دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فقد الطفل، رايدن غونزاليس، والديه بعد أن تمكن فيروس كورونا منهما، وتركا لطفلهما ذكريات بضعة أعوام فقط ليتمسك بها مدى الحياة.
وتقول خالة والدة الطفل، مارجي براينت، لـCNN إنه بعيداً عن سعادة رايدن، تتمنى من الآخرين، أن يأخذوا تهديد فيروس كورونا على محمل الجد.
وتوضح براينت أن الكلمات تعجز عن وصف ما فعله فيروس كورونا بعائلتها، والأذى الذي تسبب به، والفراغ الذي تركه، وأخيراً ما فعله بهذا الطفل الصغير الذي فقد والديه الآن.
وتشير براينت إلى أننا نسمع عن عدد الوفيات، ولكننا لا نسمع عن الأشخاص الذين تركوا في الخلف، وفي هذه الحالة، هو طفل يبلغ من العمر 4 سنوات فقط.
ويعيش الطفل رايدن في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس برعاية جدته لأمه، روزي ساليناس، على حد قول براينت.
وسجلت ولاية تكساس أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا مقارنةً بأي ولاية أخرى، وبلغ عدد الوفيات على مستوى الولايات المتحدة لنحو 250.000 حالة وفاة.
اتخاذ الاحتياطات اللازمة
وتذكر براينت أن والد الطفل رايدن، آدان غونزاليس جونيور، وكان عمره 33 عاماً، قد بدأ وظيفة جديدة كسائق شاحنة إسمنت في 12 مايو/ آذار الماضي، وبحلول نهاية شهر مايو/آذار، بدأ آدان يعاني مما وصفه لعائلته بأنه أعراض تشبه الحساسية.
وفي 3 يونيو/ حزيران، تأكدت إصابة آدان بفيروس "كوفيد-19"، وبعد ستة أيام، نقله المسعفون إلى وحدة العناية المركزة، حيث أمضى ما يزيد قليلاً عن أسبوعين قبل وفاته في 26 يونيو/حزيران الماضي.
وتتابع بريانت أن ابنة شقيقتها ووالدة رايدن، ماريا غونزاليس، وكان عمرها 29 عاماً، أخبرت طفلها عن وفاة والده، وعلى الرغم من صعوبة ذلك، فهم الطفل أن والده كان مريضاً.
وتؤكد بريانت أن كل من والدي رايدن، آدان وماريا كانا يتخذان الاحتياطات اللازمة في العمل، من خلال وضع أقنعة الوجه.
وبعد أن فقدت زوجها، عانت والدة رايدن، ماريا، من حالة الاكتئاب والقلق، وفقاً لما قالته بريانت.
وقضت والدة رايدن، ماريا، يومها بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول، في التسوق مع والدتها، روزي ساليناس، وطلبت وجبة العشاء من الخارج، فيما بدا يوماً عادياً، بحسب ما قالته بريانت.
ولكن في تلك الليلة، بدأت ماريا تعاني من ضيق في التنفس، وآلام في الصدر، لذلك نصحت براينت شقيقتها، روزي ساليناس، باستدعاء المسعفين لابنة أختها، ماريا، على حد قولها، وتضيف "لم نرها مرة أخرى".
وتوفيت ماريا صباح اليوم التالي.
وبحسب ما ذكرته براينت، أجرى طاقم المستشفى فحص "كوفيد-19" لابنة شقيقتها ماريا، وظهرت نتيجة المسحة الأولى سلبية، ولكن نتيجة المسحة الثانية ظهرت إيجابية، وفي غضون أربع ساعات من ظهور نتائج الفحص، توفيت ماريا بسبب أعراض "كوفيد-19"، وإصابتها بالتهاب رئوي وفشل تنفسي حاد.
وسافرت براينت إلى مدينة سان أنطونيو في اليوم الذي توفيت فيه ابنة شقيقتها، ماريا، لمساندة طفلها الذي أصبح يتيماً.
وتقول براينت إن الطفل رايدن يخبر الجميع أن "كوفيد" أخذ والده، ولكنه يقول أيضاً: "أبي ملاك في السماء، إنه يعيش بين الغيوم".
واضطرت براينت إلى إخبار الطفل رايدن، الذي يدعوها بلقب "جدتي"، أن سبب عدم رؤيته لأمه هو أنها مرضت وأصبحت أيضاً ملاكاً في السماء الآن.
ومن جانبه، قال روبن جورويتش، عالم النفس والأستاذ في المركز الطبي بجامعة ديوك، لـ CNN: "عندما يعاني الأطفال الصغار من وفاة أحد أفراد أسرتهم، فإنهم لا يحزنون على الخسارة فحسب، بل يشعرون بالقلق أيضاً بشأن من سيهتم بهم".
ومن المهم أن يطمئن الطفل أن هناك من سيبقى دائماً بجانبه لرعايته.
وتؤكد براينت إن هذا بالضبط ما تعتزم القيام به هي وشقيقتها، روزي ساليناس، بالإضافة إلى جميع أقارب رايدن، مضيفةً :"أريده أن يحقق أحلامه، وسنكون جزءاً منها، وقد أخبرت شقيقتي أنها ليست وحدها، فنحن جميعاً هنا ... سواء كان ذلك الذهاب إلى المدرسة أو ممارسة الرياضة، كل ما يريده، سنتأكد من أنه متوفر لديه، وأنه يتذكر دائماً ماريا وآدان".
ومع اقتراب مناسبة مولد رايدن يوم الأحد، أرادت براينت وأفراد عائلتها إيجاد طريقة للتأكد من أن الطفل يعرف كم هو محبوب.
ومن المقرر إقامة موكب عرض على شكل ديناصور في 28 نوفمبر/ تشرين المقبل بمشاركة قسم الإطفاء المحلي وشخصية باتمان، ونوادي شاحنات، ونوادي الدراجات النارية، ونوادي السيارات الكلاسيكية.
وتضيف براينت: "إنه عيد ميلاد بارز ونريد أن يعرف رايدن أننا سنكون هناك طوال أعياد ميلاده، ونتأكد من الاحتفال به، وأنا أعلم أن ابنة شقيقتي تبتسم الآن في مكان ما، لأنها تعلم أن ابنها في أيدٍ أمينة".