دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يقول خبراء الصحة إن المتحور الجديد من فيروس كورونا، "أوميكرون" قد يدفع إلى العودة إلى تدابير كوفيد-19 الأكثر صرامة إذا لم يتلق عدد كافٍ من الأشخاص التطعيم أو الجرعة المعززة.
أدى متحور "أوميكرون" - أو السلالة B.1.1.529 من فيروس كورونا المستجد - بالفعل إلى فرض حظر السفر الدولي، ووصفته منظمة الصحة العالمية رسميًا الجمعة بأنه "مثير للقلق".
وصرحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في تحديث يوم السبت أنه لم يتم اكتشاف المتحور الجديد في الولايات المتحدة حتى الآن.
ولفت الدكتور فرانسيس كولينز، مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية إلى أنه من المرجح ظهور حالات إصابة بالمتحور الجديد، وقال لـ CNN يوم الأحد: "يجب أن نضاعف جهودنا لاستخدام الأدوات التي لدينا، وهي اللقاحات والجرعات المعززة - والتأكد من أننا نرسلها إلى بقية العالم أيضًا".
وأضاف: "هذا يعني أيضًا أننا بحاجة إلى الانتباه إلى استراتيجيات التخفيف التي سئم الناس منها، مثل ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي".
لماذا يبدو "أوميكرون" مختلفًا عن المتحورات الأخرى
مع استمرار انتشار فيروس كورونا، من المتوقع حدوث طفرات جديدة ومتحورات جديدة.
قال الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون: "لقد رأينا الكثير من المتحورات تظهر خلال الأشهر الخمسة أو الستة الماضية، ومعظمها لم يصل إلى مستوى هذا المتحور الذي يبدو مختلفًا".
وأوضح علماء الوراثة في جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي أن متحور يحتوي على عدد كبير بشكل غير عادي من الطفرات، مع أكثر من 30 طفرة في البروتين الشائك للفيروس، وهو الهيكل الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى الخلايا التي يهاجمها.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي يوم الأحد إن "10 أو أكثر" من الطفرات موجودة في مجال ربط المستقبلات، والتي "تلتصق بالخلايا الموجودة في البلعوم الأنفي والرئتين".
وأضاف فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية: "بعبارة أخرى، تشير ملامح الطفرات بقوة إلى أنها ستكون لها ميزة في قابلية الانتقال".
وعادة ما يستغرق الأمر عدة أشهر حتى تصبح هذه السلالات من الفيروس هي المهيمنة، أي الأكثر انتشارًا في منطقة واحدة، إلا أن هذا المتحور الجديد أصبح مهيمنًا بسرعة كبيرة في جنوب إفريقيا في المناطق التي رصد فيها - في غضون أيام إلى أسابيع، بدلاً من شهور"، حسبما ذكره جها.
وأضاف جها: "الآن، عدد الإصابات في جنوب إفريقيا منخفض جدًا، لذا يمكن أن يكون ذلك لأسباب أخرى أيضًا - ليس فقط لأنه أكثر قابلية للانتقال. ولكن السرعة التي بدأ بها هذا المرض تختلف حقًا عن أي شيء رأيناه من قبل".
وقال كولينز إنه لم يتضح بعد ما إذا كان المتحور أوميكرون أكثر عدوى من متحور "دلتا"، إلا إنه "يظهر بالتأكيد بوادر القدرة على الانتشار بسرعة، وما لا نعرفه هو ما إذا كان بإمكانها منافسة دلتا".
وأشار أيضًا إلى إنه من السابق لأوانه أيضًا معرفة ما إذا كان المتحور "أوميكرون" يسبب مرضًا أكثر خطورة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة سيلين غوندر، اختصاصية الأمراض المعدية وعالمة الأوبئة، لـ CNN: "لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن أوميكرون"، وأضافت "ما زلنا نتعلم، وأعتقد أنه كما قلنا في وقت مبكر جدًا من الجائحة، فإن الأوبئة لا تتعلق بالذعر بل بالسياسات والبروتوكولات والممارسات، وهذا يعني في هذه الحالة القيام بعمل توصيف الفيروس".
لا تتفاجأ بالقيود المتجددة للحماية من كوفيد-19
أبلغ عدد متزايد من البلدان عن حالات مؤكدة لمتحور "أوميكرون"، بما في ذلك كندا، حيث أكد مسؤولو الصحة يوم الأحد وجود حالتي إصابة بالمتحور الجديد في أوتاوا، أونتاريو.
وقالت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الصحة كريستين إليوت والمدير الطبي للصحة الدكتور كيران مور في بيان مشترك إن كلا الشخصين سافرا مؤخرًا من نيجيريا وهما يخضعان للعزل الصحي.
وقال الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إنه إذا لم يكن متحور "أوميكرون" موجودًا بالفعل في الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يظهر "قريبًا".
مزيد من الأسباب للحصول على التطعيم أو التعزيز
تلقى حوالي 59% من الأمريكيين التطعيم بشكل كامل ضد كوفيد-19، وحوالي 19% ممن تلقوا التطعيم بالكامل تلقوا جرعةً معززةً، وفقًا لبيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
بينما يختبر صانعو اللقاحات فعاليت الجرعات ضد متحور "أوميكرون" الجديد، قال خبراء الصحة إنه من المهم لأي شخص مؤهل للحصول على لقاح كوفيد-19 أو الجرعة المعززة أن يفعل ذلك الآن.
وقدم فاوتشي نصيحة مماثلة، قائلًا: "إذا كان هناك سبب على الإطلاق لتعزيز الأشخاص الذين تلقوا التطعيم، وتطعيم الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح بعد، فهذا هو".
وأوضح فاوتشي أنه "إذا مضى على تلقيك الجرعة الثانية من لقاح "فايزر" أو "مودرنا" 6 أشهر أو أكثر فاحصل على جرعة معززة، وإذا مضى على تلقيك جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون، فاحصل على جرعة معززة.
يعتقد فاوتشي أن اللقاحات الحالية - وخاصة الجرعات المعززة - ستساعد على الأقل إلى حد ما ضد متحور "أوميكرون"، ويشرح أنه "عندما تحصل على الجرعة المعززة، فإن مستوى الأجسام المضادة الخاص بك يرتفع بشكل كبير، أعلى بكثير مما كان عليه في ذروته بعد الجرعة الثانية".
وأعلنت شركة "موديرنا" أنها تختبر قدرة لقاح كوفي-19 على تحييد "أوميكرون"، ومن المتوقع صدور البيانات خلال الأسابيع المقبلة، وقالت الشركة إنها تختبر أيضًا جرعة معززة أكبر ومعزز خاص بـ"أوميكرون" في حالة عدم فعالية اللقاح والجرعة المعززة الحاليين بشكل كافٍ ضد المتحور الجديد.
وإذا قرر العلماء أن هناك حاجة لجرعة لقاح خاص بأوميكرون، "نعتقد أنه في غضون أسابيع إلى ربما شهرين إلى ثلاثة أشهر، سنكون قادرين على الحصول على لقاح معزز خاص بأوميكرون متاح للاختبار"، حسبما قاله كبير المسؤولين الطبيين لدى موديرنا، الدكتور بول بيرتون الأحد.
وتحقق أيضًا الشركة الألمانية "بيونتك"، التي دخلت في شراكة مع "فايزر" لصنع لقاح مضاد لكوفيد-19، في تأثير "أوميكرون" على لقاحها، مع توقع صدور البيانات في الأسابيع المقبلة.
وأعلنت شركة جونسون آند جونسون أنها تختبر أيضًا فعالية لقاحها ضد متحور "أوميكرون".
ومن جهتها، قالت شركة مودرنا إن متحور "أوميكرون" يمكن أن يمثل تحديًا، موضحًة أن "مزيج الطفرات يمثل خطرًا محتملًا كبيرا لتسريع تضاؤل المناعة الطبيعية والمناعة التي يسببها اللقاح".
لكن جها قال إنه لا يعتقد أن المتحور الجديد يعني أن "اللقاحات ستصبح عديمة الفائدة".
وأضاف جها: "أعتقد أن هذا غير محتمل للغاية، والسؤال هو، هل هناك تأثير صغير على فعالية اللقاح، أم أنه تأثير كبير؟"
"أسبوعان من عدم اليقين"
وقال بيرتون من شركة "موديرنا" إنه قبل أن يتمكن العلماء من تحديد مدى فعالية اللقاحات الحالية ضد "أوميكرون"، "علينا أن نقضي أسبوعين من عدم اليقين".
وأشار بيرتون لـCNN الأحد إلى أن "هناك ثلاثة أسئلة نحتاج حقًا إلى إجابات عليها هي ما مدى قابلية انتقال هذا المتحور؟ ما مدى شدته؟ وهل ستكون الأجسام المضادة المنتجة استجابة للقاحات الحالية فعالة؟ ولن نعرف (الإجابة على) السؤال الأخير لبضعة أسابيع"
وتابع: "ما نعرفه هو أن التطعيم يعد أفضل وسيلة للحماية، وإذا لم تتلق التطعيم، فاحصل على اللقاح، والآن أصبح كل شخص فوق عمر 18 عامًا مؤهلًا لتلقي الجرعة المعززة، لذلك إذا كنت مؤهلاً فاحصل عليها أيضًا ".
وأضاف: "من خلال القيام بذلك، نعلم على الأقل أنك ستحصل على السطر الأول من الحماية الحرجة. وبعد ذلك بالطبع، هناك عوامل إضافية أبسط يمكنك القيام بها مثل غسل اليدين، والالتزام بمسافة التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات حسب ما تقتضيه الظروف المحيطة"، مشيرًا إلى أنه في الوقت الحالي، وحتى نعرف بالضبط ما يحدث، ستكون تلك الإجراءات حاسمة في خط دفاعنا".