دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال مسؤولو الصحة الأمريكيون، الأربعاء، إنهم متأهّبون لهجوم ضارٍ سيشنّه متحوّر فيروس كورونا "أوميكرون" السريع الانتقال، لكنّهم لفتوا إلى أنّ كل شيء سيكون على ما يرام في حال تحصّن الناس وأخذوا الجرعة المعززة من اللقاح.
ورأى المسؤولون أنه لا توجد حاجة إلى لقاحات خاصة بالمتحوّرات، وأعادوا التعريف بمعنى التحصين بالكامل، مشيرين إلى أنّ على الأمريكيين الحصول على جرعات معززة لأنه الأمر العقلاني الذي يفترض القيام به.
ولفتوا إلى أنّ متحوّر "دلتا" يتسبّب بالكثير من الخراب بمفرده. وترجّح المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها زيادة في معدل الوفيات الناجم عن "كوفيد-19" في الأسابيع المقبلة، متوقعةً وفاة بين 837 و845 ألف شخص بحلول 8 يناير/كانون الثاني.
ووفق بيانات جامعة جونز هوبكنز فإن معدّل الإصابات المسجّلة يوميًا بـ"كوفيد-19" يناهز 120 ألف حالة، أي 50% أعلى من النسبة المرصودة الشهر الماضي، ويفارق الحياة أكثر من 1200 شخص يوميًا، كمعدّل وسطي.
وقال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فاوتشي لـCNN: "نحن في خضم موجة دلتا حاليًا".
ولفت إلى أنه "لهذه الأسباب نشجّع الأشخاص على أخذ اللقاح إن لم يقدموا بعد على ذلك. لكن، الأهم، أن يحصل المطعّمون بالكامل على الجرعة المعززة".
وأوضح فاوتشي أنه ليس لديه شكوكًا حول أنّ متحوّر "أوميكرون" سيُصيب الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم.
ليس هناك شك بحصول حالات من عدوى الاختراق
وقال فاوتشي إنّه "لا شكّ في أنّنا سنشهد حالات اختراق للعدوى". وعند سؤاله عمّا إذا كان هذا يعني أنّ على الحكومة الفدرالية إعادة تعريف ما يعنيه التحصين بالكامل، أجاب فاوتشي إنّ هذا أمرًا غير مهم فعليًا.
وأوضح فاوتشي: "نحن نعلم ما هو الأفضل. والأفضل هو الحصول على الجرعة المعززة. ولذلك، بدلاً من القلق بشأن تحديد معنى التحصين بالكامل وغير الكامل، ها أنا أخبر الناس أن الحل الأفضل للتحصين هو أخذ الجرعة المعزّزة إن سبق وتلقيتم اللقاح، أو خذوا اللقاح. هذه هي الرسالة، ولا تقلقوا بشأن التعريف".
في الوقت الحالي، تعتبر الحكومة الفيدرالية الأشخاص المحصّنين بالكامل، من تلقوا جرعتين من لقاح "مودرنا" أو "فايزر"، أو جرعة واحدة من لقاح "جونسون آند جونسون"، رغم التوصيات القوية لإضافة جرعة إلى أي من تلك اللقاحات.
وقال فاوتشي إن الأمر الأهم هو تلقيح المزيد من الناس. وأشار إلى أنّ الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم غير المحصّنين، وقال: "إننا سنشهد موجة من متحوّر أوميكرون لا يمكن تفاديها نظرًا لخاصية انتقاله السريع جدًا"، مضيفًا: "لدينا الأدوات القوية لمواجهته، لكننا نحتاج فقط لتطبيقها".
وذكر صانعو اللقاحات أنهم يعملون على تجهيز تركيبات من لقاحاتهم قد تحمي من متحوّر "أوميكرون" على وجه التحديد، لكن، فاوتشي قال إن ما من حاجة إليها حتّى الآن.
وصرح فاوتشي في لقاء إعلامي في البيت الأبيض الأربعاء أنه "في هذه المرحلة، ما من حاجة إلى مُعززات خاصة بالمتحوّر".
قطار الشحن "أوميكرون" انطلق
وقال أخصائي اللقاحات، وعميد الطب الاستوائي في كلية "بايلور" للطب، الدكتور بيتر هوتيز، لـCNN إنه ربما قد فات الأوان لذلك على أي حال.
وأوضح هوتيز: "سيستغرق صنع ذلك وقتاً. إنّهم يتحدثون عن ربما 3 إلى 4 أشهر. وقطار الشحن وصل"، مضيفاً: "يبدو أنه سيتفشى مع اقتراب عيد الميلاد، ولذلك، لن يكون هناك حقيقة وقتًا كافيًا للحصول على هذا المعزز من أجل إحداث فرق مُجدي".
متغير "أوميكرون" يتهرّب من لقاح صيني
وأشارت المزيد من الدراسات إلى أن اللقاحات الحالية لن تحمي الأشخاص بشكل كامل من العدوى. وكشفت دراسة مثيرة للقلق وضعها باحثون في هونغ كونغ إلى أنّ لقاح "سينوفاك" الصيني، أحد أكثر اللقاحات انتشاراً، لا يوفر أجساماً مضادة كافية للحماية من متحوّر "أوميكرون".
واختبر الباحثون عينات من متغير "أوميكرون" في دم مأخوذ من 25 شخصاً تلقوا الجرعتين، إمّا من لقاح "كورونافاك" من "سينوفاك"، أو "فايزر/بيو إن تك".
وجاء في تقرير أولي لهم نُشر عبر الإنترنت أنه "لم يكن لدى أي من الأشخاص الذين تلقوا كورونافاك جسمًا مضادًا يبطل مفعول متحوّر أوميكرون".
ووفق الباحثين سينشر التقرير في المجلة العلمية "Clinical Infectious Diseases".
وأظهر الدم المأخوذ من الأشخاص الذين حصلوا على لقاح "فايزر/بيو إن تك" أيضاً تراجعًا في الاستجابة المناعية لعينات "أوميكرون"، مع إنتاج 20% إلى 24% فقط من العينات أجساماً مضادة تبطل مفعوله، وفقاً للدراسة التي أجراها كلفن كاي وانغ تو وزملائه في جامعة هونغ كونغ.
وأظهرت دراسة أجراها باحثون أمريكيون أن الحماية من جرعتين من لقاح "مودرنا" تتلاشى، ولكن تُعيد جرعة معززة الكثير منه، حتّى ضد متغير "أوميكرون".