دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يختار عدد متزايد من الناس في جميع أنحاء العالم البقاء بلا شريك. ووفقاً لمكتب الإحصاء الأمريكي، فإن عدد الرجال والنساء الأمريكيين الذين لم يتزوجوا أو المطلقين أو الذين يعيشون بمفردهم بقي في اتجاه متصاعد لعدة سنوات.
وتظهر الأبحاث الحديثة أن بعض الناس ينظرون إلى العزوبية كحالة سعيدة بدلاً من الزواج.
ووجد بحث أجراه الدكتور إلياكيم كيسليف، الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس، أنه "إذا كنت وحيداً، يمكنك إعادة تعريف المفهوم لنفسك: لا تحتاج أن تكون وحيداً، ولن تكون فاشلاً. أن تكون في حالة عزوبية يمكن أن تكون ميزة بدلاً من مصدر للعذاب".
وحلّل كيسليف قواعد البيانات الأمريكية والأوروبية، وأجرى مقابلات لدراسة الاتجاهات في العزوبية، ووجد أن السعادة كانت بالنسبة للبعض أسلوب حياة أو شيء تقبلوه.
وقال كيسليف مؤلف البحث المعروض في كتابه "العزوبية السعيدة: قبول متزايد واحتفال بالحياة المنفردة": "الحقيقة أن العديد من المجتمعات ترى نمواً هائلاً في عدد العازبين، ونحن بحاجة إلى تغيير الصورة التي لدينا، أن كونك وحيدا يعني أنك تشعر بالإحباط أو بقيمة أقل أو الإهمال".
ويعتقد كيسليف أن هناك طرق لتحويل مشاعر الوحدة إلى القدرة على الشعور بالمتعة والفرح، في أي مرحلة من مراحل حياتك.
تعريف جذور الوحدة
ووفقاً لكيسليف، إذا كنت تحاول إخراج نفسك من شعور الوحدة، فمن المهم تحديد سبب هذا الشعور. وهناك اختلافات بين الوحدة المزمنة، أو العزلة الاجتماعية، ومشاعر الوحدة.
ووفقاً للجمعية الأمريكية للطب النفسي، فالوحدة المزمنة هي الوحدة أو العزلة الاجتماعية التي تحدث على مدار فترة زمنية طويلة، وتؤثر على الصحة العقلية والبدنية.
ووفقاً للخبراء، يعتمد الشعور بالوحدة أو الوحدة المؤقتة على الشعور بالإهمال الذاتي أو "التناقض بين المستويات المنجزة، والمستوى المرغوب فيه للعلاقات الاجتماعية".
وأظهرت الأبحاث السابقة أن الأشخاص المتزوجين يمكن أن يشعروا بالعزلة، وعدم الشعور بالسعادة مثل نظرائهم الوحيدين.
ما الذي يجعل بعض العازبين يشعرون بالسعادة؟
وشملت قواعد بيانات كيسليف المعتمدة على مكتب الإحصاء الأمريكي والمسح الاجتماعي الأوروبي. درس اتجاهات العلاقة في أكثر من 30 دولة وإجراء أكثر من 140 مقابلة مع أشخاص عازبين في الولايات المتحدة، وأوروبا، تتراوح أعمارهم بين 30 و78 عاماً من الجنسين، من مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والعرقية.
ووجد اختلافات رئيسية بين العازبين الذين يشعرون بالسعادة وغيرهم من الأشخاص الذي يفتقرون إلى الشعور بالسعادة، والتي تعتمد بشكل عام على ما إذا كانوا قد استوعبوا الصور النمطية عن العزوبية أو فضلوا تجاهلها.
وشعر الأشخاص الذين لم يشعروا بالرضا بسبب حالة العزوبية بالوحدة، لأسباب منها عدم العثور على الشخص المناسب أبداً، أو الشعور بأنهم قد يكبرون بمفردهم، أو كما لو أنهم فقدوا حياتهم. وعلى النقيض من ذلك، تمتع العازبون الذين يشعرون بالسعادة بوحدتهم، إذ قال كيسليف: "تحملوا المسؤولية في حياتهم وكانوا يشعرون بالرضا عن روابطهم الاجتماعية كبديل للزواج".
ووجد بعض العازبية الذين يشعرون بالسعادة المتعة في وحدتهم، والحصول على تجارب مثيرة قد تكون خارج العلاقة، مثل السفر أو البحث عن هوايات جديدة.
وشعر الآخرون الذين قابلهم كيسليف بالسعادة لأنهم عمدوا الى بناء دوائر اجتماعية قوية كبدائل للعلاقات الرومانسية الحميمة. ودعوا الأصدقاء لمرافقتهم في نزهات، وقضوا وقتاً أطول في التحدث مع جيرانهم، والبقاء على اتصال مع العائلة.
وأظهرت النتائج أن الأرامل، والمطلقين، وغير المتزوجين يتواصلون مع أصدقائهم بنسبة تصل إلى 45٪ أكثر من نظرائهم المتزوجين.
ووجد البحث أيضاً أنه في حالة الأفراد الذين لم يسبق لهم الزواج، فإن كونهم اجتماعيين أكثر "منحهم الثقة ليشعروا أنهم غير منسيين".
بناء احترام الذات
وأظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم علاقات قد يتمتعوا بمستويات أعلى من احترام الذات، ولكن ذلك قد يحدث فقط إذا كانت العلاقة جيدة ومستقرة، وتستمر على الأقل لمدة عام أو أكثر.
ووجد بعض العازبين في دراسة كيسليف الرضا في العمل نحو تحقيق أهدافهم المهنية.