دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أوضحت دراسة حديثة أجريت على مرضى بمستشفى واحد في لندن أن الأعراض الشديدة التي تأتي مع متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C)، وهي حالة نادرة وخطيرة مرتبطة بـ"كوفيد-19"، تتلاشى في غضون ستة أشهر بعد دخول المستشفى.
ونظرت الدراسة، التي نُشرت يوم الإثنين في مجلة "The Lancet Child & Adolescent Health"، في نتائج نصف عام تقريباً لحوالي 46 طفلاً، عُولجوا من متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال.
وبعد مرور ستة أشهر من خروجهم من المستشفى، لا يبدو أن معظم الأطفال في الدراسة يعانون من استمرارية الأعراض الشديدة المرتبطة بهذه الحالة مثل مشاكل في المعدة، والالتهابات، ومشاكل عصبية، وتشوهات في القلب.
ورغم استمرار معظم الأعراض لبعض الأطفال، إلا أنها لم تؤثر على قدرتهم على أداء المهام اليومية. ولكن، يعتقد المؤلفون أن بعض الأطفال في الدراسة، لا يزالوا بحاجة إلى متابعة مشاكل الصحة العقلية.
وفيما يتعلق بقدرة الأطفال على المشي، وجد تقييم أنه كان هناك 18 طفلاً منهم في واحدة من أدنى النسب المئوية التي من المفترض أن يكون فيها الأطفال متقدمين تنموياً.
وبسبب عدم وجود أطفال غير مرضى في الدراسة، لم يكن واضحاً ما إذا كان هذا متعلقاً بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال.
وأظهرت بعض الدراسات السابقة أن الوباء تسبب في تأخر نمو بعض الأطفال.
ويعتقد المؤلفون أن بعض الأطفال في الدراسة لا يزالوا بحاجة إلى متابعة صحتهم العقلية. كما يبدو أن بعض الأطفال يجدون صعوبة في ممارسة الرياضة بسبب الإرهاق المستمر.
وبالتالي، تم تشجيع الأطباء وأولياء الأمور على الاستمرار في مراقبة الأطفال عن كثب.
ويُذكر أن الدراسة قد نظرت في عدد صغير من الأطفال الذين كانوا في مستشفى واحد، لذلك من المهم توسيع نطاق البحث، ومحاولة فهم ما إذا كانت هذه النتائج ستكون نفسها لجميع الأطفال الذين يعانون من متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة، ومن ضمنهم أولئك الذين لم يحتاجوا إلى دخول المستشفى.
وقال المؤلف المشارك للدراسة، الدكتور جاستن بينر، الذي يعمل في قسم الأمراض المعدية للأطفال بمستشفى "جريت أورموند ستريت"، وهو المستشفى الذي اعتنى بالأطفال في الدراسة: "يجب المراقبة عن كثب كلا من الإرهاق المستمر وصعوبة التمرين وتأثيرات الصحة العقلية التي رأيناها لدى بعض الأطفال، والتي يمكن أن تتداخل مع الحياة اليومية.. ويجب أن يستمر المرضى في الحصول على الدعم من قبل فرق طبية مع مجموعة من التخصصات".
متابعة صحة المريض أمر ضروري
وتحدث الدكتور برنهارد فيدرمان، وهو أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن أهمية هذه النتائج رغم أن الدراسة صغيرة، ولم يعرف الأطباء الكثير عن كيفية علاج الأطفال المرضى خلال فترة الوباء.
وبالاشتراك مع المؤسسات الوطنية للصحة، يعمل نظام فيدرمان الصحي على دراسة لفهم "الأعراض طويلة المدى".
وهناك عيادات تحرص على تزويد الأطفال، الذين أصيبوا بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال، وكذلك أولئك الذين أصيبوا بعدوى "كوفيد-19"، بالموارد التي يحتاجون إليها على المدى الطويل.
وقال فيدرمان: "من الباكر جداً أن نقول أي شيء عن الأمور النفسية والعصبية، لقد مر أكثر من عام بقليل منذ ظهور حالتنا الأولى.. ولكن، يبلي معظم الأطفال بلاءً حسناً بشكل عام".
وقالت الدكتورة آن رولي، وهي أخصائية الأمراض المعدية في مستشفى لوري للأطفال بشيكاغو: "نحن مستمرون في متابعة هؤلاء المرضى، وسنراهم بعد ستة أشهر وسنة. يجب أن نكون أكثر حذراً، كما هو الحال مع كوفيد-19، حتى نعرف المزيد".
ورغم أن آن رولي تشعر بالتفائل من رؤية نتائج هذه الدراسة، التي تظهر أن متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال هي نادرة الحدوث، إلا أنها أوضحت قائلة: "إذا أصيب بها طفلك، فسيكون ذلك مدمراً"، متأملة أن يضع الناس ذلك في الاعتبار وأن يتم تطعيمهم.