دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الحمل فترة صعبة بحد ذاتها، ولكن مع الضغط الذي يُضيفه العمل، والأوضاع الاقتصادية المضطربة، ومخاطر "كوفيد-19"، قد تبدو هذه الفترة مُربكة بشكل أكبر.
وذكرت دراسة جديدة أنه إذا كان الأمر ممكنًا، فإنه يجب على الأمهات الحوامل محاولة تقييم التوتر الذي يشعرن به، وطلب المساعدة لتقليل احتمال معاناة المولود الجديد من مشاعر سلبيّة.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت الأربعاء في مجلة "Infancy"، أن أطفال الأمهات اللواتي عانين من تقلبات في مستوى توترهنّ بشكلٍ أكبر أثناء الحمل أظهروا المزيد من الخوف، والحزن، والضيق بعمر 3 أشهر، وذلك مقارنةً بأطفال الأمهات اللواتي تعرّضن للتوتر بشكلٍ أقل.
جمع بيانات التوتر في الوقت الفعلي
وطلب الباحثون من 72 امرأة إكمال استطلاعات حول مستويات التوتّر لديهن بشكلٍ مكرّر وصل لـ4 مرات في اليوم، ولمدّة 14 أسبوعًا أثناء الحمل.
وعندما بلغ عمر الأطفال 3 أشهر، قامت الأمهات بملء استبيان هدفه قياس مزاج الرضيع.
وسمح قياس مستويات التوتّر المرتفعة والمنخفضة في الوقت الفعلي أثناء الحمل للعلماء برؤية صورة أكثر شمولاً لمستويات التوتّر لدى النساء.
وقد تعني التقلبات الكبيرة أن النساء يعانين من "المزيد من عدم الاستقرار في ظروف حياتهن الحالية، أو أنهن قد يملن لرؤية أن ظروفهن أقل استقرارًا، أو أنهن يواجهن صعوبة أكبر في تنظيم عواطفهن"، بحسب ما قالته المؤلفة الرئيسية للدراسة، ليغا ماكنيل، وهي أيضًا أستاذة مساعدة، وباحثة في العلوم الاجتماعية الطبية في كلية "فينبرغ" للطب بجامعة "نورث وسترن" في مدينة شيكاغو الأمريكية.
وقالت ماكنيل إن هذه التغييرات المتكرّرة قد تؤثّر على النمو العاطفي للأطفال بشكلٍ كبير.
ومن الطبيعي المعاناة من القليل من التوتّر أثناء الحمل، ولذلك هناك حاجة للمزيد من البيانات لتحديد أنواع ومستويات التوتر التي تؤثر على الأم، وطفلها، وفقًا لما ذكرته ماكنيل.
الجائحة لم تؤثّر على أنماط التوتر
ورُغم أن الباحثين لم يقصدوا إجراء هذه الدراسة أثناء الجائحة، إلا أن القيام بذلك كان عبارة عن مصادفة إيجابيّة، إذ سمحت لهم الدراسة بفحص ما إذا كانت مستويات التوتّر مختلفة لدى النساء الحوامل قبل وأثناء "كوفيد-19".
وقالت ماكنيل: "وجدنا أن المشاركات أبلغن عن مستويات مماثلة من أنماط التوتّر بغض النظر عمّا إذا كانت قياسات التوتّر لديهن مأخوذة قبل الجائحة، أو بعدها".
وتُعتبر الدراسة محدودة خاصة أن غالبية النساء كنّ من الطبقتين المتوسطة والعليا، ولديهن شركاء، فضلًا عن أنهن متعلمات، وهي سمات قد تحميهن من الكثير من التوتّر الذي شعرت به العائلات أثناء الجائحة، بحسب ما يراه المؤلفون.
كيف يمكن تقليل التوتر قبل الحمل وبعده؟
ومن الطبيعي الشعور بالتوتر أثناء الحمل، ولكن هناك استراتيجيات لمنعه من التأثير سلبًا على النساء، وأطفالهن.
ويمكن للحوامل تجربة تمارين التنفس العميق لتقليل التوتّر، وخفض معدّل ضربات القلب.
وتقلّل ممارسة التمارين الرياضيّة لمدّة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما أنها تقلّل من القلق، والتوتّر أثناء الحمل، وفقًا لتقريرٍ نُشِر بعام 2019 في مجلة "Medicina".
وأشارت "مايو كلينيك" إلى أنه يجب على النساء التحدّث مع طبيب أمراض النساء الخاص بهن للتأكّد من أن ممارسة الأنشطة البدنية آمنة أثناء الحمل.
ويمكن أن يكون الانخراط في أنشطة خاصّة للحد من التوتّر بعد الولادة مفيدًا أيضًا للأمهات والأطفال.
وأظهرت الأبحاث أن السماح للأمهات الجُدد بالمزيد من الفرص "للتواصل مع أطفالهن، وممارسة بالرضاعة الطبيعية، ومداعبة أطفالهن وببساطة" يمكن أن يساعد الأطفال على تقليل "استجاباتهم للتوتّر بشكل أكثر فعالية"، بحسب ما أشارت إليه الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) في بيان السياسة الخاص بمنع الإجهاد السام في مرحلة الطفولة.