دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين، إنه لا يزال من السابق لأوانه التنبؤ بما إذا كان الانتشار السريع لمتحور أوميكرون سيساعد في انتقال الفيروس من مرحلة الجائحة إلى مرحلة توطّن يمكن التحكم فيها، آملًا أن يكون الحال كذلك.
والمرض المتوطن له وجود دائم بين السكان، لكنه لا يؤثر على عدد كبير من الناس بشكل مثير للقلق أو يعطل نظام المجتمع، كما هو معتاد عند حدوث جائحة.
ونظرًا لأن متحور أوميكرون قابل للانتقال بشكل كبير، ويبدو أنه أقل احتمالية للتسبب في مرض شديد مثل بعض المتحورات السابقة، فقد يمثل مرحلة انتقالية من جائحة "كوفيد-19" وينقلها إلى مرحلة متوطنة.
وأوضح فاوتشي خلال حدث افتراضي عقده المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الأسبوع أنه "سيكون الحال كذلك فقط إذا لم يظهر متحور آخر يستعصي على الاستجابة المناعية للمتحور السابق".
وأضاف فاوتشي: "كنا محظوظين" لأن متحور أوميكرون لا يشترك في بعض خصائص متحور "دلتا"، لكن الحجم الهائل للأشخاص الذين يُصابون بالعدوى يلغي هذا المستوى الأقل من الإمراضية".
وهذا لا يعني أن الناس يجب أن يحاولوا الإصابة بمتحور "أوميكرون" عن قصد، إذ يحذر الأطباء أن هذه فكرة مروعة لعدة أسباب.
ولا يعني أن المعركة ضد "كوفيد-19" قد انتهت، خاصًة وأن المستشفيات المكتظة تؤخر العمليات الجراحية الاختيارية، والمدارس تغلق أبوابها، وتصبح الدراسة عن بعد.
وعالجت أنظمة الرعاية الصحية - التي يواجه بعضها نقصًا حادًا في العالملين - عددًا أكبر من مرضى "كوفيد-19" خلال الأيام الأخيرة أكثر من أي وقت مضى.
ونُقل ما لا يقل عن 156،676 مريضًا مصابًا بـ"كوفيد-19" في الولايات المتحدة إلى المستشفى يوم الاثنين، وفقًا لبيانات من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
ووفقًا لبيانات من جامعة جونز هوبكنز، تُوفي نحو 1،695 أمريكيًا بسبب "كوفيد-19" يوميًا خلال الأسبوع الماضي.
التقدّم في اللقاحات المستقبلية يتحرك إلى الأمام
وتتوفر لقاحات جديدة قيد التطوير للاستعداد لمزيد من المتحورات.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة "مودرنا"، ستيفان بانسيل، الاثنين، إلى أنه يجب أن يكون لدى "مودرنا" بيانات متاحة عن اللقاح الخاص بمتحور أوميكرون في مارس/ آذار المقبل.
ولفت بانسيل إلى أن جرعة معززة من "كوفيد-19" والإنفلونزا من "مودرنا" يمكن أن تكون متاحة أيضًا في بعض البلدان بحلول خريف 2023.
ويقول الأطباء إن لقاحات "كوفيد-19" والجرعات المعززة تُعد الطريقة الأكثر فعالية لدرء المضاعفات الشديدة لـ"كوفيد-19".
وأثبتت الجرعات المعززة قدرتها على رفع مستويات الأجسام المضادة لدى الشخص بعد أشهر من التطعيمات الأولية، مما يساعد على إبقاء الأشخاص المعرضين لخطر أكبر خارج المستشفى.
وتشير البيانات المبكرة من إسرائيل إلى أن جرعة رابعة من لقاحي "فايزر/ بيو إن تك" أو "مودرنا" يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الأجسام المضادة، أكثر مما لوحظ بعد تلقي الجرعة الثالثة، لكنها لا تزال غير كافية للحماية من عدوى الاختراق المحتمل التي يسببها متحور أوميكرون.
وفي ديسمبر كانون/ الأول العام الماضي، بدأت إسرائيل تجربة جرعة رابعة من اللقاحات للأشخاص الأصحاء قبل إطلاق الجرعة المعززة الإضافية للأشخاص المعرضين للخطر، مما يجعلها أول دراسة من نوعها.
وقالت الدكتورة جيلي ريجيف يوشاي، مديرة وحدة مكافحة العدوى لدى مركز شيبا الطبي، يوم الاثنين عن البيانات: "أعتقد أن قرار السماح بإعطاء الجرعة الرابعة من اللقاح للفئات الضعيفة من السكان ربما يكون صحيحًا، إذ قد يعطي القليل من الفائدة، ولكن ربما لا يكفي لدعم قرار تقديمه لجميع السكان، برأيي".