة يجب أن تكون مظلمة وباردة، مع عدم وجود ضوء أزرق لمدة ساعة قبل النوم. نعم، هذا يعني عدم وجود تلفزيون أو كمبيوتر".
وأشارت بيرمان إلى أنه "إذا لم تتمكن من النوم بعد حوالي 10 دقائق، استيقظ وانتقل إلى غرفة أخرى للقيام بنشاط هادئ".
ممارسة التركيز الذهني حول الجنس
وتقول مينتز، وهي أيضاً أستاذة في الجنس بجامعة ولاية فلوريدا، إنه من أجل الاستمتاع بالجنس بشكل أفضل، يجب على الرجال والنساء (ولكن بشكل خاص النساء)، التركيز على اللحظة.
وأضافت "تخيّل أمراً ما أو فكر بتجربة جنسية سابقة".
حدد موعداً للجنس (إلى جانب النوم)
واقترحت مينتز أيضاً محاولة جدولة العلاقات الجنسية. وقالت: "يبدو ذلك غير رومانسي للغاية، لكنه أحد أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها، إذ تقول الكثير من النساء إنه ليس لديهن أي رغبة في ممارسة الجنس، ولكن عندما يحدث ذلك فهو أمر جيد".
وأضافت مينتز: "علينا أن نتخلص من هذه الخرافة التي تقول إن الجنس جيد فقط إذا تم بشكل تلقائي، لأنك في بعض مراحل الحياة، لن تمارس الجنس التلقائي".