دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة عن أن ارتفاع ضغط الدم لدى الشباب البالغين، يرتبط بصغر حجم الدماغ، وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
والبالغون الذين تمّ تشخيصهم بأنهم يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، وتتراوح أعمارهم بين 35 و44 عامّا، يُعتبر حجم أدمغتهم أصغر، واحتمال إصابتهم بالخرف أكبر مقارنة مع البالغين من جيلهم الذي لا يعانون من ذلك، بحسب ما كشفت دراسة نُشرت الإثنين في المجلة العلمية "Hypertension"، الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية.
وقال البروفسور في علم الأعصاب جايمس غالفن، من جامعة "Miami’s Miller School of Medicine" في ولاية فلوريدا الأمريكية، والذي لم يُشارك في وضع الدراسة، إنّه سُجّل لدى البالغين ما دون سن الـ35 عامًا، والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، انكماشًا في حجم الدماغ مقارنة بمن هم من جيلهم الذين يتمتعون بمعدلات ضغط دم طبيعية. مضيفًا أنّه قد ينجم عن ذلك تداعيات صحية سلبية.
ورأى غالفن أنّ "حجم الأدمغة الأصغر لدى الشباب الناجم عن ارتفاع ضغط الدم، قد يُعرّضهم مستقبلًا لخطر الإصابة بالخرف".
وقد استخدم الباحثون تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) على 11،999 شخصًا من عمر الـ55 عامًا وما دون، إذ أكّد تشخيصهم أنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم مقارنة مع 11،999 شخصًا لا يعانون من ذلك.
أما المعلومات الخاصة بالمشاركين في الدراسة، فكان مصدرها مصرف المملكة المتحدة البيولوجي"UK Biobank"، الذي يحتوي على قاعدة بيانات صحية لنحو نصف مليون شخص. وقد تابع واضعو الدراسة المشاركين لمدة وسطية قُدّرت بـ11،9 سنة، لدراسة ما إذا كانوا قد أُصيبوا بالخرف.
وأوضح المؤلف الأول للدراسة، وبروفيسور طب العيون الوبائي في جامعة ملبورن في استراليا، الدكتور مينغانغ هيه في بيان، أنّ الإصابة بارتفاع بضغط الدم شائع لدى الفئة العمرية 45 - 64 عامًا، وهي تؤثر على صحة الدماغ، وتتسبب بالإصابة بالخرف في عمر متأخر، لكن حتى الآن المعلومات المتوافرة حول كيف يؤثّر سنّ الإصابة وارتفاع ضغط الدم ّعلى العلاقة مع الأمراض الأخرى، لا تزال قليلة.
وتابع هيه أنه "إذا كان هذا صحيحًا، فإن الأمر يعطينا دلالات مهمة للعمل على تأخير الإصابة بارتفاع ضغط الدم، الذي قد يكون بدوره مفيدًا لتجنّب الإصابة بالخرف".
وقالت عميدة جامعة " University of Kentucky College of Public Health" في ليكسنغتون، الدكتورة دونا أرنيت والتي لم تُشارك في الدراسة، إنّ "صغر حجم الدماغ يشير إلى أنّ هناك خسائر في الخلايا العصبية وفي العلاقة القائمة بينها".
ورأى غالفن أن حجم الدماغ الأكبر يشي بأن العمل الإدراكي لدى هذا الشخص أفضل، بينما يرتبط صغر حجم الدماغ بنمو الخرف. موضحًا أنّ ارتفاع ضغط الدم يؤثر على اندفاع الدم نحو الدماغ، ويُحتمل أن يُضر ببنيته، مضيفًا، أنه في حال تُرك من دون علاج، فقد يؤثر على عمل الدماغ.
ولفتت أرنيت إلى أن هذا الأمر مع الوقت، يؤثر أكثر على الشباب لأنهم يمضون وقتًا أطول من حياتهم يعانون من ضغط الدم على الدماغ.
كيف تحمي نفسك من ارتفاع ضغط الدم في كل مراحل حياتك؟
وأوضحت أرنيت أنه من المهم الاهتمام بصحة الدماغ منذ الصغر تحسّبًا لارتفاغ ضغط الدم، الذي يمكن ان يكون له تداعيات صحية سلبية، مثل تصغير حجم الدماغ والخرف.
وقال زميل "الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب" الدكتور غلن فيني المشارك في الدراسة، إن ممارسة الرياضة على نحو كافٍ، واتباع حمية غذائية صحية يساعد في خفض ارتفاع ضغط الدم. ويتضمن جزء من الحمية الغذائية تناول الكحول على نحو معتدل، والمحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية، مضيفًا أنّ التخفيف من تناول الملح قد يساعد في خفض ضغط الدم.
ويرى أن تغيير نمط الحياة غير كاف، إذ يُنصح باستشارة الطبيب المختص للحصول على توصية منه للدواء الذي يفترض تناوله لخفض ضغط الدم.
ووفقًا لغالفن، فإنّ العوامل الأخرى التي يُفترض التخفيف من حدّتها لأنها تزيد من مخاطر الإصابة بالخرف، هي: البدانة المفرطة، والسكري، والكوليستيرول المرتفع، والتدخين.
ورأت فيني أن هذه الدراسة تُعيد التأكيد على ضرورة إجراء الشباب لفحص طبي منتظم، والاهتمام بصحتهم في وقت مبكر.