دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت بيانات جديدة أن الأمريكيين وحتّى بعض خبراء الصحة ربما قد قللوا من شأن لقاح "كوفيد-19" الذي أنتجته شركة "يانسن"، ذراع اللقاح التابع لشركة "جونسون آند جونسون". وظهرت أدلة مؤخرًا تشير إلى أن اللقاح قد يلعب دورًا مهمًا في المستقبل.
ووجدت دراسة نُشرت الخميس في المجلة الطبية "JAMA Network Open" أن لقاح "جونسون آند جونسون" يحافظ على فعاليته، حتّى في ظل زيادة الحالات التي تسبب بها متغير "دلتا" لفيروس كورونا.
وكان اللقاح فعالًا بنسبة 76% بشكل عام في الوقاية من عدوى "كوفيد-19"، وفعالًا بنسبة 81% في منع حالات دخول المستشفى المرتبطة بالفيروس.
وأظهرت الدراسة أيضًا أنه تمكنً من توفير مناعة مستقرة بعد 6 أشهر على الأقل من الحصول على الجرعة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي خلال زيادة انتشار متغير "أوميكرون"، كانت الإصابات بعدوى الاختراق أعلى بين أولئك الذين تلقوا لقاح "فايزر"، وتبعهم أولئك الذين تلقوا لقاح "مودرنا".
وتمتّع للأشخاص الذين تلقوا لقاح "جونسون آند جونسون" بحالات أقل من الإصابة بعدوى اختراق.
وقال مدير مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات في مركز "Beth Israel Deaconess" الطبي في مدينة بوسطن الأمريكية، الدكتور دان باروش، الذي ساعد في تطوير ودراسة لقاح "جونسون آند جونسون" إن "ما رأيناه في الصيف والخريف خلال موجة دلتا يُثبت أن جميع اللقاحات الثلاثة وفّرت الحماية بشكل جيّد جدًا. ولكن كانت معدلات إصابات الاختراق في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول من العام الماضي مع لقاح يانسن أعلى بقليل من فايزر، وكانت موردنا أقل بقليل. ولكن هذه الاختلافات كانت صغيرة نسبيًا".
وأوضح باروش: "ما رأيناه مع مرور الوقت هو أن تلك الاختلافات ضاقت بعد ذلك"مضيفًا: "بحلول الأسبوع الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول، وجدنا في البيانات أن الخطوط تتقاطع"، حيث أصبحت معدلات الإصابة للقاح "جونسون آند جونسون" أقل من اللقاحات الأخرى.
بيانات "مُطمئنة" لمتلقي لقاح "جونسون آند جونسون"
وفي مارس/آذار من عام 2021، كان "جونسون آند جونسون" اللقاح الثالث الذي تم ترخيصه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وكانت الاستجابة الأولية له أخف من تلك التي حصلت عليها التراخيص البارزة للقاحات mRNA من "فايزر"، و"مودرنا".
وتضاءلت الحماية التي قدمتها لقاحات "كوفيد-19" بمرور الوقت، ولا تعمل أي منها بالمستوى ذاته ضد المتغيرات التي ظهرت منذ انتشار فيروس كورونا الأصلي.
ولكن العلم بدأ يُظهر أن الأشخاص الذين حصلوا على لقاح "جونسون آند جونسون" لـ"كوفيد-19" قد يتمتعوا ببعض المزايا.
وقال باروش لـCNN إنه لم يتفاجأ على الإطلاق برؤية أن قوة لقاح "جونسون آند جونسون" تبدو أنها تدوم لفترة أطول من لقاحات mRNA، أي "فايزر"، ومودرنا"، بناءً على حدوث حالات عدوى الاختراق.
وثبت أن تقنية لقاحات mRNA تثير استجابة مناعية قوية بعد التطعيم بسرعة، ولكن يمكنها أن تتضاءل بمرور الوقت.
وقد لا يُثير لقاح "جونسون آند جونسون" استجابة مناعية قوية على المدى القصير، ولكن من المعروف أنه يتمتع بصمود قوي.
وذكر باروش أن لقاح "جونسون آند جونسون" قد يتمتع بـ"ميزة خاصة".
وشرح قائلاً: "يتكون الجهاز المناعي في الواقع من ذراعين: جانب الأجسام المضادة، والخلايا التائية. ويُدعى نوع الخلايا التائية الضرورية للوقاية من الأمراض الخطيرة خلايا CD8 T".
وأضاف باروش: "لقاح جونسون آند جونسون يزيد خلايا CD8 T بشكل أفضل من لقاح فايزر، ولقاحات mRNA الأخرى، لذلك قد يكون للقاح جونسون آند جونسون ميزة خاصة ضد المتغيرات، مثل أوميكرون، التي هربت إلى حد كبير من استجابات الأجسام المضادة".
وبشكلٍ عام، وصف باروش هذه البيانات بأنها "مُطمئنة جدًا" لمتلقي لقاح "جونسون آند جونسون".