لماذا أصبحت مصانع معالجة اللحوم مصادر لتفشي فيروس كورونا؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في بلدة لانغيفني بجزيرة أنغليسي في ويلز، سترى جميع المتاجر مغلقة تقريباً. ولا تزال البلدة فارغة وسط الإغلاق الذي لا يزال مستمراً.

ويتجنب السكان متجري "Aldi" و"Lidl" بسبب قربهما من مصنع "تو سيسترز" لمعالجة الدواجن الذي أُجبر على الإغلاق بعد تفشي فيروس كورونا، وأظهرت نتائج اختبار "كوفيد-19" إصابة 200 موظف بالفيروس.

ويُعد القلق الذي يشعر به الأشخاص الذين لهم معارف في المصنع أمر شائع.

وقال البعض لـCNN إنه لم يبق أحد في منازلهم عندما شعروا بتفشي المرض في الأيام الأولى، لأنهم لن يتلقوا إلا 20% من أجرهم عند أخذ إجازة مرضية.

ونفى المصنع أن تفشي الفيروس مرتبط بسياسة أجور المرضى الخاصة بهم.

وحدث هذا التفشي في واحد فقط من العديد من المصانع التي شهدت حالات تفشي خطيرة لـ"كوفيد-19" حول العالم.

وفي شمال إنجلترا على سبيل المثال، أظهرت نتائج اختبار إصابة 165 عاملاً بفيروس كورونا في مصنع لحوم "Kober". 

وفي ألمانيا، أُجبرت السلطات على جعل 360 ألف شخص يخضعون للحجر الصحي هذا الأسبوع، بعد تفشي الفيروس في مصنع لحوم في غوترسلوه.  

وفي الولايات المتحدة، اضطرت العشرات من منشآت معالجة الطعام إلى إيقاف عملياتها بسبب المرض بوقت سابق من هذا العام.

وحدثت العديد من حالات التفشي في مصانع تعبئة اللحوم حول العالم إلى درجة أن العلماء يفحصون الآن، ما إذا كانت البيئة داخل المصنع جزء من المشكلة.

وقال أخصائي مناعة وأستاذ في مستشفى الجامعة في جامعة "فريدريش-شيلر" بألمانيا، الدكتور توماس كامرادت: "يمكننا التكهن، ولكن، أظن أن هناك 3 أشياء تخطر في البال: يعمل هؤلاء الأشخاص بشكل قريب جداً جداً من بعضهم البعض. والجو بارد هناك، وهو رطب".

بيئة باردة ورطبة

واقترح عدد من العلماء أن البيئة الباردة والرطبة داخل المصانع يمكن أن تساهم في نشر الفيروس.

وقال كامرادت: "يجب رش هذه الجثث الحيوانية بالماء طوال الوقت.. وهي باردة.. وهو أمر يستحق تحقيق شامل بالتأكيد".

ويرى العملاء أنه بدون الهواء النقي، وضوء الشمس المباشر، يمكن لفيروس كورونا المستجد أن يظل موجوداً لساعات، أو حتى أيام.

وأظهرت الدراسات أن الفيروس يمكن أن يعيش على الأسطح البلاستيكية والفولاذ المقاوم للصدأ إلى مدة تصل لـ3 أيام، وهي مواد شائعة في مصانع معالجة الأغذية.

ويمكن أن يظل الفيروس معدياً لساعات عندما يكون على شكل هباء جوي.

وأشار أستاذ علم الأوبئة البيطرية وعلوم البيانات في جامعة "إدنبره"، رولاند كاو، إلى أن التجارب أظهرت أن درجات الحرارة المنخفضة تؤدي لمعدلات أعلى لانتقال الإنفلونزا، وهي تحسن من فرص بقاء فيروسات تاجية أخرى مثل فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "MERS".

وقال كاو لـ"Science Media Center": "مع أن هذا لم يُثبت لكوفيد-19، إلا أنه قد تنطبق آليات مشابهة".

ازدحام العمال بالقرب من بعضهم البعض

يقول معظم الخبراء إن التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة من أكثر الطرق فعالية لتجنب انتشار الفيروس، ومع ذلك، فهو ليس ممكناً طوال الوقت في المصانع.

وقال أستاذ في مركز أبحاث "Cambridge Infectious Diseases" في جامعة "كامبريدج"، جيمس وود: "يجب على الأشخاص الوقوف بالقرب من بعضهم البعض، ولديك أشخاص يعملون في مناوبات طويلة بالقرب من بعضهم البعض. من شأن كل هذه الأشياء زيادة خطر الإصابة بالعدوى".

مجتمعات ضعيفة

وأثرت حالات التفشي في مصانع اللحوم على المجتمعات الضعيفة، ومنها المهاجرين.

وتُعد الوظائف في مصانع معالجة الأغذية صعبة للغاية وهي ذات أجور منخفضة، ويُصعب ذلك على أصحاب العمل العثور على موظفين محليين.

ولذلك، يتكون معظم الموظفين من المهاجرين أو العمال الأجانب الذين يعيشون في مجتمعات كبيرة حول المصانع، ويؤدي ذلك إلى وجود احتمال تفشي الفيروس خارج المصانع، بحسب ما قاله وود.

وقال المسؤول الإقليمي لاتحاد عمال "Unite" في ويلز، بادي مكنوت، إن العاملين في هذا القطاع لا يتلقون أجراً عند أخذ إجازة مرضية في  الغالب، وهو عامل آخر قد يؤدي إلى تفشي المرض.

وأشار مكنوت إلى أنه يجب على القطاع ضمان حماية الموظفين حتى يتمكنوا من أخذ إجازة بدون المعاناة من الناحية المالية.