دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصلت دراسة إلى أنه كلما زاد تعرض الأطفال لتلوث الهواء، زاد خطر تعرضهم لأول حالة إصابة بالربو.
وتشير الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، يوم الأربعاء، إلى الدليل المتزايد على أن التعرض لتلوث الهواء يؤثر على تطور مشاكل التنفس المزمنة.
تلوث الهواء مرتبط بالإصابة بالربو لأول مرة
ولطالما عرف الأطباء أنه حتى التعرض لفترة وجيزة لتلوث الهواء يمكن أن يجعل حالة الربو أسوأ، ولكن لا يُعرف الكثير عما إذا كان تلوث الهواء يزيد من خطر إصابة الأطفال بالربو في المقام الأول.
ودرس الباحثون بيانات نحو 780 ألف طفل دنماركي ولدوا في الفترة ما بين 1997 إلى 2014، ثم تابعوا السجلات لمعرفة ما إذا كان أي من الأطفال أصيبوا بحالة أزيز تنفس مستمر وربو بين عمر العام و15 عاماً.
ووجدوا أن الأطفال الذين أصيب آباؤهم بالربو كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو، كحال الأطفال الذين أقمدت أمهاتهم على التدخين أثناء فترة الحمل.
ولكن حتى عند التكيف مع هذه العوامل، فإن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات أعلى من تلوث الجسيمات الصغيرة وتلوث النترات كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو والصفير المستمر مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا للهواء الملوث.
ومقابل كل زيادة إضافية بمقدار 5 ميكروجرامات لكل متر مكعب في تركيزات تلك الملوثات، كانت هناك زيادة بنسبة 4 أو 5% في الربو أو الصفير المستمر.
تلوث الجسيمات
ويأتي مصدر التلوث الجزيئي من محطات الطاقة، وانبعاثات السيارات، وخلال الإنشاءات، والزراعة، والحرائق.
ويمكن أن يعلق تلوث الجسيمات في الرئتين أو ينتقل إلى مجرى الدم، بدلاً من استنشاقه، ويمكن أن تسبب الجسيمات تهيجاً والتهاباً.
وهناك قيود على الدراسة، إذ أنها قائمة على الملاحظة وتعتمد على نموذج محدد، كما أنها لم تنظر في تعرض الأطفال الشخصي للتلوث. وهناك افتراض أساسي بأن الأطفال يقضون معظم الوقت في منطقتهم سكنهم.
وقد تضيف مراقبة التعرض للهواء مزيداً من التفاصيل إلى هذا تقييم. وقد تكون هناك أيضاً عوامل خطر أخرى لا يمكن معرفتها بواسطة البيانات لأنها تفتقر إلى معلومات المستوى الفردي.
تأثير صحي كبير
وأظهرت دراسات سابقة أنه حتى في المستويات المنخفضة من تلوث الجسيمات الصغيرة، قد يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالربو مما إذا كانوا يعيشون في منطقة بها هواء أكثر نظافة.
ويُعتقد أن تلوث الهواء يقلص متوسط العمر المتوقع للأطفال بمقدار 20 شهراً في المتوسط، وفقاً لدراسة أجريت عام 2019.
ويرتبط التعرض لتلوث الهواء أيضاً بمشاكل القلب، والسرطان، والوفاة المبكرة. وهي ليست مجرد مشاكل جسدية.
ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أنه حتى التعرض قصير المدى لتلوث الهواء المحيط المرتفع يتوافق مع زيادة في زيارات قسم الطوارئ النفسية للأطفال، والأفكار الانتحارية، وحالة انفصام الشخصية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يتنفس نحو 93% من أطفال العالم هواءاً ملوثاً للغاية يعرض صحتهم ونموهم لخطر جسيم.
ووجد تقرير حالة الهواء لعام 2020، الصادر عن جمعية الرئة الأمريكية، أن المزيد من الأمريكيين، أي أكثر من نسبة 46% من سكان الولايات المتحدة، يعيشون في مجتمعات متأثرة بمستويات غير صحية من التلوث.
كما يعتقد العلماء أن أزمة المناخ تجعل حماية صحة الإنسان أكثر صعوبة، إذ أن درجات الحرارة الأكثر دفئاً تجعل تلوث الهواء مشكلة أكبر بكثير.