ريتشارد كويست، مذيع CNN
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عاد السعال، بلا سابق إنذار وبدون سبب على ما يبدو. وكذلك الإرهاق. وكلاهما ليس منهكاً كما كان الوضع عندما كنت مصاباً بالفيروس الفعلي، ولكنهما عادا.
وكحال العديد من الأشخاص الآخرين، أدرك الآن أنني أعيش وأعاني من الآثار الطويلة لـ "كوفيد-19".
أصبت بالعدوى في منتصف أبريل/ نيسان. وظهرت الأعراض بسرعة. ولاحظت فجأة أنني أشعر بالتعب الشديد، وأصبت بنوع جديد من السعال.
وقد خضعت للاختبار، وفي صباح اليوم التالي الذي تلقيت فيه مكالمة هاتفية من المركز الطبي، كان الاختبار ايجابياً لفيروس كورونا.
الفيروس يشبه الاعصار. عندما يهبط، فإنه يعصف في الجسم، ويسبب الفوضى، والارتباك، والسعال، ويُلحق الضرر بكل عضو تلمسه. البعض لن ينجو منه.
وبالنسبة لأولئك الذين يفعلون، عندما يذهب، يقوم المرء بمسح الضرر الذي لحق بالمشهد البشري، ويدرك أنه أكبر بكثير مما كان يعتقد في البداية. كانت أعراضي على الجانب الأكثر اعتدالًا: لم أواجه أبدًا صعوبات في التنفس، أو فقدان الإحساس بالشم. شعرت بالتعب، وكنت دائماً أعاني من "السعال" الذي عاد الآن.
سعال فيروس كورونا ليس مثل السعال المعتاد، السعال العميق (ما يسميه الأطباء بأدب "السعال المنتج"). إنه مميز للغاية. إنه جاف، خشن، ويصدر صوت أزيز.
في حالتي، الكثير من اللهاثات القصيرة، يتبعها سعال طويل، عميق، ومزعج للصدر، والذي كان يثير تساؤل الواقفين حولي عما إذا كنت سأقع أرضاً.
وقد ظهرت نتيجة اختباري سلبية للفيروس وإيجابية للأجسام المضادة، ويقول طبيبي إنه لن يعود. ولكن هناك أيام أشعر فيها بأنه عاد.
كما أنني اكتشفت آثار جديدة للضرر الذي لحق بي: لقد أصبحت الآن أخرق بشكل لا يصدق. ولم أكن أبداً الشخص الرشيق، ولكن سلوكي الأخرق فاق الحدود. فإذا حاولت أن أحضر كوباً، أو أخرجت شيئاً من الخزانة، سيسقط من يدي، ويقع أرضاً، وقد تعثرت على الرصيف. كما أقع فوق الأثاث. ويبدو الأمر كما لو أن ذلك الجزء من دماغي، الذي يقوم لا شعورياً بتعديل اليد والحركة التي يراها، لا يعمل.
وفي بعض الأحيان يكون لدي شعور بالارتباك المعتدل. والتأخير الجزئي في فكرة ما، والتردّد بلفظ كلمة. ولا يلاحظ أحدٌ ذلك سواي.
ونظامي الهضمي غريب، على أقل تقدير.
ولا يهم ما إذا كنت أسميها أعراضاً أو سمات، فجسمي لا يشعر بأنه بخير تماماً.
وحاول الأطباء طمأنتي بالقول إن هذا سيزول، ولكنهم لا يمكنهم إخباري متى.
وكان الأسبوع الماضي سيئاً. وصاحبني السعال منذ أيام، وقد تعبت واحتجت لأخذ قيلولة. وتعثرت بحامل الكاميرا ثلاثي القوائم، ثم سقطت فوق كرسي! أنا قلق لكنني لم أصب بالذعر بعد. يبدو هذا الأسبوع بالفعل أفضل بكثير.
وبالنسبة لأولئك الذين لم يصابوا بـ"كوفيد-19"، أو شهدوا الفوضى التي يخلّفها، فمرةً أخرى، أحثكم على القيام بكل ما تستطيعون لتفادي هذا الإعصار.
إنه سيُصدر هديراً في الجسم، ليقتل البعض في طريقه، ويصيب الجميع في مساره، ثم عندما تفكر "حسناً، أشكر الرب لقد ذهب". انظر حولك، فالضرر ينتشر في كل مكان وسيظل معك لفترة طويلة بعد مرور الأزمة.
"كوفيد-19" هو إعصار بآثار طويلة للغاية.