دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء عن خططها لتعزيز الاستجابة لمرض جدري القردة، مع توضيحها لتفاصيل خطط تهدف لطرح المزيد من اللقاحات، والاختبارات للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، بما في ذلك الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وشركائهم.
وتأتي هذه الخطوة بعد الضغوط التي تمارسها الولايات والتي تطالب الإدارة بطرح المزيد من جرعات لقاح جدري القردة من المخزون الوطني الاستراتيجي الذي يديره مكتب مساعد وزير الاستعداد والاستجابة (ASPR) بوزارة الصحة، والخدمات الإنسانية.
ورأى النقاد أن الولايات المتحدة لا تقدم اختبارات كافية لمراقبة انتشار الفيروس، والذي يُعتقد أنه أوسع انتشارًا ممّا تُشير إليه الإحصاءات الحالية.
وتهدف الخطّة الجديدة إلى طرح المزيد من اللقاحات في المناطق التي تعاني من معدلات الإصابة الأكثر ارتفاعًا، وزيادة نطاق الاختبارات، وجعلها متاحة في خمسة مختبرات تجارية، بالإضافة إلى شبكة موجودة بالفعل من مختبرات الصحة العامة.
وستخصص الخطة الجديدة جرعات اللقاح بناءً على معدلات الحالات في ولاية معيّنة، مع التركيز على الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وشركائهم المعروفين، إضافةً لأي شخص يعتقد أنه تعرّض مؤخرًا للفيروس.
وقالت مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، الدكتورة روشيل والينسكي: "يهدف التطعيم بعد التعرّض، أو استخدام اللقاحات للوقاية من المرض بعد التعرّض، إلى تقليل خطر إصابتك بفيروس جدري القردة، ثم إصابتك بالمرض. ويجب أن يتم التطعيم في غضون أسبوعين من التعرّض المحتمل. وكلما سارعت في الحصول على التطعيم بعد التعرّض، كلما كان ذلك أفضل".
وتم رصد 306 حالة إصابة بجدري القردة في 28 ولاية قضائية في الولايات المتحدة حتّى الآن، كما تم الإبلاغ عن أكثر من 4،700 حالة على مستوى العالم، وفي 49 دولة، بحسب ما ذكرته والينسكي.
وتأتي الخطة في خلال شهر "فخر المثليين"، لكونه موسمًا يثير قلق الكثير من الأفراد في مجال الصحة العامة لاحتمال كونه وقودًا لإشعال تفشّي فيروس جدري القردة، والذي ينتشر عبر الاتصال الوثيق، بما في ذلك ممارسة الجنس.
وفي الوقت الحالي، قالت والينسكي إن الأشخاص الوحيدين الذين يمكنهم تلقّي لقاحات جدري القردة هم الذين لديهم تعرّض معروف.
وقد تتطلّب خطة التطعيم استخدام الولايات المتحدة لنوعين مختلفين من اللقاحات.
والنوع الأول هو لقاح أحدث يُدعى "جينوس" (Jynneos)، والذي تصنِّعه شركة دنماركية اسمها "Bavarian Nordic".
وتم تقييم وتطوير اللقاح لعلاج عدوى جدري القردة، ولدى الولايات المتحدة حاليًا 64 ألف جرعة منه في مخزونها.
وستوفر الحكومة 56 ألف من تلك الجرعات للولايات في المرحلة الأولى من طرحها.
وطلبت الولايات المتحدة المزيد من هذا اللقاح، وتخطط الحكومة لتوفير 1.25 مليون جرعة إضافية منه خلال فصلي الصيف والخريف.
وتكمن المشكلة في عدم امتلاك الولايات المتحدة لجرعات كافية من لقاح "جينوس" لتطعيم كل من قد يرغب به، ولذلك يدرس مسؤولو الصحة العامة أيضًا استخدام لقاح آخر وأقدم يُدعى "ACAM"، والذي تم تطويره لعلاج الجدري.
وقال مدير مركز "كورنيل" للوقاية من الأوبئة، والاستجابة لها في مدينة نيويورك الأمريكية، الدكتور جاي فارما: "إنها تقنية من الطراز القديم لحدٍ كبير، ولا أعرف أي أطباء يعلمون بالفعل كيفية القيام بها. ولذلك من الصعب جدًا طرحه (اللقاح) لأنه يستوجب تدريب الأشخاص على تقنية لقاح جديدة".
وتشمل المضاعفات الأخرى استخدام لقاح "ACAM" نسخة حيّة ولكن ضعيفة من الفيروس لتحصين الفرد.
وأوضح فارما: "يُفترض أن استخدامه على الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية غير آمن".
ويُعد الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، والذين يتمتعون أيضًا بمعدلات عالية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، الفئة الرئيسية المعرّضة لخطر الإصابة بجدري القردة.
وأوضحت والينسكي الثلاثاء أنه مع وصول المزيد من لقاح "جينوس" إلى الولايات المتحدة، ستقوم البلاد بتعديل استراتيجيتها لتشمل المزيد من الأشخاص.