دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد تسجيل الولايات المتحدة الأمريكية أعلى 5 أيام من حالات الإصابة بفيروس كورونا، يقول مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، روبرت ريدفيلد، إن هذا الوقت المثالي لتطوير استراتيجية لاكتشاف الحالات التي لا تظهر عليها أعراض "كوفيد-19" بشكل أفضل.
وتظهر البيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز أن متوسط الحالات اليومية الجديدة، على مستوى البلاد لمدة سبعة أيام، يبلغ الآن حوالي 86,363 حالة، أي أكثر من ضعف ما كان عليه في 4 سبتمبر/ أيلول.
وتؤكد الأعداد المتزايدة تحذيرات الخبراء أن هناك طفرة أخرى جارية وستزداد سوءاً.
وغردّ ريدفيلد يوم الأربعاء قائلاً: "حان الوقت الآن لتطوير استراتيجية اختبار تمكننا من تحديد الوباء الصامت لعدوى كوفيد-19، غير المصحوبة بأعراض".
ووفقاً لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لا تظهر أي أعراض على 40٪ من المصابين بفيروس كورونا المستجد.
وسجلت الولايات المتحدة 91,530 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19"، يوم الثلاثاء، عندما أدلى ملايين الأمريكيين بأصواتهم في الانتخابات، إضافة إلى أرقام مذهلة للحالات التي تم الإبلاغ عنها، خلال الأسبوع الماضي فقط.
وفي الوقت الذي يشدّد فيه الأطباء على اتباع إجراءات الصحة العامة الأساسية مثل الأقنعة، والتباعد الاجتماعي، والتي يمكن أن تغير مجرى الأمور، تبقى هذه الإجراءات محل خلاف في بعض أجزاء الولايات المتحدة.
واعتباراً من يوم الثلاثاء، أبلغت 36 ولاية على الأقل عن مزيد من الحالات الجديدة الأسبوع الماضي، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز.
وأبلغت ست ولايات، وهي أيداهو ومين ومينيسوتا ونيو مكسيكو وأوهايو وبنسلفانيا، عن أعلى عدد من الإصابات في يوم واحد، يوم الثلاثاء.
وبذلك، حدثت نيوجيرسي بعض إجراءاتها للمسافرين إلى الولاية، بحسب بيان صحفي صادر عن مكتب الحاكم فيل مورفي، حيث سيُطلب من أي شخص يسافر إلى نيو جيرسي من 43 ولاية وإقليماً بتطبيق الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.
وبالنسبة إلى نيويورك، فسيحتاج المسافر إلى إجراء اختبار "كوفيد-19" قبل 3 أيام من رحلته. وبمجرد وصوله إلى الولاية، سيُطلب من المسافر الحجر الصحي لمدة ثلاثة أيام قبل إجراء اختبار آخر.
وفي ولاية كنتاكي، حذر الحاكم آندي باشير من تصاعد عدد الإصابات بسرعة منذ فترة طويلة، حيث قال يوم الثلاثاء: "كل يوم، يبدو أن الأمور تزداد سوءاً".
وقال: "نحن لا نشهد تزايداً في الفيروس فحسب، بل نشهد أيضاً إصابات لدى المزيد والمزيد من أطفالنا".
ويتزايد عدد مرضى "كوفيد-19" في المستشفيات الأمريكية، ويفقد مئات الأشخاص حياتهم كل يوم. وهناك ما لا يقل عن 9.4 مليون حالة في الولايات المتحدة، كما توفي أكثر من 233 شخصاً منذ بداية الوباء، وفقاً لجونز هوبكنز.
وتظهر توقعات من معهد القياسات الصحية والتقييم أن حوالي 100 ألف أمريكي قد يموتون خلال الشهرين المقبلين فقط.
وبحسب مشروع "تتبع كوفيد-19"، تواجد 50,340 شخصاً مصاباً بفيروس كورونا في المستشفيات يوم الثلاثاء. وهذه زيادة بنحو 76٪ منذ سبتمبر/ أيلول، عندما كان عدد المرضى بالمستشفيات في أدنى مستوى له بعد الصيف.
وأوضح المشروع عبر موقع "تويتر" إن دخول المرضى إلى المستشفيات "يزداد بشكل حاد" في وسط غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي نبراسكا، يقول مسؤولو الصحة إن تصاعد الإصابات أدى إلى إجهاد المستشفيات على مستوى الولاية.
وأوضح كبار المسؤولين الطبيين لثلاثة أنظمة مستشفيات رئيسية، يوم الاثنين، أن نسبة دخول مرضى كورونا إلى المستشفيات قد زادت بنسبة 91٪ في منطقة أوماها بين 17 أكتوبر/ تشرين الأول و31 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال الدكتور كاري وارد، وهو كبير المسؤولين الطبيين في منظمة "CHI Health": "لقد رأينا تضاعفاً في عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا خلال الأسابيع العديدة الماضية.. لا شك أنه إذا استمر هذا الوضع، فلن تكون مستشفياتنا فحسب، بل ستكون جميع المستشفيات بالولاية ممتلئة".
مدير معاهد الصحة الوطنية: الأقنعة يمكن أن تنقذ 130 ألف شخص بحلول مارس/ آذار
وأكد أحد الخبراء البارزين هذا الأسبوع أن أقنعة الوجه يمكن أن تساعد في إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح في الأشهر المقبلة.
وسلط الدكتور فرانسيس كولينز، وهو مدير معاهد الصحة الوطنية، الضوء على تنبؤات نموذج معهد القياسات الصحية والتقييم، التابع لجامعة واشنطن، والذي يتوقع إنقاذ حياة أكثر من 130 ألف شخص في الولايات المتحدة من الآن وحتى مارس/ آذار، إذا وضعت نسبة 95٪ من الأمريكيين أقنعة الوجه.
ويمكن أن يكون وضع قناع الوجه، والتباعد الاجتماعي، وغسل اليدين، بنفس قوة عمليات الإغلاق في المساعدة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وكتب كولينز: "فكر في الأمر بنفس الطريقة التي تفكر فيها بشأن حزام الأمان، وهو قد يسبب إزعاج بسيط، لكنه يمكن أن ينقذ الأرواح".
وأضاف: "أنا حريص على ارتداء قناع الوجه في كل مرة أتواجد بها في الخارج. ولكن مع اقترابنا من شهر الشتاء، يتطلب إنقاذ الأرواح جهداً جماعياً".