دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم مزاعمهما المتكررة بكونهما يلتزمان بالشفافية، لم تكشف شركة "جونسون أند جونسون" وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعد عن تفاصيل مهمة، بعد أسبوع من تعليق شركة الأدوية العملاقة تجربة لقاح "كوفيد-19" مؤقتاً.
وشجع خبراء الصحة العامة على الشفافية في التجارب السريرية للقاح "كوفيد-19".
وتم تعليق تجربة شركة "جونسون أند جونسون" في 12 أكتوبر/تشرين الأول بسبب إصابة أحد المشاركين بـ"مرض غير مبرر"، وفقاً لبيان من الشركة الأسبوع الماضي.
وتوقفت الشركة طواعيةً عن تسجيل مشاركين في الدراسة أثناء مراجعة المرض من قبل لجنة مراقبة مستقلة.
ورفضت الشركة وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية الإجابة عن سؤالين لـCNN، أولهما هو عما إذا كان متطوع الدراسة الذي أُصيب بالمرض قد تلقى اللقاح أو الدواء الوهمي، وثانيهما، هو عما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعليق التجربة.
وتُعد الإجابات عن هذين السؤالين مهمة لفهم ما قد يعنيه مرض المتطوع لسلامة اللقاح.
الردود من إدارة الغذاء والدواء و"جونسون أند جونسون"
وكتب مفوض إدارة الغذاء والدواء، الدكتور ستيفن هان، عن أهمية الشفافية في عملية تطوير لقاح "كوفيد-19".
ورفض متحدثون باسم وكالته الرد على أسئلة CNN حول تجربة "جونسون أند جونسون"، إذ قالوا إن اللوائح الفيدرالية تمنع الوكالة من الكشف عن المعلومات، كما هو الحال مع تجارب الأخرى.
وأحالت الوكالة CNN إلى شركة "جونسون أند جونسون".
وأكدت شركة الأدوية أيضاً التزامها بالشفافية، بما في ذلك الشفافية في تجربتها للقاح "كوفيد-19".
وعند طرح CNN أسئلة حول تعليق التجارب، أشار متحدث باسم الشركة إلى بيان من 12 أكتوبر/تشرين الأول، أي عندما تم الإعلان عن تعليق التجارب.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، سلط المتحدث جايك سارجنت الضوء على هذه الجملة بالتحديد من البيان: "نحن أيضاً نتعلم المزيد عن مرض هذا المشارك، ومن المهم الحصول على جميع الحقائق قبل مشاركة معلومات إضافية".
هل حصل المريض على لقاح أو دواء وهمي؟
ولا ينبغي أن يستغرق تحديد ما إذا كان تلقى أحد المشاركين اللقاح أو الدواء الوهمي أسبوعاً، وفقاً للمتخصصين في اللقاحات.
وبدأت تجارب "جونسون أند جونسون" في 23 سبتمبر/أيلول، وكان هدفها الحصول على مشاركة 60 ألف شخص في 8 دول، ومنها الولايات المتحدة.
وفي الدراسة، يتلقي نصف المشاركين اللقاح، بينما يتلقى النصف الآخر علاجاً وهمياً.
وإذا تلقى المشارك المصاب الدواء الوهمي، فلا يعني ذلك شيئاً للتجربة. ولكن، إذا تلقى المشارك اللقاح، فيثير ذلك أسئلة تتعلق بالسلامة.
ويمكن فقط لمجلس مراقبة سلامة البيانات الخاصة بالتجربة، وهو عبارة عن مجموعة من العلماء المستقلين، الكشف عن حالة المشارك المريض، ومعرفة إذا كان قد تلقى اللقاح، أو الدواء الوهمي.
وكرر المدير المالي في "جونسون أند جونسون" الأربعاء أن الشركة لا تعرف ما تلقاه المتطوع.
وليس من الواضح ما إذا علمت الشركة ما تلقاه المتطوع منذ الأربعاء.
هل هذه أول مرة تُعلّق فيها التجارب؟
ورفضت شركة "جونسون أند جونسون" أيضاً الإجابة عما إذا كانت هذه أول مرة يتم فيها تعليق تجربة لقاح "كوفيد-19".
وتُعد الإجابة مهمة، فإذا أُصيب شخصين أو أكثر من المشاركين بأمراض متشابهة بعد تلقي اللقاح، فهذا تحذير هام على أن اللقاح قد يشكل خطراً على السلامة.
وعند حديث المفوضة السابقة لإدارة الغذاء والدواء، الدكتورة بيجي هامبورغ، عن تجارب اللقاحات بشكل عام، أكدت أن الانفتاح أمر مهم، فقالت: "الشفافية هي الأفضل دائماً، لا سيما مع الأسئلة الأساسية والمباشرة".