دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبح الطب عن بعد، والعمل عن بعد، والفحوص السريعة، والمدارس الافتراضية، واللقاحات جزءًا من روتين الأمريكيين، مع دخول جائحة فيروس كورونا عامها الثالث.
لكن مع تسابق المبتكرين لجعل العيش وسط الجائحة أكثر أمانًا، لم يأخذوا ضمن اعتباراتهم الأشخاص ذوي الإعاقة.
إذ قد يجد من يعانون من إعاقة جسدية أن فحوص "كوفيد-19" المنزلية التي تسمح بالعودة إلى المجتمع صعبة الاستخدام.
على سبيل المثال، قد لا يتمكن الأشخاص ذوو الرؤية المحدودة من قراءة الأحرف الصغيرة في التعليمات، ولن يتمكن المكفوفون من رؤية النتائج.
ويشارك المجلس الأمريكي للمكفوفين بدعوى قضائية مرفوعة ضد شركتين مهيمنتين للاختبارات الطبية، Labcorp و Quest Diagnostics، تتمحور حول أكشاك تسجيل الوصول العاملة باللمس في مواقع الفحص الخاصة بها.
في بعض الأحيان تكون العقبات لوجستية بشكل أساسي، "إذا كنت كفيفًا، أو تعاني من ضعف في البصر وتعيش بمفردك، فلن يكون لديك سيارة، وفق ما قالت شيلا يونغ، رئيسة مجلس فلوريدا للمكفوفين، مشيرة إلى صفوف السيارات الطويلة في مواقع الفحص والتحصين.
وسألت يونغ: "من يمكنه تحمل تكلفة وقوف سيارة أوبر في الطابور لمدة ثلاث ساعات"؟
يعاني واحد من كل أربعة بالغين في الولايات المتحدة من نوع من الإعاقة، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها. ورغم مواجهة أصحاب الإعاقة عوائق كثيرة منذ فترة طويلة، إلا أنّ تداعيات مخاطر الجائحة جراء عدم المساواة هذه مع الأصحاء كانت بمثابة حياة أو موت.
من جانبه، قال ماثيو ديتز عضو مؤسس ومدير التقاضي الحالي لمجموعة Disability Independence Group في فلوريدا: "أرى أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم آخر من يتم الاعتناء بهم وأول من يموتون".
وغالبًا لا يملك الأشخاص المتأثرون بشكل مباشر بحواجز الوصول الوقت، أو المال، أو الطاقة لتقديم شكاوى قانونية.
تنتهك الحكومات الفيدرالية، وحكومات الولايات، والحكومات المحلية أيضًا الأنظمة الخاصة بذوي الإعاقة.
وكشف تحقيق أجرته محطة أخبار KHN أي Kaiser Health News، العام الماضي، أنّ مواقع تسجيل اللقاحات الحكومية لا يمكن للمكفوفين الوصول إليها.
انطلاقًا من هذه القصة، توصلت وزارة العدل إلى اتفاق مع خمس وكالات حكومية محلية، وحكومية، في نيويورك لتصحيح مثل هذه القضايا، وأقامت تسويات مع عدد من الصيدليات لضمان الوصول إلى التسجيل لمواعيد التطعيم.
وعقب احتجاج من مناصري الإعاقة، قامت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بتحديث قائمتها الخاصة كي تشمل فئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس "كوفيد-19" الحاد، الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي منتصف شهر فبراير/ شباط الماضي، أعلن برنامج التعجيل السريع لتقنية التشخيص التابع لمعاهد الصحة الوطنية بذل جهود لإجراء فحوص "كوفيد-19 في المنزل، في حين دعت وزارة الصحة والخدمات البشرية الشركات المصنعة إلى تقويم قابلية إجراء فحوص كوفيد-19 في المنزل لذوي الإعاقة.
ولكن نظرًا لتحول العديد من الأطباء إلى إجراء معاينات عبر الإنترنت للحفاظ على سلامة المرضى، وسط ارتفاع إصابات "كوفيد-19"، شكّل عدم إمكانية الوصول إلى التطبيب عن بُعد مشكلة، بحسب قول هوارد روزنبلوم، الرئيس التنفيذي للجمعية الوطنية للصم.
وأشار إلى أنه يتم انتهاك قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة وقوانين الإعاقة الأخرى، عندما لا يوفر مقدمو الرعاية الصحية تقنية التطبيب عن بعد مرفقة بالتسميات التوضيحية أو بحضور مترجمين فوريين على المكالمة ذاتها عبر الهاتف.
عندما احتاجت ليز هاملين إلى رؤية ممرضّتها وسط اشتداد وطأة الجائحة عام 2020، شعرت بسعادة غامرة بداية لتحديد موعد للتطبيب عن بُعد تفاديًا لخطر التعرض لـ"كوفيد-19"، حتى أدركت أن الزيارة الافتراضية لن تحتوي على تسميات توضيحية.
كشخص يعاني من ضعف في السمع، تقوم هاملين بقراءة واستخدام التسميات التوضيحية لمساعدتها على فهم مكالمات الفيديو، وبالكاد تمكنت من فعل ذلك أثناء موعد الفحص الافتراضي.
بصفتها مديرة السياسة العامة لجمعية فقدان السمع الأمريكية، أثار هذا الأمر غضب هاملين، لكنها ترددت في الإقدام على أي خطوة لقناعتها بأنه لا يمكنها فعل الكثير حيال ذلك.
وقال بريان باشين، الرئيس التنفيذي لشركة LightHouse للمكفوفين والذين لديهم إعاقة بصرية في سان فرانسيسكو، إنّ التحوّل السريع نحو الفحص من المنزل الذي كان يتم إجراؤه في مكاتب الأطباء، يعتبر مشكلة متنامية أخرى للأمريكيين ذوي الإعاقة.
وعلى سبيل المثال، لإجراء فحص سرطان القولون، يوصي العديد من الأطباء المرضى بجمع البراز في المنزل ووضع العينة في أنبوب اختبار، ثم إرسالها إلى المختبر.
وقال باشين، وهو ضرير: "لن أطلب من صديقي مساعدتي في هذا الأمر".
وبينما كان قادرًا في النهاية على تحديد معاينة طبية مع طبيبه بعد التحدث إلى شركة التأمين الخاصة به، فقد تأخرت رعايته.
وقال باشين: "يجب أن تكون إمكانية الوصول جزءًا مما نفعله كحكومة وكمجتمع".