دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الفوائد الصحية للنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط أصبحت مشهورة، إذ ثبت أن الكثير من الخضار، والفاكهة، والأسماك، وزيت الزيتون تقوي العظام وتحسن صحة الدماغ وتقلل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، والسكري، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
والناس الذين يعيشون في المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط على دراية جيدة بالاستخدام اليومي لزيت الزيتون.
ولكن، ماذا عن سكان الولايات المتحدة؟ ليس كثيرا، إذ أن غالبيتهم يختارون الطهي بالزبدة، والسمن، وفول الصويا، أو زيت الكانولا.
وتظهر دراسة جديدة للأمريكيين أن مجرد استبدال 5 غرامات من السمن، والزبدة، أو المايونيز، بنفس الكمية من زيت الزيتون يرتبط بنسبة 7 ٪ أقل من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.
أما الأشخاص الذين استخدموا كمية زيت زيتون أعلى، أي أكثر من سبع غرامات أو نصف ملعقة كبيرة في اليوم، كانوا أقل عرضة بنسبة 15 ٪ لأي نوع من أمراض القلب والأوعية الدموية و 21 ٪ أقل خطر للإصابة بأمراض الشريان التاجي. ولكن لا يبدو أن له تأثير على خطر السكتة الدماغية.
استبدال، وليس إضافة
وقال مؤلف الدراسة الدكتور فرانك هو، الذي يرأس قسم التغذية في كلية تي. اتش. تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد: "لا تضف فقط زيت الزيتون إلى نظامك الغذائي المعتاد، فالإستبدال هو المهم هنا".
وأضاف أن "الشيء الرئيسي هو استبدال الدهون غير الصحية بزيت الزيتون والتي يمكن أن تحسن الكوليسترول، وتقلل من المؤشرات الحيوية الالتهابية، وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية".
وعكست النتائج دراسة أجريت عام 2013 لأكثر من 7000 شخص، وهي واحدة من أكبر الدراسات التي أجريت على الإطلاق. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين اتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط المكملة بزيت الزيتون البكر الممتاز لمدة خمس سنوات كان لديهم خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أقل بنسبة 30٪.
كما أظهروا معدل أبطأ من الانخفاض المعرفي وكانوا أكثر قدرة على التحكم في وزنهم. وهذا أمر مشجع، بالنظر إلى السعرات الحرارية العالية لزيت الزيتون أي حوالي 120 سعرة حرارية في كل ملعقة كبيرة.
الطبخ بزيت الزيتون
أما الشائعات التي تشير إلى أن احتراق زيت الزيتون يتسبب بإطلاق مركبات ضارة فقد تم دحضها بواسطة دراسة أسترالية عام 2018 وجدت أن "EVOO" أي زيت الزيتون البكر الممتاز كان في الواقع أكثر استقراراً كيميائياً عند درجات حرارة عالية من زيوت الطهي الشائعة الأخرى.
ويُنتج زيت الزيتون البكر الممتاز (ولكن ليس زيت الزيتون العادي) أدنى مستويات الدهون غير المشبعة وغيرها من المنتجات الثانوية التي قد تكون ضارة عند تسخينها إلى درجات حرارة أعلى من تلك المستخدمة عادة في القلي. واحتل زيت جوز الهند المركز الثاني.
ووجدت الدراسة أن زيت الكانولا، المفضل أمريكيا، كان الأكثر من ناحية عدم الاستقرار، حيث أنتج أكثر من ضعف عدد المركبات الضارة من زيت الزيتون البكر وفوق "الحدود المسموح بها للاستهلاك البشري".
وقال هو: "نحن نتحدث عن تغييرات معتدلة في سلوكيات الأكل"، مضيفاً: "بدلاً من استخدام الزبدة في الخبز، قم بتغميسها في زيت الزيتون. وبدلاً من استخدام صلصة السلطة التي تشتريها من المتجر، استخدم زيت الزيتون والخل بدلاً من ذلك".
وأوضح أن "هذه التغييرات الصغيرة يمكن أن يكون لها فوائد صحية كبيرة على المدى الطويل".