دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت النتائج المحدّثة أن عقار شركة "فايزر" التجريبي لعلاج "كوفيد-19" يقلّل من خطر دخول المستشفى والوفاة بنسبة 89% إذا أعطي للبالغين المعرضين لمخاطر عالية في غضون أيام قليلة من ظهور الأعراض الأولى، حسبما أعلنته الشركة في بيان صحفي، الثلاثاء.
وتأمل الشركة أن تتمكن من تقديم العقار، تحت اسم "باكسلوفيد"، للناس قبل أن يعانوا من المرض بدرجة كافية للذهاب إلى المستشفى.
ويجمع "باكسلوفيد" بين دواء جديد مضاد للفيروسات يُدعى "نيرماتريلفير" وعقار أقدم يُسمى "ريتونافير".
وبعد شهر من المتابعة، وجدت الدراسة خمس حالات دخول إلى المستشفى، ولم تحدث وفيات بين 697 شخصًا تلقوا العقار خلال الأيام الثلاثة الأولى من ظهور الأعراض. ومن بين 682 الذين تلقوا العلاج الوهمي، نقل 44 شخصًا إلى المستشفى، توفي 9 منهم. ولم يتلق جميع البالغين اللقاح في هذه الدراسة.
وإذا أُعطي العقار خلال الأيام الخمسة الأولى من الأعراض، كانت الفعالية مماثلة، أي نسبة 88%.
وتعزز هذه النتائج إعلان مماثل من الشركة صدر الشهر الماضي، عندما لم ترِد جميع البيانات بعد.
وجاء في البيان أن البحث أظهر أيضًا "انخفاضًا تقريبيًا بمقدار 10 أضعاف في الحمل الفيروسي في اليوم الخامس، مقارنةً بالدواء الوهمي".
ومن جانبه، قال الدكتور ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر" في بيان يوم الثلاثاء إن "هذا يؤكد قدرة العلاج المرشح على إنقاذ حياة المرضى في جميع أنحاء العالم، سواء تلقوا التطعيم أم لا".
وأشار إلى أن "المتحورات الناشئة المثيرة للقلق، مثل أوميكرون، أدت إلى تفاقم الحاجة إلى خيارات العلاج التي يمكن الوصول إليها لأولئك الذين يصابون بالفيروس"، مضيفًا: "نحن على ثقة من أن هذا العلاج المحتمل، إذا حصل على التصريح أو الموافقة عليه، يمكن أن يكون أداة حاسمة للمساعدة في قمع الجائحة".
وتقول الشركة إنها تتوقع أن يحتفظ العقار بنشاطه ضد المتحورات مثل "أوميكرون"، ويبدو أنه يفعل ذلك من خلال الاختبارات المعملية، إذ أنه أن يمنع إنزيمًا يشارك في التكاثر الفيروسي، وهذا يختلف عن البروتين الشائك الموجود على سطح الفيروس، والذي أدت طفراته العديدة إلى تصعيد القلق العالمي حول المتحور.
وأعلنت "فايرز" أنها شاركت هذه البيانات الأخيرة مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كجزء من تطبيقها المستمر لترخيص الاستخدام في حالات الطوارئ.
وأضاف بيان "فايزر" أنه "من المتوقع إصدار بيانات الدراسة الكاملة في وقت لاحق من هذا الشهر وتقديمها إلى منشور تمت مراجعته من قبل النظراء".
ولم يتم تحديد موعد من قبل اللجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء والتي من المتوقع أن تعطي رأيها في العلاج.
ووفقًا للشركة، وجدت دراسة منفصلة ومستمرة أيضًا أن عقار "باكسلوفيد" قد يقلّل من خطر دخول المستشفى عند إعطائه للبالغين غير المعرضين لخطر كبير، والذي يتضمن مزيجًا من البالغين غير الملقحين والأشخاص الملقحين الذين لديهم عامل خطر واحد على الأقل للإصابة بمرض خطير.
وتظهر أحدث البيانات 10 حالات دخول إلى المستشفى لدى المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي، مقابل ثلاثة من أولئك الذين يتلقون عقار "باكسلوفيد"، وكل مجموعة تضم نحو 430 شخصًا.
ومع ذلك، فقد تم تصميم الدراسة في المقام الأول للنظر في قدرة الدواء على تحسين جميع الأعراض لمدة أربعة أيام متتالية، وهي نقطة نهاية لم يحققها الدواء عند مقارنته بمجموعة الدواء الوهمي، ولم تحدث وفيات في تلك الدراسة.
وتعرّضت نسبة ما بين 20 و25% من مجموعات العلاج والعلاج الوهمي في كل دراسة لأحداث سلبية، غالبيتها كانت خفيفة. وفي دراسة البالغين المعرضين لمخاطر عالية، كان الأشخاص الذين تلقوا العقار أقل عرضة لحدث ضار خطير أو التوقف عن تناول الدواء لهذه الأسباب.
وقبل شهر، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها ستشتري 10 ملايين دورة علاجية مقابل 5.295 مليار دولار. وقالت في ذلك الوقت، في حالة الحصول على إذن من قبل إدارة الغذاء والدواء، يمكن تقديم الدورات الأولى بحلول نهاية العام.
وتتكون دورة علاج "باكسلوفيد" التي تستغرق خمسة أيام من ثلاثة أقراص يتم تناولها مرتين في اليوم.
و"باكسلوفيد" ليس العقار الوحيد المضاد للفيروسات في طور الحصول على إذن إدارة الغذاء والدواء، إذ أوصى مستشارو إدارة الغذاء والدواء بعقار شركة "ميرك"، أي "مولنوبيرافير"، في تصويت 13-10 في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أن أظهرت البيانات أنه يقلّل من خطر دخول المستشفى أو الوفاة بنسبة 30% بين البالغين المعرضين لخطر كبير.
وكان هذا أقل من تحليل سابق يشير إلى أن هذا الرقم يمكن أن يكون حوالي 50%، ولم تعلن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ما إذا كانت ستأذن بالعلاج.