إذا كنت متأثراً بالتقارير الحديثة التي تفيد بأن اللحوم الحمراء والمعالجة ليست ضارة بصحتك، فهناك أخبار سيئة لك.
فقد وجد تحليل جديد لبيانات طويلة الأجل لما يقرب من 30 ألف شخص خطرا صغيرا ولكنه مهم وقد يؤدي للوفاة بسبب تناول حصتين من اللحوم المصنعة أو اللحوم الحمراء غير المعالجة في الأسبوع.
أفاد الباحثون بوجود مخاطر مماثلة لأمراض القلب والأوعية الدموية لأولئك الذين يتناولون في الأسبوع حصتين من اللحوم المصنعة أو اللحوم الحمراء غير المجهزة أو الدواجن (على الرغم من أن هذه الفئة الأخيرة قد تكون خطيرة عند القلي أو عند تناول جلودها).
لم تجد الدراسة أية مخاطر نتيجة تناول الأسماك.
تعادل حصة واحدة من اللحوم المصنعة شريحتين من لحم الخنزير المقدد، أو اثنين من النقانق الصغيرة أو واحدة من الهوت دوغ. وقد كانت حصة واحدة من اللحوم الحمراء غير المجهزة تعادل 4 أونصات من اللحوم الحمراء أو الدواجن، أو 3 أونصات من الأسماك.
جاءت النتائج الجديدة بعد أشهر قليلة من تحليل مثير للجدل يدعي أنه لا حاجة لتقليل تناول اللحوم الحمراء والمعالجة للصحة الجيدة.
وقالت مؤلفة الدراسة نورينا ألين، أستاذة الطب الوقائي بكلية "فاينبرج" للطب بجامعة نورث وسترن في بيان: "لقد فسر الجميع أنه من الجيد تناول اللحوم الحمراء، لكنني لا أعتقد بأن العلم يدعم ذلك."
وأضافت ألين: "إنه اختلاف بسيط، لكن الأمر يستحق المحاولة لتقليل اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة مثل البيبيروني." وقالت إن الأبحاث السابقة أظهرت أيضاً ارتباطاً بمخاطر صحية كبيرة أخرى مثل السرطان.
تأثير كبير على الصحة العامة
وجد التحليل الجديد، الذي نُشر في مجلة JAMA للطب الداخلي، ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 3 إلى 7٪ والوفاة المبكرة للأشخاص الذين يتناولون حصتين من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة كل أسبوع. قد يبدو هذا قليلاً بالنسبة للفرد، ولكن عند حسابه على مستوى السكان، يكون التأثير كبيراً.
وقال جونتر كونل استاذ في علوم التغذية بجامعة "ريدينغ" بالمملكة المتحدة في بيان إن "الزيادة في المخاطر المطلقة منخفضة للغاية لدرجة أنه من غير المرجح أن تكون ذات صلة بالفرد."
وأضاف جونتر، الذي لم يشارك في الدراسة: "ومع ذلك، فإن ذلك أكثر أهمية على مستوى عدد السكان. حيث أنه مع تشخيص أمراض القلب لدى حوالي مليون شخص في العام، فإن للانخفاض الطفيف في الخطر المطلق تأثير كبير وسوف يقلل عدد الأشخاص الذين يعانون."
مخاطر لتناول الدجاج؟
وجدت الدراسة أيضاً أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أعلى بنسبة 4٪ للأشخاص الذين يتناولون حصتين في الأسبوع من الدواجن. لكن بما أن الدراسة لم تسأل عما إذا كان الدجاج بدون جلد أو مقلي أو مخبوز، يقول الباحثون إن النتائج ليست واضحة بما يكفي لأي توصية بشأن مستويات تناول الدواجن.
ومع ذلك، أكد الباحثون أنه ينبغي تجنب الأطعمة المقلية، بما في ذلك الدجاج والسمك، لأن القلي العميق بالدهون قد يسهم في تكوين أحماض ذهنية غير مشبعة، كما أن تناول السمك المقلي مرتبط بشكل إيجابي بالأمراض المزمنة.
ما الذي يمكن استنتاجه من الدراسة؟ قال فيكتور تشونج مؤلف الدراسة الرئيسي، وأستاذ مساعد في علوم الغذاء بجامعة "كورنيل" في بيان، إن أي شخص يهتم بصحة القلب أو خطر الاصابة بالسرطان أو غيره من الأمراض يجب أن يحد من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة.
وأضاف تشونج: "أظهرت دراستنا بأن الصلة بين أمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات كانت قوية. قد يكون تعديل تناول هذه الأطعمة التي تحتوي على البروتين الحيواني، استراتيجية مهمة للمساعدة في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة على مستوى السكان."