دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم التحذيرات المتكررة التي يصدرها مسؤولو الصحة عن خطر التجمعات الكبيرة، حيث البيئة المناسبة لانتشار مرض "كوفيد-19"، لا تزال هذه الظاهرة مستمرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأبلغت عدد من الجامعات في 19 ولاية أمريكية على الأقل عن تفشي المرض، وترتبط بعض الحالات بالتجمعات الكبيرة.
وعقب ما وصفه عميد الطلاب ورئيس قسم السلامة العامة بـ "السلوك المتهور بشكل لا يصدق"، تم إيقاف 23 طالباً من جامعة سيراكيوز يوم الخميس بعد تجمعهم في الحرم الجامعي ليلاً.
وأعلنت جامعة نورث كارولينا في اليوم التالي، نقلاً عن "زيادة سريعة الوتيرة" في نسبة الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، أنه سيتم تنفيذ الاختبار لثلاث قاعات سكنية.
وفي الوقت ذاته، تم ربط ما لا يقل عن 26 حالة إصابة بفيروس كورونا في ثلاث ولايات بإحدى الفعاليات الرياضة، سباق "Sturgis" للدراجات النارية، والذي جذب آلاف الأشخاص إلى ولاية داكوتا الجنوبية في وقت سابق من الشهر.
وتوفي فرد ثبتت إصابته بالفيروس بعد حضوره حفل زفاف في ولاية مين، وفقاً لبيان من الرئيس التنفيذي لمستشفى ميلينوكيت الإقليمي، روبرت بيترسون.
وذكرت CNN سابقاً أنه ثبتت إجابية 32 حالة على الأقل مرتبطة بحفل الزفاف في 7 أغسطس/ آب.
ارتداء الأقنعة يمكن أن ينقذ حياة 70 ألف شخص
ولمنع تفشي المرض من الانتشار على نطاق واسع، قال رئيس معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن الدكتور كريس موراي إن الوقت قد حان للحكومات المحلية لفرض قواعد أكثر صرامة فيما يخص ارتداء الأقنعة.
وتوقع معهد "IHME" أنه إذا لم يتغير شيء بشأن النهج العام للوقاية، فإن معدلات الوفيات ستنخفض في سبتمبر/ أيلول ولكنها سترتفع في وقت لاحق في الخريف، وسيصل الإجمالي إلى حوالي 310 آلاف بحلول الأول من ديسمبر/كانون الأول.
ولكن إذا التزم عدد أكبر بكثير من الناس، أي حوالي نسبة 95% من سكان الولايات المتحدة، بارتداء الأقنعة، فإن توقع إجمالي الوفيات من الآن وحتى ديسمبر/كانون الأول المقبل سينخفض بنحو 70 ألف حالة، على حد قول موراي.
ومن ناحية أخرى، إذا خففت الحكومات القيود الحالية على التباعد الاجتماعي وإلزامية ارتداء الأقنعة، فقد يصل عدد حالات الوفيات اليومي إلى 6000 بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل، أي أعلى من العدد المتوقع الحالي البالغ 2000 حالة وفاة يومياً ، حسبما قال موراي.
وتوفي أكثر من 176 ألف شخص بسبب مرض "كوفيد-19" في الولايات المتحدة منذ بداية الجائحة، بينما يعاني أكثر من 5.6 مليون شخص من الإصابة بالمرض، وفقاً لبيانات من جامعة جونز هوبكنز.
وانخفضت معدلات الإصابة بفيروس كورونا على مدار أسابيع في أجزاء من الولايات المتحدة، إلا أن معدلات الوفيات كانت مرتفعة نسبياً.
بلازما النقاهة لعلاج كوفيد -19
أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يوم الأحد، تصريحاً للاستخدام الطارئ لبلازما النقاهة لعلاج مرضى "كوفيد -19" في المستشفيات.
ويتم عمل بلازما النقاهة من دماء الأشخاص الذين تعافوا من مرض "كوفيد -19"، وقد أظهرت بعض النجاح في اثنين من فيروسات كورونا القاتلة الأخرى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وسارس . كما تم استخدامه لعلاج الأنفلونزا والإيبولا.
وقالت الهيئة إنها خلصت إلى أن بلازما النقاهة قد يكون فعالاً في علاج "كوفيد -19" وأن "الفوائد المعروفة والمحتملة للمنتج تفوق المخاطر المعروفة والمحتملة للمنتج".
وقال مفوض إدارة الغذاء والدواء، الدكتور ستيفن هان، في بيان "سنواصل العمل مع الباحثين واستكمال التجارب السريرية العشوائية لدراسة سلامة وفعالية بلازما النقاهة في علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد".
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال إحاطة يوم الأحد إن تصريح الاستخدام الطارئ لبلازما النقاهة لعلاج مرضى كوفيد -19 "سينقذ أرواحاً لا حصر لها"، مشيراً إلى أن القرار سيزيد بشكل كبير من الوصول إلى هذا العلاج".
وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، أليكس عازار، خلال الإحاطة، إن المرضى الذين عولجوا بواسطة بلازما النقاهة، التي تحتوي على مستويات عالية من الأجسام المضادة، في غضون ثلاثة أيام من تشخيصهم بالمرض، استفادوا بالقدر الأكبر من العلاج.
ولا يتطلب ترخيص الاستخدام الطارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المستوى ذاته من الأدلة كالموافقة الكاملة. وفي نهاية شهر مارس/ آذار، أنشأت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مساراً للعلماء لتجربة علاج بلازما النقاهة على المرضى ودراسة تأثيره.
ويستخدم الأطباء العلاج منذ ذلك الحين. وحتى الآن، تم علاج أكثر من 60 ألف شخص في الولايات المتحدة بواسطة بلازما النقاهة.