دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت نتائج التجارب السريرية في المرحلة المبكرة أن لقاح "كوفيد-19"، الذي طورته شركة "نوفافاكس" للتكنولوجيا الحيوية، آمن ويؤدي إلى استجابة مناعية، وفقاً لدراسة نُشرت يوم الأربعاء في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" الطبية.
وكانت النتائج قد أعلنت من قبل الشركة المطورة في أوائل أغسطس/ آب الماضي.
وشارك في الدراسة 131 من البالغين الأصحاء في مايو/أيار الماضي، واستخدمت الدراسة نمط "التجربة المنضبطة المعشّاة"، أي من خلال اختيار المشاركين عشوائياً للحصول على اللقاح أو الدواء الوهمي، وهو عبارة عن مادة خاملة مثل المحلول الملحي.
وحصل 83 شخصاً على اللقاح مع مادة مساعدة، وهي عامل لتعزيز الاستجابة المناعية للجسم، وحصل 25 شخصاً على اللقاح بدون جرعة معززة، بينما حصل 23 شخصاً على الدواء الوهمي. وتلقى المشاركون أيضاً جرعة حقن ثانية بعد 21 يوماً على الجرعة الأولى.
وجاء المشاركون من موقعين في أستراليا، وكانوا جميعاً دون سن الـ60 عاماً. واستبعدت الدراسة مشاركة الأشخاص الذين أصيبوا بمرض "كوفيد-19" أو الذين تعافوا منه.
وفي المرحلة الأولى من التجربة، راقب الأطباء وضع المشاركين لمعرفة ما إذا كان اللقاح آمناً، ومن أجل التحقق من حدوث أي استجابة للقاح.
ولمدة 35 يوماً، طُلب من المشاركين تسجيل أي أعراض أو ألم محتمل. وخضع المتطوعون أيضاً لفحص "كوفيد-19"، عن طريق المسحة، إذا ظهرت عليهم أي أعراض، كما خضع المشاركون لفحص "كوفيد-19" بعد مرور 35 يوماً على جرعة الحقن الأولى.
وفي اليوم الـ35، لم تكن هناك أحداث سلبية خطيرة أو غير عادية.
وأبلغ أحد المشاركين عن إصابته بحمى خفيفة استمرت لمدة يوم بعد حصوله على الجرعة الثانية.
وبخلاف ذلك، لم يكن لدى معظم المشاركين أي رد فعل على الإطلاق، أو إذا كان لديهم رد فعل، فكان خفيفاً.
وعانى مشاركان، من المجموعتين اللتين حصلتا على اللقاح، من الصداع، والإرهاق، والتوعك لمدة يومين أو أقل، كما عانى اثنان من المجموعتين اللتين حصلتا على اللقاح من الإرهاق، والتوعك، والألم.
وبعد الحصول على الجرعة الثانية، لم يكن لدى معظم المشاركين أي مشاكل صحية، أو كانت لديهم أعراض خفيفة.
وأصيب أحد المشاركين بألم بعد حصوله على الجرعة الثانية، بينما عانى ثمانية من المشاركين من آلام المفاصل والتعب.
وبدا أن اللقاح يولد استجابة مناعية، إذ طور جميع المشاركين الذين حصلوا على اللقاح أجساماً مضادة معادلة بعد حصولهم على الجرعة الثانية.
وفي اليوم الـ35، طور المشاركون الذين حصلوا على جرعتين من اللقاح، مع المادة المساعدة، أجساماً مضادة معادلة بمستويات تزيد بأربعة إلى ستة أضعاف عن المتوسط عن الأجسام المضادة التي طورها الأشخاص الذين تعافوا من مرض "كوفيد -19".
والأجسام المضادة هي البروتينات التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي لمحاربة العدوى أو السموم.
كما بدا أن اللقاح ينتج الخلايا التائية، وهي نوع من الخلايا المناعية التي تساعد أيضاً في حماية الجسم من العدوى، لدى المتطوعين الـ16 الذين تم اختيارهم عشوائياً واختبارهم لاستجابة الخلايا التائية.
ووجدت الدراسة أن إضافة مادة مساعدة للقاح كان مفيداً بشكل واضح، بناءاً على استجابة الأجسام المضادة التي ولّدتها المادة المعززة. كما أظهرت قيمة الجرعة الثانية للقاح في اليوم الـ21.
وقال رئيس قسم البحث والتطوير لدى شركة "نوفافاكس"، الدكتور جريجوري جلين، إنه "بناءً على نتائج المرحلة الأولى الإيجابية، بدأنا العديد من التجارب السريرية للمرحلة الثانية، والتي نتوقع منها جمع الفعالية الأولية".
وأشار جلين إلى أن الشركة تلتزم "بتوليد بيانات السلامة والمناعة والفعالية التي ستدعم الاستخدام الواثق للقاح، سواء في الولايات المتحدة أو على مستوى العالم"، مضيفاً أن البيانات المنشورة تعزز قناعتهم بإمكانية حدوث ذلك.
وهناك حدود لما يمكن أن تحدده هذه التجربة بشأن اللقاح، إذ أنها تتضمن عدد قليل من المرضى، ومن بينهم عدد قليل من المتطوعين من أصحاب البشرة الداكنة واللاتينيين، كما أن المرضى كانوا من الأصحاء.
ومن جانبه، قال مدير مركز تعليم اللقاحات وأستاذ طب الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، الدكتور بول أوفيت، إن النتائج تبدو جيدة لهذه المرحلة المبكرة.
وأوضح أوفيت أن الأمر سيحتاج إلى اختبار اللقاح على عشرات الآلاف من الأشخاص لمعرفة مدى استجابتهم له، وما إذا كان بالإمكان إثبات أن اللقاح وقائي، مضيفاً: "لذلك سننتظر شهوراً لنرى ما إذا كان ذلك سيحدث".
كما أشار أوفيت إلى أنه، مقارنة ببعض اللقاحات الأخرى المرشحة من بين 33 لقاحاً ضد "كوفيد-19" قيد مراحل مختلفة من التطوير في الوقت الحالي، قد يكون لهذا اللقاح ميزة، لأنه يستخدم نهجاً تم تجربته بنجاح مع لقاحات أخرى.
وأضاف أوفيت أن ما استخلصه من هذه النتائج هو أنها تتبع "استراتيجية لقاح مجرّبة وحقيقية"، مشيراً إلى أنه يجب أن "ننتظر ونرى ما إذا كانت ستثبت فعاليته".
والجدير بالذكر أن هناك خمسة لقاحات ضد فيروس كورونا تخضع للتجارب السريرية في الولايات المتحدة، و33 لقاحاً في جميع أنحاء العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.