دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت سوزان ساراندون للنجمة جوليا روبرتس بينما كانت تدخن الحشيش في فيلم "Step Mom" عام 1998: "الحياة تنازل عن ميزة ما من أجل الحصول على أخرى". وتلعب ساراندون في الفيلم دور امرأة تموت بسبب السرطان، بينما تكافح من أجل قبول ترك أطفالها لامرأة أصغر سناً، هي زوجة طليقها.
وتقول ساراندون، وهي تنفث الدخان: "أخيراً، تدخين المنشطات قانوني، لكن عندما تصاب بالسرطان".
واستخدمت ساراندون في الفيلم كالعديد من الأشخاص الذين يعانون من السرطان، هذه الأعشاب لتخفيف بعض آلام مرضها والغثيان الذي يسببه العلاج في كثير من الأحيان.
وقال الدكتور ج. ليونارد ليشتنفلد، نائب المدير الطبي للجمعية الأمريكية للسرطان: "بالتأكيد أصبح ذلك موضوعاً رئيسياً للاهتمام في الولايات المتحدة، استناداً إلى تقارير يقول فيها الناس: "أنت تعرف، كمريض للسرطان أشعر أنني أفضل عندما أستخدم القنب أو "CBD" أو أي منتج آخر".
لكن، مراجعة جديدة للدراسات التي أجريت في أوروبا تلقي بظلال من الشك على قدرة الماريغوانا في معالجة آلام السرطان حقاً.
وقام الباحثون، بتحليل 6 تجارب ذات شواهد نشرت في مجلة "BMJ" لما يقرب من 1500 مريض بالسرطان في المملكة المتحدة، وأوروبا. وقارنت الدراسات مستويات الألم لدى مرضى السرطان مع العلاج بالمواد الأفيونية عندما أضافوا القنب للسيطرة الإضافية على الألم بالمجموعات المماثلة التي أعطيت دواءً بديلاً.
ولم يجد التحليل أي تغيير في متوسط شدة الألم بين الأشخاص الذين تناولوا القنب، والأشخاص الذين تناولوا حبوباً وهمية، وبالتالي "توفر هذه المراجعة دليلاً جيداً على أن القنب ليس له دوراً في الألم المرتبط بالسرطان"، وفقاً لما ذكره مؤلفو الدراسة.
بالإضافة إلى ذلك، عانى عدد قليل من متعاطي القنب من آثار جانبية شديدة في بعض الأحيان. وشملت الآثار الجانبية المبلغ عنها الدوخة، والغثيان، والقيء، والتعب، والنعاس.
واستنتج مؤلفو الدراسة أنه لا يمكن أن ينصح بالقنب لعلاج الألم المرتبط بالسرطان.
والقنب عبارة عن مواد كيميائية تقوم بتنظيم كل شيء من النوم إلى الشهية، والالتهاب، والألم وأكثر من ذلك. تم تصنيف 66 عنصراً طبيعياً من بين 480 من نبات الماريغوانا على أنها مخدر، وفقاً لمعهد تعاطي المخدرات، وبالطبع أكثرها شهرة "CBD" و"THC".
وقال مؤلفو الدراسة أيضاً إن استنتاجهم خالٍ من خطر التحيز الشديد، مما يجعل صلاحية الاستنتاج العلمي أقوى.
وأوضح ليشتنفلد أن الدراسات التي أجريت في المراجعة تحمل مصداقية إضافية، وبالتالي هي أقل تحيزاً، لأن القنب المستخدم كان من بلدان يتم فيها ضبط جودته بشكل كبير، مضيفاً أنه ليس كذلك في الولايات المتحدة.
وقالت مورغان فوكس، مديرة العلاقات الإعلامية في المنظمة الوطنية لصناعة القنب، لـCNN إنه لا ينبغي تفسير "الدراسة كمبرر للحد من وصول المريض إلى القنب بأي شكل من الأشكال"، على الرغم من أنها تضيف إلى قاعدة المعرفة الحالية و"نأمل" مساعدة الباحثين والأطباء والمرضى على اتخاذ قرارات أكثر دقة حول ضرورة وكيفية دمج القنب الطبي في نظم علاجهم.
وأشارت إلى الصعوبات التي يواجهها الباحثون في دراسة القنب في الولايات المتحدة، حيث أنه لا يزال مدرجاً في قائمة المواد الخاضعة للرقابة الفدرالية. وقالت إن القنب يحتاج إلى إزالته من القائمة بحيث يمكن القضاء على الحواجز أمام البحث.
وأشار ليشتنفلد إلى أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث حول دور القنب في السرطان، لكنه أضاف أن هذا التحليل الجديد للتجارب العشوائية المضبوطة يوفر "دليلاً جيداً على أن الحشيش ليس مغيراً لقواعد اللعبة".
وأضاف: "إنه ليس دواءً سحرياً سيؤدي فجأة إلى تغيير وجه آلام السرطان للعديد من مرضى السرطان".