دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تخيل أن تلمس وجه حبيبتك على شاشة الكمبيوتر المحمول الخاص بك، وترى ردة الفعل على لمستك في الوقت الحقيقي، على الرغم من أنك على بعد أميال.
ويمكن أن يتخيل الأجداد معانقة أحفادهم أثناء مكالمة فيديو عبر الإنترنت، ومشاهدتهم يستمتعون بهذه الفرحة.
وتسمح لنا التكنولوجيا برؤية وسماع بعضنا البعض في أي مكان في العالم تقريباً، لكن أجهزتنا لا تزال غير قادرة على إعطائنا هذا النوع من اللمس، الذي يعتبر دليلاً على التواصل البشري.
وقال مهندس النانو جون روجرز، أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة نورثويسترن إن "اللمسة الجسدية أو اللمسة الإنسانية هي على الأرجح العلاقة العاطفية الأعمق والأكثر أهمية التي يمكنك إقامتها مع أحد الأصدقاء أو الأحباء".
ولعدة سنوات، كان العلم يسارع لإضافة الإحساس باللمس إلى تجاربنا الافتراضية. وطُورت العديد من الأنواع المختلفة للجلود الإلكترونية، لكنها لم تكن توفر استجابة فورية مع عدم وجود ردود فعل ثنائية الاتجاه.
وفي مقال نُشر في مجلة "Nature"، أبلغ روجرز وفريقه في "نورثوسترن" عن بشرة ذكية لاسلكية خالية من البطارية، يمكن أن تغير مسار هذه التكنولوجيا. ومن خلال مجموعة سريعة قابلة للبرمجة من الأقراص الاهتزازية المصغرة المضمنة في مادة ناعمة ومرنة، يمكن لهذا الجلد الذكي أن يقدم مدخلات حسية، ستشعر بها عند استخدامه، كما يقول روجرز إنه أمر طبيعي تماماً.
وأوضحت الدراسة أن تطبيقات مثل هذا الجلد الذكي المرن واسعة: الوسائط الاجتماعية، والترفيه، والواقع الافتراضي وألعاب الفيديو، وحتى الطب عن بعد يمكن أن تُضاف إليه لمسة إنسانية. وفي المكتب، يمكن للموظفين أن يصافحوا كل رجل أعمال يحضر اجتماعاً افتراضياً ويشعروا به في المقابل.
وقال لوك أوزبورن، باحث في مرحلة ما بعد الدكتوراة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، والذي لم يشارك في الدراسة: "الأمر المثير في عملهم هو كيفية تجسيد توصيل الطاقة اللاسلكية"، مضيفاً: "أنا متحمس للغاية لمعرفة كيف تتقدم هذه التكنولوجيا في السنوات القادمة".
تطبيقات للأغراض الطبية
وطوّر فريق أوزبورن سابقا أداة تلائم أيدي الأطراف الاصطناعية وتحاكي النهايات العصبية، مما يسمح لمبتوري الأطراف أن يشعروا بالألم.
وقال روجرز إن البشرة الذكية الجديدة التي طورها فريق "نورثوسترن" ستضيف إلى تلك التكنولوجيا، مما يسمح للمبتورين "بفهم مقدار القوة التي يستخدمونها، عندما يمسكون بجسم ما، وكذلك درجة حرارة أو تسخين الجسم".
وأضاف: "يمكنك أيضا تركيب أجهزة متعددة بجميع أنحاء الجسم، ويمكنك التحكم فيها جميعاً لاسلكياً وفي وقت واحد".
ويُحفّز فريق روجرز بواسطة التطبيقات الطبية للتكنولوجيا، حيث يعملون حالياً مع ضحايا السكتة الدماغية الذين لا يمكنهم البلع. وفي وقت سابق من العام، أبلغ الفريق عن استخدام ضمادة صغيرة لرصد العلامات الحيوية لاسلكياً لطفل وُلد قبل الأوان في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وحتى بعد مغادرته المستشفى.
لمس الجماهير
هناك تطبيقات أخرى كذلك. لا يقتصر الأمر على الأحباء والأجداد ورجال الأعمال في إمكانية الاتصال بالناس لتحسين التواصل، ولكن يمكن أيضاً للسياسيين، والشخصيات العالمية، وأيقونات الأفلام والموسيقى الاستفادة من ذلك.
فكر في الفنان المفضل لديك يلمس الجميع أثناء حفل موسيقي. وقال جيريمي بيلينسون، عالم النفس الإدراكي، الذي يدير مختبر التفاعل البشري الافتراضي في جامعة ستانفورد: "عندما أرى الأجهزة التي يمكنها التقاط حركات شخص واحد ثم تشغيلها مرة أخرى على شخص آخر، فإن ما يثيرني هو فكرة اللمس الاجتماعي وشبكات اللمس الاجتماعي."
وحقق بيلينسون، الذي لم يشارك في الدراسة المنشورة حديثاً، في قوة "المصافحة الافتراضية"، ووجد أن الناس يرون أنها حقيقية. وقال إن "ما أظهرناه في دراستنا هو أن هذه اللمسة الافتراضية تحظى بقبول جيد. يمكنك في الواقع سحب المشاعر منها". وأضاف أنه يمكن للناس بدقة فائقة، فهم مشاعر الشخص الآخر من خلال لمسة الواقع الافتراضي هذه.