دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الجمعة، أنها أرجأت عقد اجتماع اللجنة الاستشارية للّقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة، الهادف إلى مراجعة البيانات الخاصة المرفقة بطلب شركة "فايزر" للسماح لها بإعطاء لقاحها المضاد لكورونا الخاص بالأطفال بين 6 أشهر و4 سنوات المؤلف من جرعتين.
بدلاً من ذلك، تنتظر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقديم مصنّعي اللقاح بيانات من تجربة جارية على نظام من ثلاث جرعات لدى فئة الأطفال هذه الأصغر سنًا، قبل النظر بإعطاء الإذن باﻻستخدام الطارئ، ما يسمح للإدارة بمراجعة جميع البيانات المتاحة حول فعالية كل خيار من خيارات نظام إعطاء اللقاح.
وصرحت شركتا "فايزر" و"بيو إن تك"، الجمعة، أنهما تتوقعان الحصول على بيانات حول نظام الثلاث الجرعات، أوائل أبريل/ نيسان المقبل.
وسبق أن منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إذن الاستخدام الطارئ لإعطاء لقاح "كوفيد-19" لشركتي "فايزر/ بيو إن تك" لفئة الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 5 و11 سنة.
وإذا حصل هذا اللقاح الجديد على إذن الاستخدام الطارئ، فسيكون أول لقاح مضاد لفيروس كورونا متاحًا للأطفال الأصغر سنًا.
وتتمثل الخطة المؤقتة بطرح حوالي 10 ملايين جرعة لقاح بداية، وفقًا لوثيقة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
من جانبه، أعرب الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا، وعضو لجنة اللقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء، عن أنه سعيد بهذه الخطوة، موضحًا أنه إذا اجتمعت اللجنة كما كان مخططًا له، وصوتت ضد ترخيص اللقاح بناءً على بيانات الجرعتين، "لبعث ذلك رسالة إلى عامة الناس تفيد بوجود خطأ في هذا اللقاح. وفي حال صوتت بعد بضعة أشهر لصالحه، لربما بقي الناس مرتابين من اللقاح".
ما هي الخطوات التي تسبق توزيع جرعات اللقاح؟
لا يمكن إعطاء لقاح "فايزر" المضاد لكورونا الخاص بالأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات قبل حصول الشركة على إذن الاستخدام الطارئ للقاح على هذه الفئة العمرية من إدارة الغذاء والدواء.
وما أن يُعقد اجتماع اللجنة المعنية بذلك، ستراجع البيانات الخاصة بالتجارب السريرية المرفقة بطلب الحصول على إذن الاستخدام الطارئ الخاص بشركتي "فايزر" و"بيو إن تك"، وتوصي اللجنة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إذا كانت تدعم ترخيص اللقاح، كي تأخذ إدارة الغذاء والدواء القرار بمنح الإذن أم لا.
إذا سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بإعطاء اللقاح للأطفال الأصغر سنًا، فسوف يجتمع مستشارو اللقاحات التابعين للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، من خلال اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، لمراجعة البيانات الخاصة باللقاح والتصويت على تقديم المشورة للوكالة للتوصية باستخدام اللقاح.
بعد ذلك، تراجع مديرة مراكز مكافحة الأمراض، د. روشيل والينسكي، تصويت اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، ويمكن أن توصي باللقاح للأطفال دون سن الخامسة، ما يمنح الضوء الأخضر للقاحات التي ستعطى لتلك الفئة العمرية.
متى يمكن للأطفال الأصغر سنًا تلقي التطعيم؟
تتوقع شركتا "فايزر" و"بيو إن تك" الحصول على بيانات حول نظام الثلاث جرعات في أوائل أبريل/ نيسان المقبل، وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنها ستتحرك بسرعة لمراجعة البيانات والنظر في ترخيص الاستخدام الطارئ.
وقال الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز إدارة الغذاء والدواء لتقويم وبحوث علم الأحياء، الجمعة، إنه يدرك أنّ الأهل حريصون على منح الحماية لأطفالهم الصغار، وأن الوكالة "ملتزمة تمامًا بالتحرك بأسرع ما يمكن بمجرد تقديم البيانات اللازمة".
وكانت شركة "فايزر" أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن قرارها إضافة جرعة ثالثة إلى نظام اللقاح الأساسي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات.
جاء هذا القرار بعدما أظهرت التجارب الأولية على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات أنّ نظام الجرعتين الأصلي للقاح لم يوفر المناعة المتوقعة لتلك الفئة العمرية، رغم أن منح المناعة للأطفال الرضع حتى بلوغهم السنتين.
وقالت الشركتان إن البيانات الخاصة بالجرعة الثالثة التي ستُعطى بعد ثمانية أسابيع في الحد الأدنى من تلقي الجرعة الثانية، متوقعة خلال الأشهر المقبلة، وسيتم رفعها إلى إدارة الغذاء والدواء.
وهناك حوالي 18 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات في الولايات المتحدة من المحتمل أن يكونوا مؤهلين للتطعيم ضد "كوفيد-19".
وأعلن منسق الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض، جيف زينتس، في لقاء صحفي في وقت سابق من هذا الشهر، أن الولايات المتحدة ستكون جاهزة من الناحية التشغيلية لطرح اللقاح للأطفال دون سن الخامسة، بمجرد أن تقدم إدارة الغذاء والدواء ومراكز مكافحة الأمراض توصياتهما.
لماذا تأخر طلب ترخيص الاستخدام الطارئ في الأصل؟
أدى قرار شركة "فايزر" بتمديد تجربة اللقاح على الأطفال الأصغر سنًا، واختبار نظام الجرعات الثلاث إلى تأخير تقديم طلبه الأولي إلى إدارة الغذاء والدواء للحصول على ترخيص لقاح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
وقررت الشركة إضافة الجرعة الثالثة المؤلفة من 3 ميكروغرامات بعد شهرين على الأقل من تلقي الجرعة الثانية، لجميع الأطفال والرضع الذين تتراوح أعمارهم من 6 أشهر إلى 5 سنوات بعدما أطلع مستشاريها الخارجيين المستقلين، مجلس مراقبة البيانات والسلامة، على البيانات التي أظهرت أن جرعات اللقاح لا توفر الحماية المتوقعة من الإصابة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات.
ولم تكن هناك مخاوف تتعلق بالسلامة.
كيف يختلف لقاح الأطفال الأصغر سنًا عن لقاح الفئات العمرية الأكبر؟
بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، قامت شركتا "فايزر" و"بيو إن تك" بتخفيض جرعة اللقاح. بالنسبة للفئة العمرية البالغة 12 سنة وما فوق، تبلغ الجرعة 30 ميكروغرامًا من اللقاح، وخفضت "فايزر" و"بيو إن تك"تلك الجرعة إلى 10 ميكروغرامات للأطفال بين 5 و11 عامًا، ثم خفضتها إلى 3 ميكروغرامات لكل جرعة، للأطفال ما دون الـ5 سنوات.
وأشارت الاختبارات المبكرة إلى أن جرعة بمقدار 3 ميكروغرامات ستنتج استجابة مناعية قوية لدى الأطفال وتقلل من خطر الآثار الجانبية.
ماذا نعرف عن استعداد الأهل لتطعيم الأطفال؟
بمجرد الموافقة على جرعات اللقاح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، صوت الأهل الذين لديهم أطفال ضمن هذه الفئة العمرية بنسبة 31% لصالح تطعيم أطفالهم فورًا، وهي نسبة تفوق نسبة 20% المسجلة في يوليو/ تموز العام الماضي، بحسب نتائج استطلاع من مؤسسة Kaiser Family Foundation.
وجد الاستطلاع الذي شمل مشاركة أكثر من 1500 بالغ، والذي أجري في يناير/ كانون الثاني الماضي، أن نسبة 29% من الأهل قالوا إنهم "سينتظرون" قبل تطعيم أطفالهم الذين تقل أعمارهم عن الـ5 أعوام، وهي نسبة تقل عن تكل المسجلة في يوليو/ تموز العام الماضي وبلغت 40%.
حوالي 1 من كل 10 من الأهل، أو 12% منهم، يقولون إنهم سوف يقومون بتطعيم أطفالهم دون سن الخامسة "فقط إذا لزم الأمر"، بينما يقول حوالي الربع أي 26% منهم إنهم لن يقوموا "بالتأكيد" بتطعيم أطفالهم الصغار.
وإلى أن يصبح الأطفال الأصغر مؤهلين للتطعيم، "علينا أن نبذل قصارى جهدنا لحمايتهم،" بحسب ما سبق وقال الدكتور ستيفن بارودي، طبيب الأمراض المعدية، لـCNN في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأضاف: "بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، لا يزال يتعين علينا اتخاذ تلك التدابير الوقائية عندما يتعلق الأمر بالتباعد، ومن الناحية المثالية، إذا كان هناك ضيوف يترددون على المنزل، فعليهم الحصول على التطعيم من أجل تقليل الخطر".