دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن جائحة "كوفيد-19" لم تنته بعد، يقول الخبراء إن الولايات المتحدة قد تكون في طريقها لقضاء فصلي ربيع وصيف "شبه طبيعيين"، استنادًا إلى بيانات جديدة من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ في قسم الأمراض المعدية لدى المركز الطبي بجامعة فاندربيلت الأمريكية: "أعتقد أن انتقال الفيروس من جائحة إلى متوطن، يبدو أنه يتسارع".
ووفقًا لبيانات مراكز مكافحة الأمراض المحدثة المعنية بـ"كوفيد- 19" حول مستويات المجتمع، انخفض عدد المقاطعات ذات مستويات "كوفيد-19" "المرتفعة" من حوالي 1،200 في 24 فبراير/ شباط الماضي إلى 472 في 3 مارس/ آذار الجاري.
وقررت مراكز مكافحة الأمراض مؤخرًا تغيير طريقة قياسها لمستويات انتقال الفيروس في المجتمع.
ونظرًا لأن الولايات المتحدة انتقلت إلى مرحلة يمكن التحكم فيها بشكل أكبر، فإن العدوى وحدها لا تعكس التأثير الكامل لـ"كوفيد-19" ومستوى القيود المطلوبة.
وحاليًا، تقيس مراكز مكافحة الأمراض تلك المستويات من خلال تضمين معدلات العدوى والقدرة الاستيعابية للمستشفيات.
وباستخدام المقاييس الجديدة، تُظهر البيانات أن أكثر من نسبة 90% من سكان الولايات المتحدة يعيشون في موقع يتضمن مستويات مجتمعية منخفضة أو متوسطة لانتقال "كوفيد-19".
ووجد تحليل CNN للبيانات أن نسبة 7% فقط من سكان الولايات المتحدة يعيشون في مقاطعة ذات مستويات مجتمعية "مرتفعة" لانتقال "كوفيد-19".
ومن جانبه، قال عالم الأوبئة بجامعة جونز هوبكنز، أمبر ديسوزا، إن "معدلات الإصابات ليست منخفضة للغاية، لكنها منخفضة بما يكفي وقدرة المستشفى الاستيعابية جيدة، بما يكفي للتراجع عن العديد من القيود"، مضيفًا أنه "بالنظر الآن إلى هذه الأرقام، هناك الكثير من الأمل لفصلي الربيع والصيف".
بعبارة أخرى، في مساحات شاسعة من أمريكا، تعني المقاييس أن هناك خطرًا أقل بكثير للإصابة بمرض "كوفيد-19".
موجة الإصابات تنتهي ...ولكن؟
ومن جهتها، قالت عالمة الأوبئة سيرا ماداد، مديرة برنامج مسببات الأمراض الخاصة على مستوى النظام في مستشفى "NYC Health": "هذا يعني أن الزيادة الحالية آخذة في التراجع، وهذا خبر مذهل".
وأوضحت ماداد: "أعتقد أنه من المهم حقًا أن أذكر أنه عندما ينظر الناس إلى مستويات انتقال العدوى في المجتمع على أنها منخفضة، فإن هذا لا يعني أنها صفر".
وأشارت إلى المناطق التي يُعتقد أن لديها مستويات مرتفعة من "كوفيد-19" في المجتمع، حيث يحتاج الناس إلى اتخاذ الاحتياطات المعتادة للجائحة.
أما بالنسبة إلى المناطق ذات مستويات الانتقال المنخفضة أو المتوسطة، قد يتم إسقاط تفويض ارتداء الكمامات وممارسات التباعد الاجتماعي بأمان.
لكن بالنسبة للبعض فقط، وليس لجميع الناس.
وأضافت: "من الواضح أنه مع وجود مستويات منخفضة من الفيروس المنتشر في المجتمع، هناك فرصة أقل للاختلاط بشخص قد يكون معديًا، لكن هذا لا يعني انعدام المخاطر".
وقد تبقى الكمامات والتعامل بحذر ضروريين إذا كان الشخص ضمن فئة عالية الخطورة للإصابة بمرض شديد، أو إذا كان يعيش مع طفل صغير لا يزال غير مؤهل لتلقي التطعيم، أو إذا كان يعيش مع شخص يعاني من نقص المناعة.
وأكدت ماداد أن "نهاية الموجة لا تعني نهاية الجائحة".
وانخفضت الوفيات الناجمة عن "كوفيد-19" بنسبة 11% عن الأسبوع الماضي، لكن الولايات المتحدة لا تزال تسجل في المتوسط 1،554 حالة وفاة جديدة كل يوم، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز. وأشار الخبراء إلى أنه أسوأ بكثير من مرض مثل الإنفلونزا.
وقال ديسوزا: "يتسبب فيروس كورونا في وفاة العديد من الأشخاص كل يوم، إذ لا يزال مرضًا معديًا خطيرًا للغاية. مع ذلك فقد أحرزنا تقدمًا هائلاً".
ويعود الفضل في بعض التقدم بالأدوات التي طورتها الدولة لإدارة الجائحة، إذ أصبح الوصول إلى الفحوصات والعلاجات أسهل، كما أن إدارة بايدن تَعد بالمزيد.
لكن الخبراء يحذرون، أنه حتى مع انخفاض الإصابات، لا يزال الناس بحاجة إلى مراقبة العلامات التي تدل على أنهم مرضى بـ"كوفيد-19".
ولا تنجح العلاجات إلا إذا تمكن الشخص المريض من الوصول إليها بسرعة.
ولا تزال نسبة 45% من سكان الولايات المتحدة لم تتلق التلقيح، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ونحو 3% من السكان، أي حوالي 9 ملايين شخص، يعانون من نقص المناعة وعرضة للإصابة بأمراض خطيرة، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.
ومن غير المحتمل القضاء على "كوفيد-19" في أي وقت قريب، وقال الخبراء إن الناس ما زالوا بحاجة إلى التحلي بالمرونة وارتداء الكمامات وممارسة التباعد الجسدي مرة أخرى، إذا ارتفعت مستويات الإصابة بفيروس كورونا في منطقتهم.
ولكن، إذا لم يظهر متحور آخر يتجنب اللقاحات والعلاجات الحالية، فقد تعني الأرقام الجديدة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن نهاية المرحلة الوبائية لـ"كوفيد-19" قد اقتربت.