دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حذرت السلطات الصحية في بريطانيا، يوم الأربعاء، من أن الأشخاص الذين لديهم "تاريخ طويل من ردود الفعل التحسسية" لا ينبغي أن يحصلوا على لقاح "فايزر- بيو إن تك" ضد فيروس كورونا، بعد أن عانى اثنان من العاملين في مجال الرعاية الصحية من أعراض عقب تلقي جرعة من اللقاح يوم الثلاثاء.
وأوضحت هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا أن هذه التوصية الاحترازية تأتي بعد أن استجاب العاملون "بشكل سلبي" للقاح في اليوم الأول من إطلاق حملة التلقيح الشامل في بريطانيا.
وقالت هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا لـCNN، يوم الأربعاء، إن الموظفين، اللذين لديهما تاريخ من الحساسية ويحملان حقنة الأدرينالين التلقائية، أصيبا بحالة حساسية مفرطة بعد أن حصلا على اللقاح يوم الثلاثاء.
وأصدرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا توصية جديدة لإختصاصي الرعاية الصحية تفيد بأن أي شخص يعاني من رد فعل تحسسي كبير تجاه لقاح أو دواء أو طعام، أو أولئك الذين تم نصحهم بحمل حاقن الأدرينالين الذاتي، لا ينبغي عليهم تلقي لقاح.
وتنص التوصية أيضاً على أن اللقاحات "يجب أن تُجرى فقط في المرافق التي تتوفر فيها إجراءات الإنعاش".
وقال متحدث باسم وزارة الصحة البشرية والحيوية في بريطانيا لـ CNN: "إننا نحقق بشكل كامل في التقريرين اللذين تم الإبلاغ عنهما على سبيل الأولوية".
ودعت السلطات الصحية في بريطانيا أي شخص ظهرت عليه أعراض حساسية شديدة عقب تلقي لقاح "فايز -بيو إن تك" إلى التحدث لاختصاصي الرعاية الصحية الذي يدير عملية التلقيح.
ومن جانبها قالت "فايزر" في بيان إن المنظم البريطاني نصحها بـ "تقريرين للبطاقة الصفراء قد يترافقان مع رد فعل تحسسي" بسبب إعطاء اللقاح.
وقال البيان: "كإجراء احترازي، أصدرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا توجيهات مؤقتة إلى هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا أثناء إجرائها تحقيقاً من أجل الفهم الكامل لكل حالة وأسبابها. وتدعم فايزر/ بيونتك وزارة الصحة الوطنية في التحقيق".
وأضاف البيان: "في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية المحورية، أثبت اللقاح تحمل جيد بشكل عام ولم يتم الإبلاغ عن مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة من قبل لجنة مراقبة البيانات المستقلة. وقد سجلت التجربة أكثر من 44،000 مشاركة حتى الآن، تلقى أكثر من 42000 منهم التطعيم الثاني".
وأفادت الوثائق الصادرة يوم الثلاثاء من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن بيانات تجارب "فايزر -بيو إن تك" أشارت إلى أنه من المحتمل أن تكون هناك ردود فعل سلبية أكثر بقليل يُعتقد أنها تفاعلات حساسية بين مجموعة اللقاح مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، بنسبة 0.63% مقارنة بـ0.51%.
وقال ستيفن إيفانز، أستاذ علم الوبائيات الدوائية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، لمركز العلوم الإعلامي في المملكة المتحدة، إن "بعض الأشخاص لا يعرفون ما إذا كانت لديهم حساسية تجاه بعض مكونات اللقاح".
وأيد إيفانز توصية وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا للأشخاص الذين يحملون حاقن إبينفرين الآلي لتأخير تلقي اللقاح حتى يتم توضيح سبب رد الفعل التحسسي، مشيراً إلى أن الأخبار لا تعني أن عامة الناس يجب أن يقلقوا بشأن ذلك.
ومن جانبه، قال أستاذ الطب التجريبي في جامعة إمبريال كوليدج لندن، بيتر أوبنشو: "كما هو الحال مع جميع الأطعمة والأدوية، هناك فرصة ضئيلة للغاية لحدوث رد فعل تحسسي تجاه أي لقاح".
ومن جهته، قال خبير اللقاحات الدكتور، بول أوفيت، لـ CNN إن ردود الفعل التحسسية للقاحات ليست شائعة، لافتاً إلى أنه "بالتأكيد، يمكن أن تسبب اللقاحات تفاعلات حساسية شديدة. وفي الولايات المتحدة، تقريباً واحدة من كل 1.4 مليون جرعة من اللقاحات تسبب رد فعل تحسسي شديد".
وأشار أوفيت إلى إنه بدلاً من "توصية شاملة" للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، فإن التصرف المنطقي بشكل أكبر هو محاولة إلقاء نظرة على هاتين الحالتين ومعرفة أي مكون محدد من اللقاح سبب لهما حساسية تجاهه".
وأوضح أوفيت أنه يجب أن يدرك الأشخاص أن هناك علاجات فورية لرد الفعل التحسسي، محذراً من أن التقارير المتعلقة بردود الفعل التحسسية "لن تكون إلا وسيلة أخرى لتخويف الناس".
وقالت سافرون كورديري، نائبة الرئيس التنفيذي لمقدمي خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا، في مقابلة يوم الأحد، إن عملية الترخيص والموافقة على لقاح فايزر -بيو إن تك "كانت قوية بشكل لا يصدق". كما قدم رئيس وكالة تنظيم الأدوية في بريطانيا تأكيدات يوم الأحد، قائلاً إن جرعة فايزر - بيو إن تك آمنة مثل أي لقاح عام".
وعادةً ما تنصح المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بإخبار مقدم الخدمة إذا كان لدى الأشخاص "أي حساسية شديدة تهدد الحياة" قبل تلقي أي لقاح.
وتعتبر الحساسية أيضاً أحد الاعتبارات فيما يتعلق بلقاحات "كوفيد-19" الأخرى التي لم تتم الموافقة عليها بعد.
وخلال تجارب المرحلة الثانية من لقاح شركة "سينوفاك" الصيني، أصيب أحد المتطوعين في مجموعة الجرعات العالية برد فعل تحسسي شديد خلال 48 ساعة من تلقي الجرعة الأولى، والذي قال الباحثون إنه قد يكون مرتبطاً باللقاح.
وخضع المتطوع للعلاج وتماثل للشفال من رد الفعل التحسسي في غضون ثلاثة أيام. ولم يكن لدى المتطوع رد فعل تحسسي مماثل تجاه الجرعة الثانية.