دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت الهيئة المنظمة للأدوية في أوروبا أنه "لا يوجد مؤشر" على أن لقاح "أسترازينيكا- أكسفورد" ضد "كوفيد-19"، تسبب في حدوث جلطات دموية، بينما تستمر قائمة الدول التي علّقت مؤقتاً طرح اللقاح بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، في الازدياد.
ويوم الثلاثاء، أصبحت قبرص، ولوكسمبورغ، ولاتفيا، والسويد أحدث الدول الأوروبية التي تعلق استخدام اللقاح، على الرغم من توصية وكالة الأدوية الأوروبية والوكالات الطبية الدولية الأخرى بأن فوائد الحصول على جرعات اللقاح تفوق أي مخاطر محتملة.
وقالت رئيسة وكالة الأدوية الأوروبية، التي أجازت استخدام لقاح "أسترازينيكا- أكسفورد" لدول الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، يوم الثلاثاء، إن المنظمين ما زالوا "مقتنعين بشدة" بهذا التقييم.
وأوضحت المديرة التنفيذية للوكالة، إيمير كوك، خلال مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء أنه "في الوقت الحالي لا يوجد مؤشر على أن التطعيم يسبب في حدوث هذه الحالات، ولم تظهر في التجارب السريرية ولم يتم إدراجها على أنها أحداث جانبية معروفة أو متوقعة مع هذا اللقاح".
وأضافت كوك: "ما زال لدينا اقتناع تماماً بأن فوائد لقاح أسترازينيكا في الوقاية من كوفيد-19، وما يرتبط به من مخاطر دخول المستشفى والوفاة، تفوق هذه الآثار الجانبية"، موضحة أنها قلقة من أن تعليق استخدامه سيضر بالثقة في اللقاحات.
وتحقق لجنة السلامة التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية في ما إذا كان هناك أي صلة محتملة بين لقاح "أسترازينيكا- أكسفورد" وعدد صغير من حالات الجلطات الدموية لدى الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم.
ومن المقرر أن تعلن النتائج التي توصلت إليها خلال اجتماع استثنائي دعت إليه الوكالة يوم الخميس.
وكان من المقرر أن يجتمع خبراء سلامة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، لمناقشة لقاح "أسترازينيكا- أكسفورد"، بعد يوم من مناشدة وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة البلدان لمواصلة حملات التطعيم أثناء استمرار التحقيقات.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير: "حتى اليوم، لا يوجد دليل على أن اللقاح تسبب في تلك الحوادث، ومن المهم أن تستمر حملات التطعيم حتى نتمكن من إنقاذ الأرواح ووقف المرض الشديد من الفيروس".
وتقوم منظمة الصحة العالمية بتقييم أحدث التقارير عن حالات الانسداد التجلطي، ولكنها قالت إنه "من غير المرجح" تغيير توصياتها.
ومع ذلك، عارضت دول كثيرة في أوروبا توصية وكالة الأدوية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية خلال الأيام الأخيرة، من خلال تعليق التطعيم باستخدام جرعات لقاح "أسترازينيكا" مؤقتاً حتى في الوقت الذي تواجه فيه القارة موجة ثالثة من الجائحة، مدفوعة بسلالات متحورة من الفيروس، وتواجه الانتقادات بسبب حملات التطعيم البطيئة.
وقالت وزيرة الصناعة الفرنسية أنييس بانييه روناتشر، يوم الثلاثاء، إن تلك القرارات تم تنسيقها في فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا.
وأوضحت بانييه روناتشر لمحطة الإذاعة الفرنسية "France Info"، قائلة :"تحدثنا مع إيطاليا، وتحدثنا مع إسبانيا، وتحدثنا مع ألمانيا ، وليس من قبيل المصادفة أن هذه الدول الأربع أعلنت القرار ذاته في اليوم ذاته، وهو قرار التعليق مرة أخرى".
ولقاح "أسترازينيكا" ليس اللقاح الوحيد ضد "كوفيد-19" المتاح في أوروبا، إذ أجاز الاتحاد الأوروبي لقاحات "فايزر -بيو إن تك" و"مودرنا" و"جونسون آند جونسون".
ويجري حالياً تقديم جرعات لقاحي "فايزر -بيو إن تك" و "مودرنا" إلى الأوروبيين، ولكن من غير المتوقع وصول الشحنات الأولى من لقاح "جونسون آند جونسون" حتى منتصف أبريل/ نيسان المقبل.
ويوم الثلاثاء، وافقت شركة "فايزر" على تسريع تسليم 10 ملايين جرعة من لقاحها ضد "كوفيد-19" إلى الاتحاد الأوروبي، بعد أيام من إعلان شركة "أسترازينيكا" أنها ستواجه "نقصاً" في شحنات اللقاح المخطط لها إلى الاتحاد الأوروبي.
ورغم حصوله على ترخيص الاستخدام في عشرات البلدان على مستوى العالم، لم يتم منح لقاح "أسترازينيكا" الضوء الأخضر من قبل المنظمين في الولايات المتحدة.
وأشارت كوك، يوم الثلاثاء، إلى أن الوكالة تبحث أيضاً في تقارير الجلطات الدموية المتعلقة بلقاحي "فايزر -بيو إن تك" و "مودرنا".
وقالت كوك إنه من غير المرجح أن تكون هناك مشكلة محتملة مع دفعة واحدة محددة من لقاح "أسترازينيكا"، ولكنها أكدت أن النتيجة النهائية لمراجعة الوكالة من المقرر أن تأتي يوم الخميس.
وكانت الدنمارك أول من بادر بتعليق استخدام لقاح أسترازينيكا يوم الخميس الماضي "كإجراء إحترازي" بينما يحقق مسؤولو الصحة في الدنمارك بالآثار الجانبية المحتملة بعد وفاة شخص أصيب بجلطة دموية بعد التطعيم.
وسرعان ما حذت النرويج، وأيسلندا، وبلغاريا، حذوها.
وأوضحت وكالة الأدوية الدنماركية أن المرأة الدنماركية التي توفيت بعد تلقيها التطعيم كان لديها عدد قليل من الصفائح الدموية وجلطات دموية في الأوعية الصغيرة والكبيرة، وعانت من نزيف.
وقالت وكالة الأدوية الدنماركية في بيان يوم الاثنين إن "الصورة السريرية غير عادية للغاية ويتم حالياً إجراء فحص دقيق من قبل وكالة الأدوية الأوروبية".
وذكرت وكالة الأدوية النرويجية أنه تم الإبلاغ عن وفاة في النرويج يوم الاثنين، إلى جانب عدد قليل من الحالات غير المميتة مع ردود فعل عكسية "غير عادية مماثلة". وتلقت الوكالة أكثر من 1،000 من الإبلاغات عن الآثار الجانبية خلال الأيام الأخيرة، والتي قالت إنها تقوم بمراجعتها في الوقت الحالي.
وفي بيان يوم الأحد، قالت شركة الأدوية العملاقة، "أسترازينيكا" إنه من بين 17 مليون شخص تم تطعيمهم في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حتى الآن، كانت حوادث جلطات الدم "أقل بكثير مما كان متوقعاً أن يحدث بشكل طبيعي في عموم السكان".
ورغم ذلك، انضمت إسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبرتغال، وأيرلندا، وهولندا، وإندونيسيا إلى الدول التي أوقفت تطعيمات باستخدام لقاح "أسترازينيكا".
وأقرت معظم الدول التي أصدرت قرار تعليق استخدام للقاح بأنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن جرعات "أسترازينيكا" تسببت في حدوث حالات جلطات دموية.
ويُنظر إلى لقاح أسترازينيكا، الذي تم ترخيصه للاستخدام من قبل منظمة الصحة العالمية في فبراير/ شباط الماضي، على أنه مفتاح لمكافحة فيروس كورونا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط لأنه رخيص وسهل التخزين، وقد جعل هذان العاملان منه ركيزة أساسية لخطط التوزيع على مستوى العالم.
وتتزايد المخاوف من أن التعامل مع تقارير الجلطات الدموية سيؤثر على ثقة اللقاح.
وحثت مفوضة الاتحاد الأوروبي للصحة، ستيلا كيرياكيدس، يوم الثلاثاء الدول على استخدام كل جرعات اللقاحات الخاصة بها.
وقالت كيرياكيدس إن "بدء التطعيم هو مفتاح أكثر من أي وقت مضى لتقليل عدد المصابين".
وأشارت كيرياكيدس إلى التوترات بين شركة "أسترازينيكا" والاتحاد الأوروبي بشأن فشل شركة الأدوية في تقديم أكبر عدد من الجرعات المتعاقد عليها، ولكنها قالت إن على الدول المضي قدماً في التطعيمات.
ولفتت كيرياكيدس: "نحن ندرك التحديات الكبيرة والمؤسفة فيما يتعلق بالإنتاج والتسليم، ولكننا نحث الدول الأعضاء على استخدام جميع الجرعات المتاحة لأننا نرى حالياً نسب الجرعات المتاحة المستخدمة تتراوح من 50 إلى 100% عبر الدول الأعضاء"، وأضافت: "كل جرعة مهمة وكل جرعة توفر درعاً وقائياً للعاملين الصحيين، والفئات الأكثر ضعفاً، وكبار السن".
وأظهرت بيانات المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها حتى يوم الاثنين أن الاتحاد الأوروبي والدول المرتبطة به لديهم نحو 8 ملايين جرعة غير مستخدمة من لقاح "أسترازينيكا".
وحذر كبير الباحثين في تجارب لقاح "أكسفورد - أسترازينيكا"، أندرو بولارد، أنه مهم للغاية عدم إثارة مخاوف الأشخاص من تلقي التطعيم لأن البلدان في أوروبا تشهد موجة ثالثة من الإصابات، مشيراً إلى أنه يبدو من البيانات التي وردت من المنظمين أنه "لا توجد إشارة على وجود مشكلة".
وقال بولارد في مقابلة إذاعية: "من المهم أن يكون هناك تقييم دقيق لهذه الحالات، ومن الواضح أنه تم الإبلاغ عنها في دولتين في جميع أنحاء أوروبا، لذلك يجب النظر إليها عن كثب لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء غير عادي عنها ... ولكن في غضون ذلك، نحتاج حقاً إلى التأكد من حماية الناس ضد كوفيد-19".
وقالت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا يوم الاثنين، إنها لم تشهد أي زيادة في جلطات الدم في المملكة المتحدة، حيث تم إعطاء أكثر من 11 مليون جرعة من لقاح "أسترازينيكا".
وتعد المملكة المتحدة، حيث تم تطوير لقاح "أكسفورد- أسترازينيكا" ويتم تصنيعه، من بين العديد من البلدان التي لا تزال متمسكة باللقاح.
وأعلنت كل من بلجيكا، وأستراليا، وبولندا، ونيجيريا، والمكسيك، والفلبين أنها ستواصل استخدام اللقاح مع تقدم التحقيقات.
وبعد أن أصبحت أول دولة خارج أوروبا تؤجل طرح لقاح "أكسفورد-أسترازينيكا"، قالت تايلاند يوم الاثنين إنها ستستمر في تلقي الجرعات.
وتلقى رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أو تشا وأعضاء حكومته جرعاتهم الأولى من اللقاح يوم الثلاثاء، خلال بث مباشر.
وقال برايوت بعد تلقيه التطعيم إن "هذا سيبني الثقة بين عامة الناس لتلقي التطعيمات التي تنظمها الحكومة".