ما الأكثر فتكاً..فيروس كورونا أم الإنفلونزا الموسمية؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشير دراسة نُشرت يوم الإثنين أن عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد أقل مما تم الإبلاغ عنه سابقاً، ومع ذلك، لا يزال "كوفيد-19" أكثر فتكاً من الإنفلونزا الموسمية.

وتشير الدراسة التي نشرت في مجلة "The Lancet Infectious Diseases" الطبية، أن نسبة 0.66% من المصابين بالفيروس معرضين للوفاة.

ويشمل معدل وفيات فيروس كورونا المستجد، وهو أقل من التقديرات السابقة، الحالات الخفيفة والتي غالباً لا يتم تشخيصها، ومع ذلك لا تزال تلك النسبة أعلى بكثير من نسبة الوفيات الناتجة عن الإنفلونزا، وهي 0.1 %.

وعندما لا نشمل الإصابات غير المكتشفة، وجدت الدراسة أن معدل الوفيات بفيروس كورونا المستجد كان 1.38%، وهو معدل يتوافق مع التقارير السابقة.

وفي أوائل شهر مارس/آذار، على سبيل المثال، قال مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فوسي إن النسبة تقدر بـ2%، ولكنه شدد على أن النسبة يمكن أن تنخفض​، قائلاً: "ستعتمد النسبة بشكل كامل على مؤشر الحالات بدون أعراض".

وذلك لأن معدلات الوفاة عادة ما تأخذ في الاعتبار حالات الإصابة المبلغ عنها فقط، والتي تميل إلى أن تكون أكثر حدة، وبالتالي تلفت انتباه العاملين في مجال الرعاية الصحية. أما الحالات غير المصحوبة بأعراض، أو الحالات الخفيفة، قد لا يتم احتسابها دائماً.

وفي هذه الدراسة، حاول الباحثون تقدير "معدل فتك العدوى" الحقيقي. وبعبارة أخرى، من بين جميع المصابين، وليس فقط المرضى بقدر حاجتهم لإجراء الفحص.

ولمعرفة ذلك، نظر الباحثون في مدى انتشار العدوى بين الأشخاص الذين أعيدوا إلى بلدانهم على متن رحلات جوية من مدينة ووهان، الصين.

وبحسب الدراسة، خضع هؤلاء الأشخاص لإختبار "PCR"، وهو نوع من الإختبار قادر على تحديد عدد المسافرين الذين كانوا يحملون الفيروس، حتى وإن لم تظهر عليهم الأعراض.

وجمع الباحثون تلك البيانات حول "انتشار العدوى" مع معلومات عامة عن الحالات والوفيات المبلغ عنها، ويقدر الباحثون معدل الوفيات الإجمالي بحوالي ثلثي 1٪.

ومع ذلك، ارتفعت هذه النسبة لدى كبار السن، حيث يقدر معدل وفاة المصابين البالغين 80 عاماً أو أكثر بنسبة 7.8%. وتشير التقديرات إلى أن الوفيات نادرة للغاية عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 9 سنوات، بمعدل وفاة يبلغ 0.00161 ٪ فقط.

وبالنسبة للفئات العمرية التي تقل عن 40 عاماً، فلم يتجاوز معدل الوفيات نسبة 0.16%، وفقاً للدراسة.

ومن بين ألف شاب بالغ مصاب، يمكن أن يتوفى شخص أو اثنين بالفيروس، إذ يواجه صغار السن خطراً أقل.

وفي بيان، قالت مؤلفة الدراسة والأستاذة في كلية لندن الإمبراطورية، أزرا غني، إنه "قد تحصل حالات شاذة تحظى بالكثير من اهتمام وسائل الإعلام، ولكن تحليلنا يظهر بوضوح شديد أنه في عمر الخمسين وما فوق، يكون البقاء في المستشفى محتملاً أكثر من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، ومن المرجح أن تكون نسبة أكبر من حالات الإصابة فتّاكة.

ونظر الباحثون في بيانات أخرى أيضاً، بما في ذلك عشرات الآلاف من الحالات داخل وخارج بر الصين الرئيسي، بالإضافة إلى 3 آلاف و711 شخصاًً كانوا على متن السفينة السياحية الموبوءة، التي تحمل اسم  "Diamond Princess".

ووجدت الدراسة أن الأمر قد يستغرق أسابيع حتى يتعافى الأشخاص من "كوفيد-19"، مما قد يؤدي إلى النقص المحتمل في موارد الرعاية الصحية، إذ كلما استغرق تعافي الأشخاص مدة أطول، كلما احتاجوا إلى موارد المستشفيات الثمينة.

ووجد الباحثون أن متوسط ​​مدة التعافي منذ بداية الأعراض وحتى الخروج من المستشفى تستغرق 25 يوماً، على الرغم من وجود احتمالية عدم إدخال المرضى إلى المستشفى خلال الأيام الأولى من ظهور المرضى.

ومن بين أولئك الذين تغلب عليهم الفيروس، حصلت الوفاة بعد حوالي 18 يوماً من بدء ظهور الأعراض.

وفي مقالة مرفقة بالبحث، أكد أستاذ الرياضيات في جامعة ميامي، شيجوي روان، أن تقدير معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الوقت الحقيقي "أمر صعب للغاية".

ومع ذلك، يعد فهم عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الفيروس جزءاَ مهم من البيانات والتي يمكن أن تساعد في توجيه استجابات الحكومات وسلطات الصحة العامة، بحسب ما قاله روان.

وأشار روان، الذي لم يشارك في البحث، إلى أن معدل وفيات المصابين بفيروس كورونا المستجد منخفض بالنسبة للشباب. ولكنه شدد على أنه من الواضح أن أي اقتراح بتشبيه "كوفيد -19" بالإنفلونزا هو خاطئ ، إذ ما زال فيروس كورونا أكثر فتكاً من الإنفلونزا الموسمية.