دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يؤد الإغلاق الكبير الذي فُرض في الفترة الممتدة بين مارس/ آذار ويونيو/ حزيران 2020، فقط إلى الإقبال على شراء أوراق الحمام والكمامات ومعقمات اليدين.
تحليل جديد لمبيعات المشروبات الكحولية لعينة أجريت في الولايات الأمريكية، كشف ارتفاعًا أيضًا في شراء المشروب المقطر والنبيذ بدافع الذعر. ومع ذلك، ظلت مبيعات الجعة ثابتة أو متراجعة في معظم الولايات.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، بريان كويجلي، وهو باحث وأستاذ مساعد للطب في كلية جاكوبس للطب والعلوم الطبية الحيوية في جامعة بافالو في نيويورك: "إن فهم كيفية تغيير سلوك شراء المشروبات الكحولية بفعل أحداث مثل كوفيد-19، أمر مهم لأنه من المعروف أن الإفراط في تناول الكحوليات مرتبط بالعديد من المشكلات الاجتماعية، لا سيما داخل المنزل".
وقال المؤلف المشارك للدراسة ينججي، الأستاذ المساعد في قسم الجغرافيا بجامعة بافالو: "تشير نتائجنا إلى الحاجة إلى وضع سياسة أكثر شمولية تتعلق بتوافر المشروبات الكحولية، إن كان يفترض اعتبارها منتجًا أساسيًا".
وأضاف: "نأمل في أن يساعد هذا مجتمعنا ككل في معالجة المشاكل المتعلقة بالإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية وسط أزمة الصحة العامة".
وفحصت الدراسة، التي نُشرت الأربعاء في مجلة PLOS ONE، مبيعات المشروبات الكحولية الشهرية التي أعلنها المعهد الوطني الأمريكي لتعاطي وإدمان الكحول بين مارس/ آذار ويونيو/ حزيران 2020، وقارنت تلك البيانات بالأشهر نفسها من عامي 2018 و 2019.
وقام فريق البحث أيضًا بتحليل بيانات مجهولة المصدر من أكثر من 45 مليون جهاز رقمي، وتتبع الزيارات إلى الشركات التي تُباع فيها المشروبات الكحولية.
وحلّلت الدراسة مبيعات المشروبات الكحولية في 14 ولاية أمريكية، وتحتوي قاعدة البيانات الفيدرالية على بيانات مبيعات كاملة لها، مثل ألاسكا، وأركنساس، وفلوريدا، وإلينوي، وكانساس، وكنتاكي، ولويزيانا، وماساتشوستس، وميسوري، ونورث داكوتا، وأوريجون، وتكساس، وفيرجينيا، وويسكونسن.
وكان لدى الولايات المختلفة تفضيلات مختلفة حول أفضل خياراتها من المشروبات الكحولية، وفقًا للبيانات.
وبشكل عام، انخفضت مبيعات البيرة في جميع الولايات التي شملتها الدراسة، باستثناء كانساس، وأركنساس، وتكساس، وهذا الأمر ينسحب على زيارات الحانات.
رغم ذلك، زادت الزيارات إلى متاجر المشروبات الكحولية، وارتفعت مبيعات القوية منها، أو المشروبات الروحية، بنحو 11% كمعدّل متوسط في جميع الولايات التي شملتها الدراسة بين شهري مارس/ آذار ويونيو/ حزيران 2020، مقارنة مع الأعوام السابقة.
وشهدت أربع ولايات زيادات كبيرة، في تكساس وكنتاكي وفيرجينيا وميسوري، حيث زادت مبيعات الخمور بنسبة تراوحت بين 20% و40% خلال تلك الفترة الزمنية.
وارتفعت مبيعات النبيذ في الولايات التي شملتها الدراسة بنسبة 9% بشكل عام في مارس/ آذار من العام الماضي، لكن أركنساس وكنتاكي وفيرجينيا شهدوا "زيادة مستدامة" حتى يونيو/حزيران، بينما أظهرت تكساس زيادة في مبيعات النبيذ في أبريل/نيسان ومايو/أيار ويونيو/حزيران، وفق الدراسة.
وأشارت الدراسة إلى أن ولايات تكساس وكنتاكي وفيرجينيا "استمرت في زيادة مبيعاتها من المشروبات الروحية والنبيذ خلال أشهر مارس/ آذار وأبريل/ نيسان ومايو/ أيار ويونيو/حزيران، والتي يمكن أن تكون إشارات مقلقة لمشكلة استهلاك الكحوليات".
وقال مؤلفو الدراسة إن هذا الارتفاع كان على الأرجح مدفوعًا بالمخاوف من الإصابة بكوفيد-19، والعزلة الاجتماعية، وفقدان الوظائف والمستقبل غير المؤكد، خلال إجرائها.
مخاطر استهلاك المشروبات الكحولية
قد يكون للزيادة في استهلاك المشروبات الكحولية تأثير كبير على الصحة.
ويُعتقد منذ فترة طويلة أن استهلاك المشروبات الكحولية مفيد للقلب، إلا أن الدراسات الحالية تُظهر أن أي فائدة للقلب قد تفوقها المخاطر الصحية الأخرى المرتبطة باستهلاك المشروبات الكحولية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والتهاب البنكرياس، وبعض أنواع السرطان، إلى تلف الكبد.
كما أن النساء اللواتي يستهلكن المشروبات الكحولية هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، إذ يساهم الكحول بحوالي 6% من الخطر الإجمالي، ربما لأنه يزيد من بعض الهرمونات الخطرة في الدم.
ويمكن أن يزيد استهلاك المشروبات الكحولية أيضًا من فرص الإصابة بسرطانات الإمعاء والكبد والفم.
ووجدت دراسة أجريت عام 2016، أنه لا توجد كمية من الكحول مفيدة للصحة.
كان الكحول عامل الخطر الرئيسي للإصابة بالأمراض والوفاة المبكرة لدى الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا في جميع أنحاء العالم عام 2016، وهو ما يمثل نسبة تقريبية تمثل واحد من كل 10 وفيات، وفقًا للدراسة.
ووجدت دراسة، أُجريت عام 2016، أنه لا توجد كمية من المشروبات الكحولية مفيدة للصحة.
وكانت المشروبات الكحولية عامل الخطر الرئيسي للإصابة بالأمراض، والوفاة المبكرة، لدى الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا في جميع أنحاء العالم عام 2016، أي نسبة واحد من كل 10 وفيات، بحسب الدراسة.