دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا أشقاء. لا أصدقاء. ولا يوجد سبب لمغادرة منزلها. بعد شهر واحد من البقاء مع والديها في لوس أنجلوس، لا تشعر الطفلة الوحيدة صوفيا ناجل، البالغة من العمر 14 عامًا، بالكثير من الصعوبة بسبب كونها بمفردها.
طالبة الصف التاسع كانت تعلم والدتها كيف تلعب "Minecraft" . لقد كانت تتعلم كيفية التزلج. في الأسبوع الماضي فقط، استفادت هي وإحدى أفضل رفاقها من تطبيق الألعاب "Discord" و"YouTube" لإطلاق سلسلة مدونة فيديو بعنوان "Coronavirus Diaries" حول تجاربهم أثناء الحجر الصحي.
الفيديو، الذي يبلغ طوله حوالي 90 ثانية، توضح فيه ناجل وصديقتها أنهما تفعلان ذلك لبناء مجتمع وسد الفجوات بين الأشخاص التي تسبب بها التباعد الاجتماعي.
وقالت لـCNN في اليوم التالي لإطلاق الفيديو: "أردنا أولاً إنشاء قناة للألعاب [لكن] ثم قررنا أن هناك بالفعل الكثير من تلك القنوات". وأضافت "نأمل أن يجد الناس السعادة في ذلك، وأن يصرفهم هذا الفيديو عن الأخبار المحزنة القادمة. إنه بديل جيد لأنه لا يُسمح لنا بالالتقاء".
جهد ناجل هو بمثابة نفس من الهواء النقي في هذا الوقت من العزلة الواسعة.
كما أنه دليل على أنه في جميع أنحاء البلاد، في كل شريحة عمرية تقريبًا، يتعلم الأطفال فقط أن الاحتماء في مكان ما لإبطاء انتشار فيروس كورونا، يختلف عندما يتعين عليهم القيام بذلك دون صحبة الأشقاء أو الأقران في المنزل.
ومع عدم وجود أطفال آخرين، يمكن أن تكون التجربة هادئة ومملة، ويمكن أن تتطلب درجة معينة من الاستقلالية. تشمل المزالق المحتملة الأخرى والشعور بالعزلة أو الإكتئاب.
فقط الأطفال بيننا
ليس من المبالغة القول إن العائلات ذات الطفل الواحد تتزايد في الولايات المتحدة. وتضاعفت نسبة الأمهات اللواتي لديهن طفل واحد في نهاية سنوات الإنجاب إلى 22٪ في عام 2015 من 11٪ في عام 1976، وفقًا لبيانات من مركز بيو للأبحاث في واشنطن.
وقالت سوزان نيومان، عالمة علم النفس الاجتماعي والمؤلفة التي بحثت وكتبت العديد من الكتب عن الأطفال الوحيدين، إن كيفية استيعاب هؤلاء الأطفال فقط للتباعد الاجتماعي تعتمد كليًا على كيفية تعاملهم مع المشقة والدراما غير المتوقعة بشكل عام.
وأضافت: "كما يتواجد أشخاص يمكنهم الترفيه عن أنفسهم وأشخاص لا يمكنهم ذلك، فهناك أيضًا أطفال يمكنهم الترفيه عن أنفسهم وأطفال لا يمكنهم ذلك". وأضافت أن أفضل شيء يمكن لآباء الأطفال الوحيدين القيام به خلال هذه الأزمة هو الإعتراف بمجموعة من المشاعر بأنها صالحة ومقبولة.
وقالت إن "الملل والوحدة والإحباط كلها ردود فعل قابلة للحياة في الوضع الحالي"، وهي لا تقتصر على الأطفال الوحيدين.
شريان الحياة
ليس من المستغرب أن تكون التكنولوجيا مفتاحًا كبيرًا للأطفال الوحيدين الآخرين للبقاء على اتصال مع الأصدقاء.
وقالت أستريد ستوري، مصممة جرافيك في دنفر، إنها وزوجها اتخذا إجراءات مراوغة للسماح لابنتهما المنفتحة البالغة من العمر 9 سنوات بالشعور بأنها لا تزال على اتصال منتظم مع صديقاتها. وقد تضمن ذلك تفعيل حساب "iCloud" للفتاة حتى تتمكن من تلقي مكالمات "FaceTime" وتسجيلها في "Nintendo Switch" حتى تتمكن من اللعب مع الأصدقاء.
وتابعت ستوري وزوجها تحكم طفلتهما بهذه الامتيازات الجديدة، التي كان لها مزايا وعيوب.
وقالت ستوري: "إنها سعيدة، لكني أشعر أنها كبرت خمس سنوات في أربع أسابيع". وأضافت: "لم نسمعها تقول بعد الآن أريد وجبة خفيفة ". الآن، بدلاً من ذلك، سنطلب منها الحضور لتناول العشاء، وستقول: "لا يمكنني القدوم الآن لأنني أجري اتصالا مع أحدهم".
ومع ذلك، لا تعتمد كل هذه الاتصالات الجديدة والمحبوبة على التكنولوجيا.
وقالت كارين هوك، وهي محترفة تسويق تعيش بالقرب من تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية، إن ابنها البالغ من العمر 11 عامًا وصديقه المفضل قد قاما بكتابة رسائل لبعضهما البعض بخط اليد بالإضافة إلى الإتصال عبر الفضاء الإفتراضي.
بناء الروابط مع الوالدين
وأوضحت نيومان والمعالجون الآخرون إن العديد من الأطفال الوحيدين يشعرون براحة لا حدود لها حول الكبار مقارنة بأقرانهم. وخلال الأزمة الحالية، يترتب على ذلك أن هؤلاء الأطفال يعمقون هذه العلاقات ويطورون علاقات جديدة وأكثر دقة مع آبائهم.
هذا هو الحال بالنسبة لأوين كيركلاند. وكان الطالب البالغ من العمر 15 عامًا في المدرسة الثانوية في أنكوريج، ألاسكا، مع والدته لأكثر من ثلاثة أسابيع.
وبالتأكيد، تشاجر الاثنان، ومعظم ذلك كان بسبب طول الوقت الذي يلعب فيه لعبة "Call of Duty".
لكنها قاما أيضًا بصنع خبز الموز معًا، وقاما بالتنزه في بعض المسارات في جبال تشوغاش. وعندما تم إجراء مقابلة نصية معه الأسبوع الماضي، قال كيركلاند إنه استغل ووالدته الوقت الإضافي معًا لجعله يتدرب خلف مقود سيارة العائلة.
التباعد كشخص بالغ وحيد
وبالطبع، لا يعد الاحتماء في مكان ما كطفل وحيد أمرًا صعبًا على الصغار فقط. إنه أمر صعب للأطفال الكبار الوحيدين أيضاً.
والمزالق هنا ذات شقين. الأول هو القلق العام والمستمر لرفاهية الوالدين. وثانياً، يشعر بعض الأطفال الكبار الوحيدين فقط بالذنب لأنهم يعلمون أن أهلهم بمفردهم ولا يوجد أي أطفال آخرون لرعايتهم.
وواجهت خانيا أودمان، وهي مديرة حانة مؤقتة في بارك سيتي، يوتا، هذه العواطف بشكل مباشر خلال الشهر الماضي. وتعيش أودمان، 41 عامًا، مع زميلتها في الغرفة في ولاية يوتا، بينما يعيش والدها وزوجة أبيها خارج مدينة نيويورك، إحدى أوائل المناطق الساخنة للفيروس.
ومنذ البدء في الإحتماء في مكانهما، تحدثت أودمان ووالدها على الهاتف كل يوم. وكانا يرسلان الصور لبعضهما البعض للبقاء على اتصال بشأن ما كانا يفعلانه لتمضية الوقت.
تعزيز الروابط الأسرية
وبالنسبة إلى أودمان، فإن هذه المحادثة المستمرة حول الحياة تحافظ على العلاقات قوية.
وقالت: "عشت بعيداً عن المنزل منذ أن ذهبت إلى الكلية، لذلك اعتدت أن أكون بعيدة، لكن حتى الآن لم أشعر أبداً بوجود ظروف تجعل العودة إلى المنزل خارجة عن السيطرة". وتابعت: "بطريقة ما، أشعر أن الأدوار قد انعكست، وكأنهم خارج الكلية وأحتاج إلى محاولة حمايتهم من بعيد. أعتقد أنني [يجب] أن أثق أنهم سيفعلون الأشياء الصحيحة لحماية أنفسهم".
وأشارت ميشيل بوربا، اختصاصية بعلم النفس إلى أن الأشخاص الذين يتعاملون مع الموقف مثل أودمان يفعلون ذلك بشكل صحيح.
وأضافت بوربا، المقيمة في بالم سبرينجز بولاية كاليفورنيا، سواء كنت طفلاً وحيدا أو شخصًا لا يزال في مرحلة النمو، فإن أهم الأولويات الآن هي البقاء آمنًا والبقاء على اتصال مع أولئك الذين يجعلون الحياة جديرة بالاهتمام.